الإخوان في وبائين “كيف تعاملت الجماعة زمن الكوليرا وكررت أفعالها مع كورونا”

وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

لم يتأخر جماعة الإخوان يومًا عن الظهور الميداني في الكوارث، لكن كل ظهور للجماعة كان له مصلحة سياسية تخدم أهدافها، هكذا كان يتعامل الإخوان منذ العصر الملكي حتى عهد مبارك، لكن الآن فالوضع مختلف مع كورونا ليس لأنهم ليس لهم وجود بالشارع المصري وإنما لأن الجيل الحالي أقل ذكاءًا من القديم وأعظم غباءًا أيضًا، لكنهم متساوون في الوضاعة.

قبل معرفة الفارق بين إخوان الكوليرا وإخوان كورونا .. لماذا الجيل القديم أخبث وأذكى

كان وباء الكوليرا عام 1947 عاملاً مساعدًا لظهور الإخوان بشكل فعال في أزمات مصر الكبرى، فهو وباء فتاك وحد كل قطاعات المملكة المصرية لإنتشال البلد من الكارثة.

نجيب اسكندر - وزير الصحة — نجيب اسكندر – وزير الصحة

تشير جريدة الأهرام في صفحة 5 من عدد 26 سبتمبر و ص من عدد 29 سبتمبر، و ص من عدد 30 سبتمبر 1947 إلى أن حسن البنا أرسل خطابًا لـ نجيب اسكندر بك «وزير الصحة» أكد فيه استعداد إدارة جوالة الإخوان المسلمين لتقديم 40 ألف من الشباب الإخوان للمساهمة في مكافحة الكوليرا، كذلك فإن مستوظفات جماعة الإخوان أعلنت استعدادها لعلاج المصابين وتطعيمهم مع إعداد مالا يقل عن 10 سيارات للمحافظات المختلفة من أجل عمليات التطعيم.

لم يكن ظهور الإخوان في وباء الكوليرا بهذا الشكل إلا بهدف كسب تعاطف الناس الذي بدأ يتضاءل بسبب عملتين إرهابيتين قامت بهما الجماعة قبل الوباء بـ 5 أشهر، كانت العملية الأولى في 17 يناير عام 1947 حين جرت محاولة فاشلة لتفجير فندق الملك جورج في الإسماعيلية، أما الثانية فكانت عملية تفجير سينمات «مترو، وكوزموس، ومتروبول» يوم 6 مايو 1947 م، لكن وإن اكتسب الإخوان جماهيرية في الكوليرا فإنهم لن يستطيعوا كسب ود رئيس الحكومة محمود فهمي النقراشي فكيف يقضوا عليه شعبيًا ؟ الإجابة بالحج .

الحج .. قبلة الحياة السياسية القذرة للجماعة

تعتبر جماعة الإخوان هي المؤسسة الوحيدة في مصر التي اعترضت على اقتراح الحكومة المصرية بشأن إلغاء الحج أو تقليل عدد المسافرين، ففي نوفمبر من العام 1947 شنت الجماعة هجومًا إعلاميًا على الحكومة بسبب هذه الفكرة، والعجيب أن انجلترا وفرنسا اتفقتا مع الإخوان في رفض الاقتراح المصري.

جاء رفض انجلترا وفرنسا للمقترح المصري بسبب أنهما من الدول البحرية وتتأثران بهذا الحجر، وكذلك الهند لأن الحجر يكلفها مبالغ طائلة ، وإصرار الحكومات المصرية على إبعاده عن مصلحة الحجر الصحي بناءا على تعليمات من السلطات البريطانية والذي يؤكد ذلك أن خبر ندب الدكتور محمد خليل قوبل بارتياح في دوائر لندن ، وهذا يعد وجها من أوجه التقصير لوزارة الصحة في نظر كثير من السياسيين ؛ لأنه ثبت أنه لم يكن هناك حجر صحي بمعنى الكلمة، ولو كانت هناك رقابة تامة لما تسرب الوباء الحالي إلى مصر.

أما مصلحة الجماعة فهي إشغال النقراشي بالوباء من جهة بينما يقوم الإخوان بحلها من جهة أخرى ليكسبوا ود الشعب وفي نفس الوقت تخسر الحكومة النقراشية رصيدها الشعبي، لكن ظل النقراشي كما هو ودخل عام 1948 ليكون الصدام الدموي بين الجماعة والحكومة الذي أسفر عن مقتل النقراشي ثم اغتيال البنا في العام التالي.

إقرأ أيضا

تاريخ مصر الأوليمبي بدأ بالميداليات الذهبية وعطله الروتين “الحكاية من 1928”

إخوان كورونا على خطى إخوان الكوليرا .. بالبصمة الكوميدية

في إبريل من العام 2020 أطلق الإخوان مؤتمرًا صحفيًا في تركيا طالبوا فيه بتنحية الخلافات السياسية والاتحاد من أجل مقاومة كورونا، وهو نفس نهج البنا حيث السعي المقام الأول إلى غسل يد الجماعة من الدماء والعنف والإرهاب تجاه المجتمع المصرى وتصوير الأمر وكأنه خلاف سياسي.

ثم قام الإخوان بتطوير طريقهم عن طريق الرجوع لأصلهم حيث نشر الشائعات ثم بل التهكم على الإجراءات التي تتخذها الدولة بهدف إثارة الرأي العام، ثم تحريض الأطباء والممرضين على الامتناع عن فحص المصابين بفيروس كورونا، ووصولاً إلى تحريض المصابين بالكورونا بنقل العدوى لقيادات الدولة ومؤسساتها وختامًا بالشماتة في الموت.