البابا شنودة الثالث .. “قداسة” القضية الفلسطينية

كان للبابا شنودة – وهو محبوب المصريين – وجهًا سياسيًا لا ينفك عن قيمته وقامته الدينية، بل كان ضلعًا سياسيًا ضليعًا في جسد السياسة العربية وفي القلب منها المصرية، وكانت القضية الفلسطينة هي القضية الأم، ومحور اهتمام البابا شنودة، حتى إن مقولته المأثورة : لن ندخل القدس إلا وأيدينا في أيدي إخواننا المسلمين، قد ظلمت باقي تصريحاته ومواقفه تجاه القضية، وتصريحاته الواضحة بلا ضبابية أو مداهنة، حتى إن المهتمين بالقضية بمرور العقد تلو العقد يعتبرون البابا شنودة مرجعًا ومنبعًا لروح القضية ينهل منه كل مقاوم، وكان البابا الشنودة قد صرّح صحفيًا لأكثر من مرة عن حلولًا يراها من وجهة نظره للقضية، وقد دفع “البابا” ثمن موقفه وذلك عندما حدّد الرئيس السادات حدد إقامته في دير وادي النطرون عام 1981 بعد خلافاته المتعددة مع سياسة الرئيس السادات في المواقف ضد الكيان الصهيوني، وفي هذا التقرير مجموعة من تصريحات ومواقف البابا شنودة بوجهه السياسي العميق في مواجه الاحتلال الاسرائيلي.

السدات يهاجم البابا شنودة الثالث

أكد قداسة البابا شنودة على حق الفلسطينيين في أن يكون لهم وطن وأن يكافحوا من أجل استرجاع بلادهم والتخلص من استعمارها .. وأضاف البابا في تصريح خاص “للأهالي” أن العالم لم ينصف الفلسطينيين ولم يحل مشكلتهم سياسيًا لذلك وجدوا أن السبيل الوحيد أمامهم هو القتال، وأي شعب في موقفهم كان سيقاتل من أجل أرضه .. وأدان البابا القمع الذي يتعرض له الفلسطينيون والعدوان على الأطفال والنساء بالأرض المحتلة .. وقال إننا نصلي من أجل اخواتنا الفلسطينيين ومن الممكن أن نتناول عظة عيد الميلاد بالكنائس حقوق الفلسطينيين عند الحديث عن السيد المسيح الذي جاء ينشر السلام.

ونفى البابا أن تكون المباحثات حول دير السلطان قد وصلت إلى طريث مسدود قائلًا أن الله قادرًا أن يفتح طريقًا في أي سد والمفاوضات القائمة تحتاج إلى صبر وإلى وقت ونحن لا نيأس من الوصول إلى نتيجة، وقال البابا أن تهويد القدس معناه إضاعة حقوق العرب فيها وأن كثرة المباني اليهودية المعروفة بالمستوطنات تفقد القدس طابعها الأصلي القديم وتفقدها الصورة الأثرية التي لها، وغالبًا ما يكون هذا الأمر على حساب سكانها ومواطنيها من العرب عمومًا ومن الفلسطينيين بوجه خاص.

في ندوة جمعت البابا شنودة بشيخ الأزهر الشريف الدكتور محمد سيد طنطاوي اتفقا على تصريحات موحَّدة لندوة بعنوان “لا لتهويد القدس .. ولا لأوهام الصهيونية” وكان قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازى المرقسية وممثل الجامعة العربية قد دعوا إلى جانب شيخ الأزهر إلى وحدة الصف العربي للدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومد يد العون لهم بكل ما نملك لأنهم قطعة من الوطن العربي المقدس وقال البابا شنودة الثالث أن قضية القدس لا يأتي بالحديث إلى أنفسنا بل لابد أن نوضح قضيتنا للعالم الخارجي وإيجاد وسائل الإقناع عن طريق العمل السياسي والاقتصادي والديني ووحدة العرب وعدم التطبيع مع إسرائيل وإنشاء سوق عربية وليس سوقًا شرق أوسطية.

البابا شنودة وكلمة عن القدس

وتحت عنوان : ” أمريكا تسعى لإضعاف الدول العربية لصالح إسرائيل” “حركة حماس تحتاج لمساعداتنا جميعًا لمواجهة جيش الاحتلال” هاجم البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية سياسة الاستيطان الاسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة .. وأكد خلال الاحتفال الذي أقامه الأقباط بالكتدرائية مامرقس الجديدة بالعباسية رفضه للسياسة الأمريكية المؤيدة للاستيطان الاسرائيلي وطالب بتوحيد الصف العربي في مواجهة الأطماع الاسرائيلية وتعبئة الرأي العام العالمي إلى جانب الدور الذي تلعبه السفارات والدبلوماسيات العربية في الخارج وبصفة خاصة في أمريكا وأوربا وقال البابا شنودة أنه يجب الخروج من مرحلة القرارات والتوصيات والرد الكلامي إلى رد الفعل العملي، وضرورة وقف مسلسل التنازلات العربية وتوحيد الصف في خطة واحدة وهدفها واحد ضد الاستيطان الاسرائيلي.

إقرأ أيضا

ملفات ماربورج التي ربطت بين العائلة المالكة البريطانية وألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية

المصادر 

• عدد جريدة الأهالي، 6 يناير 1986م
•  عدد جريدة الوفد، 14 فبراير 1997م
• عدد جريدة الأهرام، 28 إبريل 1997م