“اكتشاف بالصدفة” قصة لوحات أخذتها عائلة روتشليد وعُثِر عليها في مبنى مصري
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
دائمًا ما يحدث اكتشاف بالصدفة لتراث أثري بمحض الصدفة، تمامًا مثل قصة الضفدع الذي أدى لاكتشاف معبد أبو سمبل، وتشمل الصدفة أيضًا اللوحات الفنية.
من اللوحات الفنية التي تم اكتشافها بالصدفة هي مجموعة الرسام الإيطالي تيبولو والتي تم العثور عليها في مبنى السفارة المصرية في يناير 1965م.
قصة اكتشاف لوحات تيبولو في السفارة المصرية
حينها كان إبراهيم نافع مراسلاً لجريدة الأهرام وقال أن أحد الخبراء المنتدبين من متحف اللوفر الفرنسي المشهور اكتشف مجموعة من الصور مركبة في سقف إحدى غرف سفارة مصر في لندن يرجع تاريخها إلى عام 1870م، وقام بتقدير قيمة هذه المجموعة الفنية بصفة مبدئية بحوالي 100 ألف جنيه استرليني، بينما قدر بعض الخبراء الآخرين أن قيمة هذه المجموعة تصل إلى نحو ربع مليون جنيه استرليني.
اقرأ أيضًا
“وقائع الاحتفاء بالخيانة” قصص حفلات الترحيب بالاحتلال الإنجليزي في مصر
وكان مقدرًا أن تُرْفَع هذه الصور من مبنى السفارة الذي مصر وتنقل إلى القاهرة لعرضها بعد ذلك على المتاحف العالمية لأنه ليس في إمكان فرد أن يمتلكها.
بحسب شهادة إبراهيم نافع فإن قصة اكتشاف هذه المجموعة الفنية بدأت عندما طلب أحد الخبراء المنتدبين من متحف اللوفر الفرنسي معاينة مجموعة من الصور مركبة في إحدى غرف السفارة العربية في لندن، فلما سمح له بذلك أحضر الخبير كشافات وعدة وآلات، وبعد ساعات طويلة، قضاها في البحث الدقيق وكانت المفاجأة الكبرى.[1]
تفاصيل اللوحات الفنية التي تم العثور عليها
وروى خبير متحف اللوفر الفرنسي قصة هذه المجموعة، فقال أنه في عام 1870م اختفت مجموعة من الصور رسمها الرسام الإيطالي جيوفاني باتيستا تيبولو والذي ولد في البندقية عام 1696م واشتهر في مدريد وتوفي في 27 مارس سنة 1770م.
ومع مطلع خمسينيات القرن العشرين بدأ متحف اللوفر في البحث عن هذه المجموعة المفقودة وبعد بحث طويل اكتشف متحف اللوفر أن مجموعة الصور المفقودة وصلت إلى انجلترا وأنها كانت في مجموعة التحف الخاصة بناثان ماير روتشيلد عميد الفرع الإيطالي لعائلة روتشيلد.
ومع العام 1959م عين اللوفر أحد الخبراء الفنيين، ليبدأ بحثه في انجلترا وبدأ الخبير بحثه بالفعل في القصور التي يمكن أن توجد فيها هذه المجموعة القيمة، فهداه البحث إلى أنه يحتمل أن تكون في القصور التي كان يمتلكها لورد بيوت وهو الشخص الذي اشترت منه الحكومة المصرية مبنى السفارة في عام 1923م وكان هذا المبنى معروفًا في لندن باسم بيوت هاوس وكان اللورد بيوت ينتمي إلى أسرة روتشيلد.
واهتدى خبير متحف اللوفر بالفعل إلى مجموعة الصور المفقودة بعد ٦ أعوام من البحث في لندن والصور الموجودة في سقف إحدى غرف السفارة مرسومة على مساحة قدرها 3 متر مربع.
من المؤكد أن تلك الصور لم تأخذها مصر واستولى عليها متحف اللوفر، فتلك المؤسسة بدءًا من عام 1951م إلى عام 1965م، استولت على 37 قطعة أثرية وفنية.[2]
[1] جريدة الأهرام، عدد 2 يناير 1965م، ص1
[2] محررون، متحف اللوفر، الموسوعة الحرة
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال