فيلم رأس الحسين وأسامة الشاذلي “ما الجديد الذي قدمه في إخراج الوثائقي؟”

كان فيلم رأس الحسين هو آخر الأفلام الدينية الوثائقية التي أخرجها الكاتب والروائي أسامة الشاذلي وقد بدأ الاستعداد له في 5 مايو 2023م، والفيلم من إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ونفذته شركة CMC برئاسة الإعلامية رشا الشامي والكاتب أسامة الشاذلي.

الفيلم الوثائقي رأس الحسين كان فكرة وإخراج أسامة الشاذلي، وإعداد وسيم عفيفي ومي محمد المرسي، ومونتاج رشا البنا وتلوين ولاء الدين محمد، ومدير التصوير هيثم شريف، وموشن جرافيك إيمان عبدالسميع ومديح د. محمد الحسيني.

كان الفيلم صعبًا من حيث الرسالة التي يريد إيصالها وتنفيذها وذلك بسبب أمرين تفادهما الفيلم:-

الأمر الأول أن الفيلم من حيث الفكرة والتنفيذ كان سينتظره كمين مثالي يوقعه في الفشل وهو كمين المذهبية، فهو أمام مطرقة الإنجراف إلى الطابع الصوفي المحشو عند البعض بجو الدروشة الخالية من العلم، أو ينحرف في مساره إلى المذهب الشيعي الذي سيثير حفيظة الصوفية وأعداءهم من السلفيين، إلى جانب الباحثين الذين هم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.

لذا فإن المخرج كان موفقًا في أن ينأى بنفسه بعيدًا عن المذهبية ويتخذ لنفسه طريقًا وقاعدة، أما الطريقة فهي المَصْرَنَة، والقاعدة هي مناقشة المسألة بشكل علمي؛ ويظهر ذلك في الخلفية الصوتية التي هي لا صوفية ولا مذهبية وإنما هي مصرية، فضلاً عن أن المؤثرات البصرية في شكل المعركة بعد انترو الفيلم لم يكن لها أي علاقة بأحداث كربلاء في المنمنات الشيعية، وكذلك الجرافيك في رأس الحسين.

كان الجرافيك ضمن نقاط القوة في بداية الفيلم لأنه وضع شكل رأس الحسين وخريطة تحركها، والذكاء هنا أن الرأس لم تظهر بملامح الوجه ولو فعلها المخرج لكان مرجعه الوحيد الشكل الشيعي للحسين، ولو أضاف له شكل آخر لوقع في مأزق التجسيد الذي يرفضه جملة أهل السنة لآل البيت رغم تجسيدهم في أعمال إضافية؛ ومن ثم لجأ المخرج إلى جزئية النور والدم لينهي ذلك.

أما ثاني الأسباب التي مثلت تحديًا لمحتوى الفيلم، أن المخرج في بداية الفيلم وضع مقدمة خلال بداية الفيلم (لم تستغرق دقيقتين)، وتلك الدقيقتين شرحت الفيلم كله ثم حسم ما يريد إيصاله إلى حدٍ كبير، فالفيلم في بدايته قال أن رأس الحسين يتنافس عليها 6 دول بـ 8 أماكن، ونفى وجودها في 5 دول بـ 7 أماكن، ليذهب إلى مصر.

ومن خلال الضيوف نوقشت رسالة الفيلم بين رفضٍ مثله حسين حافظ الباحث في تاريخ مصر الإسلامية، وتأييد علمي تبناه الدكتور عبدالباقي السيد القطان أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة عين شمس، وهو نفس التأييد الذي عليه الداعية الإسلامي الشيخ يسري جبر، لكن بشكل روحاني.

الشيء الجديد الذي قدمه الفيلم في مسألة نقل الرأس إلى عسقلان إلى أن الرأس نُقِلَت من الشام إلى عسقلان، في تعارض تام لما قيل في أغلب كتب التاريخ؛ وذلك الرأي يستند إلى دليل علمي منطقي وهو كلام المؤرخ بن العمراني الذي قال «كان بحضرة يزيد جماعة من أهل عسقلان فسألوه أن يدفن عندهم فسلّمه إليهم فدفنوه بمدينتهم وبنوا عليه مشهدا وهو إلى الآن يزار من الآفاق ويعرف بمشهد الرأس، ودفن بدنه الشريف المقدس بكربلاء، وفي أيام عضد الدولة فناخسرو أمر أن يبنى عليه مشهد فبنى وهو إلى الآن عامر فيه نحو من ألف دار ويعرف بمشهد الحسين».

إقرأ أيضا

زيت الزيتون .. بين الخرافات والحقيقة

وقد استعان أسامة الشاذلي بورقة بحثية قمنا بنشرها على 7 تقارير عبر موقع الميزان وعناوين التقارير السبعة هي :-

التقرير الأول بعنوان لماذا الآراء التي تقول أن رأس الحسين في كربلاء غير صحيحة تاريخيًا؟
التقرير الثاني بعنوان دفن رأس الحسين في المدينة المنورة “حدث تاريخي لم يحدث لهذا السبب”
التقرير الثالث بعنوان رأس الحسين في مدينة مرو “أطروحة تاريخية غير منطقية”
التقرير الرابع بعنوان رأس الحسين في باب الفراديس والرقة “فرضيات تاريخية مردود عليها”
التقرير الخامس بعنوان رأس الحسين في دار خزائن السلاح بدمشق “كيف رآه المؤرخين”
التقرير السادس بعنوان رأس الحسين في عسقلان “القصة كاملة”
التقرير السابع بعنوان رأس الحسين في القاهرة “ما هي أدلة الثبوت والردود على أدلة النفي”