“الإخوان وحادث رفح ووقائع أخرى” التاريخ أشنع مما في الحلقة 1 من الاختيار 3

تناولت الحلقة 1 من مسلسل الاختيار 3 تفاصيل أحداث تاريخية حول جماعة الإخوان وحادث رفح الإرهابي فضلاً عن أشياء أخرى جرت وقائعها خلال شهري يوليو وأغسطس من العام 2012 م، وعلى رأسها إقالة المشير محمد حسين طنطاوي من منصب وزير الدفاع، وتعيين اللواء عبدالفتاح السيسي بدلاً منه؛ واتسمت الحلقة بدقة تاريخية لكنها وقعت في خطأ فني وحيد.

النواحي التاريخية .. حقائق ما ظهر في الحلقة الأولى من مسلسل الاختيار 3

ثمة أحداث تاريخية جمة رصدتها الحلقة الأولى من مسلسل الاختيار 3، وجميعها تجعل المشاهد يتصور أنه من خيال المؤلف، إلا أن التاريخ ووقائع ما جرى تنفي ذلك.

الإخوان وحادث رفح الإرهابي .. ماذا قالت الجماعة ؟

ظهر الفنان خالد الصاوي وهو يجسد شخصية خيرت الشاطر ويوجه اللجنة الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين بإدانة حادث رفح، وضرورة محاسبة أكبر قيادات الجيش المصري؛ في إشارة إلى أن حادث رفح مدبر للإطاحة بالمشير محمد حسين طنطاوي.

اقرأ أيضًا 
التفاصيل الحقيقية لعملية إقالة ضباط الأمن الوطني في عهد الإخوان

تاريخيًا فإن موقف جماعة الإخوان وقياداتها من حادث رفح، كان أشنع مما استعرضته الحلقة الأولى من مسلسل الاختيار.

في البداية أشارت جماعة الإخوان أن القوات الموجودة لا سيناء لا تكفي للحماية وذلك خلال بيان بتاريخ 6 أغسطس 2012 م، الموافق 18 رمضان 1433 هـ، قالت به فيما يخص القوات المسلحة «الحادثة تلفت نظرنا إلى أن قواتنا الموجودة في سيناء لا تكفي لحمايتها ولا لحماية حدودنا، الأمر الذي يحتم إعادة النظر في بنود الاتفاقية المعقودة بيننا وبين الكيان الصهيوني».

مضت أشهر وجاء شهر فبراير سنة 2013 نشر المهندس علي عبدالفتاح عضو مجلس شورى الإخوان وهو في محاضرة داخل مسجد الهدى والنور في كفر الدوار وقال «وضعوا إعلانا دستوريا لكى يكون للجيش حق التشريع ويشكل جمعية تأسيسية بعد حلها، ويكون معه السلطة التنفيذية، وخلى الرئيس يجلس على الكرسى فقط وليس معه شيء، لكن ربنا كرم الرئيس محمد مرسى، وعملوا له حادث رفح لكنه استفاد منه وراح طهر الجيش، وكان لوحده فهو أسد فمكنش معاه لا جيش تبعه، ولا حرس جمهورى تبعه، ولا مخابرات تبعه وربنا نصره».

ولأول مرة منذ صعود الإخوان للسلطة تنشر القوات المسلحة بيانًا رسميًا شديد اللهجة لوحت فيه للإخوان صراحةً بأن صبر القوات المسلحة بدأ ينتهي، ووصف مصدر عسكري ما قيل بأنه تخاريف وعلى الجماعة تقديم اعتذار فورًا.

خلال أقل من 24 ساعة تراجع علي عبدالفتاح عن ما ذكره وقام بحذف الفيديوهات من صفحته الشخصية وقال « كلامي تم اقتطاعه من سياقه، والذين قصدتهم بتدبير حادث رفح ليس القوات المسلحة وإنما أعداء الوطن من الخارج وهم الكيان الصهيوني».

جنازة شهداء رفح وماذا قال محمد مرسي عن غيابه ؟

وقعت جريمة رفح الأولى في 5 أغسطس 2012 بمنطقة الماسورة بمدخل مدينة رفح المصرية على الحدود بين مصر وإسرائيل، وأسفر الحادث عن إستشهاد 16 جندي وضابط مصري.

عقب وقوع حادث رفح ظهر الرئيس الأسبق محمد مرسي في نهاية يومه الرئاسي وهو يوجه العزاء للشعب المصري، لكنه غاب عن الجنازة في مشهد أثار غضبًا عليه أكثر من الغضب الذي لقيه وهو يظهر في كلمة مقتضبة وخلفه السيارة.

المتحدث باسم رئاسة الجمهورية وقتها ياسر علي أجاب عن سبب غياب الرئيس الأسبق مرسي قائلا «حرصاً من السيد الرئيس على هذا التواجد الشعبى لم يشارك فى الجنازة العسكرية والمشهد كان مختنقاً ومحتقناً».

أما صفحة الرئيس الأسبق محمد مرسي فقالت نقلاً عن المتحدث باسمه «حضور الرئيس كان سيدفع بحضور أمنى واسع .. فآثر سيادته أن يظل المشهد شعبياً، الرئيس رأى أن حضوره سيشكل عائقًا بين الجماهير والمشاركة ، لافتاً إلى أنه أناب المشير لحضور الجنازة نيابة عنه»، وخلال غياب الرئيس ثارت ثائرة كل مشيعي الجنازة لدرجة أنهم قاموا بطرد رئيس الوزراء هشام قنديل ونادر بكار وعبدالمنعم أبو الفتوح.

السيسي في الاختيار 3 .. حدث بالفعل 

إقرأ أيضا

“صور” ما هو المخطوط الذي ظهر في نهاية الحلقة الثالثة من الحشاشين

أدى الفنان ياسر جلال مشاهد الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو في المجال العسكري، باستثناء مشهد وحيد له في أجواء أسرية وقت تناول الإفطار والذي تكلم فيه عن الجمالية.

تاريخيًا فإن كلام السيسي عن الجمالية له مرجع يعود إلى يوم 5 مايو 2014 وقت أن كان مرشحًا للرئاسة في حوار له مع الإعلامي إبراهيم عيسى والإعلامية لميس الحديدي.

التفصيلات الفنية .. دقة في التنفيذ وخطأ وحيد

تفادى صناع مسلسل الاختيار 3 فخ الخطأ في التفاصيل الدقيقة للغاية

كانت التفصيلة الأولى خلال مشهد الظهور الأول لشخصية الرئيس الأسبق محمد مرسي حيث ظهر وهو يصلي إمامًا بمساعديه، ولما وصله خبر استشهاد جنود رفح قال لمن حوله «يا إخوة حد يكمل الصلاة»، فقام أحد المأموين وأقام الصلاة ثم صلى إمامًا، وربما يتم التصور أنه صلى فرضين؛ لكن الصحيح أنها صلاة التراويح؛ والخطأ في المشهد هو صيغة الإقامة قبل أداء التراويح.

دقة شديدة ظهرت في مشهد الرئيس الأسبق محمد مرسي حين كان يوقع قرارًا وظهر التاريخ الهجري بشكلٍ صحيح مع التاريخ الميلادي، فهناك كثير من المسلسلات لا تراعي التواريخ الهجرية مع التواريخ الميلادية، لكن ذلك تفاداه مسلسل الاختيار في تاريخ يوم 6 أغسطس 2012 الذي كان موافق ليوم 18 رمضان 1433 هجري وهو تاريخ مذبحة رفح.