همتك نعدل الكفة
193   مشاهدة  

“الانتخابات التركية”.. انقسام التيار القومي يغير موازين الجولة الثانية 

الانتخابات التركية
  • صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



حتى وقت قريب كانت الجولة الثانية من الانتخابات التركية تسير لصالح المعارضة بقيادة قيليتشدارأوغلو؛ إلا أن دعم مرشح تحالف الأجداد، سنان أوغان، المفاجئ لأردوغان غير الموازين. وما زاد الأمور تعقيدًا هو إعلان حزب النصر، قائد تحالف الأجداد، عن دعم مرشح المعارضة. ليصبح التيار القومي المتصاعدة شعبيته مؤخرًا هو “صانع الرؤساء” في الجولة الفارقة من السباق الرئاسي.

لقاءات مطولة جمعت بين مرشح حزب النصر، سنان أوغان، الحاصل على نسبة 5.2% في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، مع طرفي السباق الرئاسي أردوغان وقيليلتشدارأوغلو. ليحاول كلًا من فرسي الرهان استمالة أصواته؛ لحسم الجولة الثانية. أوغان الذي أعلنت رويترز مسبقًا ميله لدعم مرشح المعارضة، والذي يتفق برنامجه الرئاسي مع أيدولوجيته القومية؛ فاجأ الجميع بإعلان مسنادته للرئيس الحالي في الانتخابات.

وصرح أوغان خلال مؤتمر صحفي أن مرشح المعارضة كمال قيليتشدارأوغلو فشل في إقناعه بموقفه، في حين أنه رأى أردوغان كرجل الدولة المناسب. كما شدد على تمسكه بمبادئه حول ضرورة عودة اللاجئين إلى بلادهم بشكل آمن، ودعمه للمشاريع الوطنية التركية، في إشارة إلى جزء من برنامج أردوغان.

اقرأ أيضًا

“الانتخابات التركية” نحو جولة ثانية تميل لصالح المعارضة

المثير للجدل أن التقارب بين أوغان وقليلتشدارأوغلو كان الأقرب، فكلا المرشحين يحملان الخطوط الأساسية نفسها في برنامجيهما الانتخابي؛ من حيث إلغاء النظام الرئاسي والعودة إلى البرلماني، وتخليص الاقتصاد التركي من عبء اللاجئين. ورغم أن أردوغان صرح عن عدم وقوع أي مساومة خلال الاتفاق بينه وبين أوغان؛ إلا أن الأيام القادمة ستكشف حقيقة الأمر.

جدير بالذكر أن التيار القومي في تركيا حصل على عدد كبير من المقاعد في الانتخابات البرلمانية، مقارنة بالدورة السابقة في 2018. وهو منقسم بين تحالف الجمهور التابع للعدالة والتنمية، والشعب الممثل للمعارضة؛ حيث يدعم حزب الحركة القومية أردوغان منذ 2018، فيما يساند حزب الجيد، بقيادة ميرال آقشنر، قيليتشدارأوغلو. ورغم أن سنان أوغان وحزب النصر، المصنف كيمين متطرف، ينتميان لقاعدة شعبية هي الأقل بين الأحزاب القومية؛ إلا أنها أصبحت فارقة في الجولة الثانية.

اقرأ أيضًا

“أزمة اللاجئين” في تركيا الترحيل شعار الانتخابات القادمة

أردوغان يتخلى عن اللاجئين لمغازلة اليمين المتطرف

الانتخابات التركية
أردوغان وسنان أوغان عقب الإعلان عن تحالفهما الأخير

أردوغان المدافع الشرس عن تواجد اللاجئين على الأراضي التركية أعاد حساباته، حيث صرح أكثر من مرة خلال الإيام القلية الماضية متحدثًا عن خطة للعودة الآمنة. تصريحات الرئيس الحالي والمرشح الطامح لفترة حكم ثالثة ركزت على لاجئي سوريا، الأكثر في تركيا؛ أشار من خلالها إلى عملية واسعة لتأمين الشمال السوري وبناء مجمعات سكنية فيه قادرة على استيعاب سكان في أسرع وقت ممكن.

“لن نطرد اللاجئين، ستظل هذه الدولة ملجأً للمقهورين” هكذا تحدث أردوغان أكثر من مرة حول أزمة اللاجئين، مشيرًا إلى دعوات المعارضة لترحيلهم، ومنددًا بتلك النبرة التي وصفتها وسائل إعلام مقربة من السلطة بخطاب كراهية. اليوم أصبح أردوغان نفسه يقدم خططًا للترحيل، تقرر من خلالها إرسال مليون لاجئ سوري إلى مناطق شمال سوريا. وقد بدأت بالفعل المرحلة الأولى، والتي تستهدف تسكين 500 ألف لاجئ وفقًا لما أوردته وكالة الأناضول.

بعد إعلان حزب النصر دعمه للمعارضة لمن سيصوت الـ 5%، الحزب أم المرشح؟

الانتخابات التركية
على اليمين أوميت أوزداغ رئيس حزب النصر وعلى اليسار سنان أوغان المرشح الرئاسي

تحالف الأجداد وحزب النصر المعروف بتمثيله لليمين المتطرف، كان يطمع في الظهور أكثر من خلال دفعه بسنان أوغان مرشحًا في الجولة الأولى من الانتخابات التركية. والآن أصبحت الكتلة التصويتية المكونة من 5% من الناخبين التي حصل عليها التحالف كلمة السر في الجولة الثانية. 

إقرأ أيضا
أول طوابع بريد في مصر

لكن يبدو أن أنصار الحزب وأوغان سيفقدون تأثيرهم المتوقع؛ فبعد إعلان الأخير دعمه لأردوغان خرج رئيس حزب النصر، أوميت أوزداغ، معلنًا أن موقف الحزب مختلف وسيتم الإعلان عنه بعد اجتماع مع قيليتشدارأوغلو. ليخرج بعد يومين مصرحًا  بدعم حزبه لتحالف الشعب ومرشحه، ليصبح وضع الـ 5% أكثر ضبابية.

التحالف بين حزب النصر وتكتل المعارضة بقيادة قيليتشدارأوغلو أخذ شكلًا أكثر رسمية، تدل على تحسسه من وقوفه جنبًا إلى جنب مع اليسار الأخضر المعروف بتمثيله للأقلية الكردية. حيث وقع الطرفان بروتوكول تعاون؛ تمثلت نقاطه الأساسية حول مشكلة اللاجئين السوريين، وصلاحيات تعيين أمناء المحليات. فيما تحدثت تقارير عن وعد مبطن لأوزداغ بكرسي وزارة الداخلية، كجزء من الصفقة.

حتى الآن لا يوجد استطلاع رأي قادر على ترجيح الكفة لصالح أحد الطرفين، وإن كانت خطوة الحصول على دعم القوميين التي قام بها أردوغان تعيد الأمور إلى صالحه. في حين يرى مختصون أن الـ 5% التي علق عليها الجميع آمالهم لن تكون مؤثرة كما يعتقدون؛ باعتبارها كتلة شابة متمردة ساندت تحالف الأجداد هربًا من الخيارَين المفروضَين على الساحة على مدار 20 عامًا.

 

الكاتب

  • الانتخابات التركية إسراء أبوبكر

    صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان