رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
563   مشاهدة  

ما هي الفوارق بين الفقراء والمساكين مع الأضاحي “الرضا بديل اللحمة أحيانًا”

الأضاحي


عائلات بسيطة تفوق عليها خط الفقر فصار حبلاً يخنقهم أمام الأضاحي ولحومها، ليس لهم منزل وإنما مجرد غرف متهالكة فوق السطوح، التكبيرات حولهم وأخبار الذبح والنحر تصلهم ومع ذلك لم ينفصلوا عن الواقع بفقرهم بل تجاوزوه بالأمل ولو بالكاد.

يتراص الجميع فوق السطوح استعدادًا لذبح الأضحية كانت عبارة عن بقرة لم تختلف في الحال عن ظروفهم فهي الأخرى من الفقر صارت عجفاء؛ ومع ذلك ربما كانت أفضل حالاً منهم فهي سترتاح من الجوع بالموت ليكون ما بقي منها وسيلةً لمساعدتهم في الحياة والفرح.

اقرأ أيضًا 
بعيدًا عن أهمية اليوم للحجاج “فضائل يوم عرفة لمن لم يحج”

بيتهم له باب خشبي أكله السوس من داخله، وفرمته الباروما من أسفله، وصوت أزيزه البطيء يحمل في جنباته الفقر الذي يتوارى بحالة الرضا؛ الأحلام كثيرة بالنسبة لهذه الأسرة، لكن “اللحمة” هي أعز ما يتمنوا، ليس لأنها رمز للثراء بقدر ما أنها ملمح من ملامح السعادة والبهجة بالعيد.

الفرق بين الفقراء والمساكين في الأضاحي

توزيع الأضاحى
توزيع الأضاحى

علماء المسلمين فصلوا الفرق بين الفقراء والمساكين في عيد الأضحى المبارك من ناحية أيهم أحق في مصارف الزكاة، وكلاهما بحاجة إلى مؤنة، والفقراء أشد حاجة؛ لأن الله بدأ بهم والعرب إنما تبدأ بالأهم فالأهم ولأن الله قال: ﴿أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر﴾، فأخبر أن لهم سفينة يعملون بها ولأن النبي محمد استعاذ من الفقر وقال: “اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين‏”. رواه الترمذي فدل على أن الفقراء أشد فالفقير من ليس له ما يقع موقعا من كفايته من مكسب ولا غيره والمسكين الذي له ذلك فيعطى كل واحد منهما ما تتم به كفايته.

في العيد الذي يضحك فيه الجميع، هم يبكون فالأحزان داهمتهم وهزت كيانهم وهم ينظرون إلى الجيران والأصدقاء في حسرة بسبب الفقر الذي قال فيه ديوان الإمام الشافعي
يمشي الفقيرُ وكلُّ شيءٍ ضِدَّهُ *** والناسُ تغلقُ دونهُ أبوابَها
وتراهُ مبغوضاً وليسَ بِمُذنبٍ *** ويرى العداوةَ لا يرى أسبابَها
حتى الكلابَ إذا رأت ذا ثروةٍ *** خضعت لديهِ وحرَّكَتْ أذنابَها
وإذا رأت يوماً فقيراً عابراً *** نَبَحَتْ عليهِ وكَشَّرَتْ أنيابَها

الرضا مع العائلات الفقيرة

إقرأ أيضا
الأطفال في فلسطين
خروف العيد
خروف العيد

تبدو كلمة الحمد لله هي لسان حالهم، لكن قلبك يشعر بالانقباض حين ترى المنظر، وسرعان ما يتحول خفقان الفؤاد من القلق إلى الحزن الذي يضخ وجعاً على حالهم ووجع بقرتهم الفقيرة.
سر الرضا الظاهر من حركتهم يجعل جفون العين تقاوم الدموع التي لم تظهر من نظرات الست إكرام، وهي تحكي حالها.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان