“التطوير الأضخم منذ 46 عامًا” البهرة ومسجد السيدة زينب بين أيام السادات وعصر السيسي

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي افتتاح مسجد السيدة زينب عقب انتهاء تطويره بحضور سلطان البهرة مفضل سيف الدين، ويعتبر هذا التطوير هو الأضخم للمسجد، لاسيما وأنه جاء بعد 46 عامًا من الظهور الأول لمساهمات البهرة في تطوير مسجد السيدة زينب.

البهرة وتطور مسجد السيدة زينب أيام السادات

كانت أول بصمة من البهرة في مسجد السيدة زينب، عندما قاموا بإهداء مقصورة لضريح المسجد سنة 1978م، واستغرق إعداد هذه المقصورة 12 سنة، إلى أن وضعت في المسجد ظهر يوم 25 يناير 1978م بحضور الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وسلطان البهرة محمد برهان الدين.

اقرأ أيضًا
فيلم رأس الحسين وأسامة الشاذلي “ما الجديد الذي قدمه في إخراج الوثائقي؟”

كان الاحتفال بوضع المقصورة لا يقل في الاهتمام الإعلامي عن الاحتفال بعيد الشرطة والذي حضره الرئيس السادات في نفس اليوم، وبثت إذاعة القرآن الكريم على الهواء وصفًا للاحتفال الذي بدأ بتلاوة قرآنية للشيخ مصطفى إسماعيل[1]، جنبًا إلى جنب مع التسجيل التلفزيوني، وحضر وضع المقصورة الشيخ محمد الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر، والشيخ محمد متولي الشعراوي وزير الأوقاف، وممدوح سالم رئيس الوزراء، ومحمد حسني مبارك نائب رئيس الجمهورية وعدد من رموز الدولة وأعضاء طائفة البهرة.

خلال الاحتفال ألقى الرئيس السادات كلمة شملت ترحيبًا وشكرًا لسلطان البهرة حيث قال «أرحب بك أيها الأخ الكريم وبإخوة كرام لك على أرض مصر، أرض الجهاد والإيمان والصلابة والبطولة، جئت أهلاً ونزلت سهلاً وجزاك الله عن مصر وشعب مصر وآل البيت، جئت أهلاً ونزلت سهلاً وجزاك الله عن مصر وشعب مصر وعن آل بيت الرسول خير الجزاء، وإن هديتك في هذا الوقت بالذات تعيننا على ما نحن بصدده من أجل إعلاء كلمة الله، من أجل أن تقوم في مصر دولة العلم والإيمان على أرسل القواعد، مصر التي رحبت ولا تزال ترحب بآل بيت رسول الله».[2]

وألقى سلطان البهرة كلمة شكر فيها الرئيس السادات، ثم قام سلطان البهرة بتسليم مفتاح المقصورة الجديدة للرئيس السادات، وتم فتح المقام للجمهور بعد انتهاء زيارة الرئيس له.[3]

محرر جريدة الأهرام محمد إبراهيم ذكر أن المقصورة كانت مطلية بالذهب الخاص وتزن أكثر من طن فضة وبلغ وزن هيكلها الحديدها 5 أطنان، وعلت المقصورة قبة فضية حوالي 300 جرام وهلال من الذهب، وارتكزت المقصورة على قاعدة من الفضة بوزن 100 كيلو جرام، وتكون الجزء الأسفل منها من الرخام الفاخر، وأحيطت جوانب المقصورة بآيات قرآنية من الفضة المغلفة بالذهب، واستغرق تركيبها 75 يومًا بعدما أمر الرئيس محمد أنور السادات بإرسال طائرة حربية لإحضار المقصورة من باكستان.[4]

البهرة وتطوير مسجد السيدة زينب في عصر السيسي

بعد 46 عامًا من ظهورهم الأول، كرر البهرة مساهماتهم في تطوير مسجد السيدة زينب بشكل مالي، وهو الشيء الذي شكره سلطان البهرة للقيادة السياسية في مصر خلال افتتاح مسجد السيدة زينب بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي في 12 مايو 2024م.

وألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة رحب فيها بسلطان البهرة مفضل سيف الدين قائلاً في مستهلها «أهلا وسهلا.. السلام عليكم ورحمة الله اسمح لي في البداية أوجه لك كل التحية والتقدير والشكر.. يمكن دى المناسبة الثالثة خلال فترة قليلة جدا بفضل الله.. نفتتح تطوير الأضرحة سابقا كان ضريح الإمام الحسين ثم السيدة نفيسة ثم السيدة زينب، مشاركتكم ومساهمتكم مقدرة ولها دلالة كبيرة أوى على حب أهل البيت والبذل من أجلهم»، ورد سلطان البهرة بكلمة شكر فيها الرئيس على منحه هذه الفرصة بأن يشارك أهل مصر في هذا الافتتاح.

والفارق بين العهدين أنه في عام 2024م جرت أكبر عملية تطوير لمسجد السيدة زينب وتولته شركة المقاولون العرب، بإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة – إدارة الأشغال العسكرية، فأظهر  موقع شركة المقاولون العرب، أن الأعمال تشمل ترميم وتجديد وتطوير المبنى الرئيسي للمسجد وملحقاته وزيادة مسطح الجامع إلى 9000 م2 ليسع 1500 مصلى ويشتمل على مركز للوثائق الأسلامية النادرة بالاضافة الى أعمال تقوية الأساسات والمبنى الهيكلي وأعمال الترميم الدقيق للعناصر المعمارية وأعمال حقن التربة.

إقرأ أيضا

أخطاء تفعلينها في المطبخ تشوه طعم الأكل .. تجنبيها الآن

كذلك وبحسب ما نشره موقع مجلة الهلال على لسان المهندس محمد علوي عضو مجلس تنفيذي شركة المقاولون العرب والمهندس هاني ماهر مدير إدارة صيانة القصور والآثار والمهندس مدحت محمود الجمل مدير المنطقة- مدير المشروع، فإن أعمال تطوير المسجد شملت كافة العناصر الأثرية، فضلاً عن تجديد جميع الواجهات والزخارف والشرائط الكتابية والزجاج المعشق للداخل والخارج، إلى جانب القبة والمئذنة والشبابيك الجصية ودكة المبلغ وكرسي الشيخ الشعراوي إلى جانب الأبواب الخشبية والأكسسورات الفضية والنحاسية، بالإضافة إلى تجهيز غرف المشايخ وتركيب الأعمال الصحية والحمامات، وتم إنشاء مدخل جديد بارتفاع 18 مترًا يطل على شارع السد.

[1]  افتتاح مقصورة السيدة زينب على الهواء، الأهرام، ع25 يناير 1978م، ص2.
[2]  الرئيس يفتتح المقصورة الجديدة للسيدة زينب، الأهرام، ع26 يناير 1978م، ص1و8.
[3]  هذه هي المقصورة الجديدة لضريح السيدة زينب، مجلة المسلم (العشيرة المحمدية ـ الصوفية)، السنة 28، ع7، ص26.
[4]  محمد إبراهيم، المقصورة الجديدة للسيدة زينب استغرق إعدادها 12 عامًا، الأهرام، ع26 يناير 1978م، ص14.