رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬672   مشاهدة  

التغريد خارج السرب .. جفت الأمطار أول فيلم مستقل في مصر سنة ٦٧

جفت الأمطار


رغم أن فيلم جفت الأمطار لا يعرفه الكثيرون من المشاهدين وحتى بعض العاملين في صناعة السينما، إلا أنه كان شهادة ميلاد للأفلام المستقلة في مصر، فيلم قرر صناعهُ البعد عن قيود شركات الإنتاج في تناول القضايا السياسية ضاربين بكل القيود التي وضعت على الصناعة في ذلك الوقت من قبل الرقابة الفنية عرض الحائط، واقفون في وجه الهزيمة التي حلت بالجيش والمجتمع ككل عام 1967 يقدمون فيلمهم جفت الأمطار الذي اعتبر أول فيلم مستقل في تاريخ السينما المصرية.

قصة فيلم جفت الأمطار

جاءت قصة فيلم جفت الأمطار لـ عبد الله الطوخي،والذي تشارك في كتابة السيناريو وحواره رأفت الميهي و مخرج الفيلم سيد عيسى لترفع الغطاء عن الوجه الأخرى الذي كان يراه المصريين لثورة يوليو وضباطها الأحرار وبالتحديد بعد نكسة 1967، وتدور أحداثه  في إحدى القرى المصرية التي يصدر قرار بأخذ الأراضي من الفلاحين الذين يعيشون بها وتجريفها لتشيد جامعة في هذه القرية، وفي أول مشهد يظهر شكري سرحان الذي يقوم ببطولة الفيلم هو وفلاحين آخرين يحاولون منع الضباط ورجال البوليس الذين يقومون بتجريف أراضيهم ويتحدثون معهم عن مستقبل قريتهم الجديد، وأن الحكومة سوف تعطيهم أراضي في مناطق أخرى، وخلال أحداث الفيلم يذهب الفلاحين إلى أراضيهم الجديدة على وعد تحسين حياتهم بصورة كبيرة، ولكن يواجهون الكثير من المتاعب التي تجعلهم يحاربون من أجل الرجوع إلى حياتهم القديمة في أراضيهم الأصلية.

من فيلم جفت الأمطار

فيلم (جفت الأمطار) من تأليف عبد الله الطوخي، وكانت المرة الأولى التي يقدم رأفت الميهي نفسه للمشاهد ككاتب سيناريو وحوار وشاركه في الكتابة سيد عيسى مخرج العمل، الفيلم من بطولة شكري سرحان و سميحة أيوب و سهير المرشدي.

أيام زمان والحنين لوهم السينما الأفضل.. جو بيقول “لأ” ومعاه نور والزعيم

واعتبر الفيلم أول فيلم مستقل في مصر لأنه كان من إنتاج إحدى شركات الإنتاج السينمائي الخاصة وهي (شركة القاهرة للسينما) في الوقت الذي كانت أغلب شركات الإنتاج السينمائي قد تم تأميمها وأصبحت تابعة للدولة.

سينما ما بعد النكسة

كان قطاع السينما من أكثر القطاعات التي عانت بعد نكسة 1967، ولم يكن الأمر هين على الإطلاق وبالتحديد بعد أن حمل صناع السينما بعد عام  1952 مسؤولية تجميل صورة ثورة 1952 والضباط الأحرار، وكان الفن في ذلك الوقت تابع بشكل غير مسبوق للسلطة الحاكمة، مما جعل صناع السينما بالتحديد مطالبين من قبل الجماهير بالاعتذار أو نقل واقع ما حدث خلال النكسة وأنه حان وقت الاختبار الحقيقي (هل ستكون السينما صوت الجماهير ايضًا أم أنها صوت الحاكم فقط؟) ولذلك ظهر عدد من الأفلام التي ناقشت المشاكل الحقيقية وتعبر عن الإحباطات التي لحقت بجيل الثورة بعد النكسة.

العصمة والطلاق في السينما المصرية.. أنهم يتبعون دين جديد

وأبرز هذه الأعمال فيلم ثرثرة فوق النيل و فيلم ميرامار للأديب العالمي نجيب محفوظ، ولكن هذه الأفلام كانت تتحدث عن آلام الشعب فقط مشيرين باستحياء على الوضع السياسي وما حدث لمصر بعد النكسة، وهذا ما طرحة بشكل صريح فيلم (جفت الأمطار) وكان من الصعب أن يجد سيد عيسى إنتاج لفيلمه وسط شركات الإنتاج المأممة، ولذلك تم إنتاجه بشكل مستقل.

وبشكل عام مرت صناعة السينما بعد النكسة بحالة من التذبذب والتباين الذي وإن عكس فلن يعكس إلا صورة مؤلمة ومحطمة للمجتمع المصري، حيث ظهرت مجموعة من الأفلام الناقمة على الوضع والتي عرفت فيما بعد باسم سينما الغاضبين، مثل فيلم (العصفور) لـ يوسف شاهين، و(أبناء الصمت) لمحمد راضي.

وفي الجهة الأخرى ظهرت أفلام غلب عليها طابع (الحرية) في كل شيء من الثقافة وفي المشاهد الساخنة وكانت تتسم بالبعد عن الواقع لتحسين نفسية الشعب لإلهائه الأفلام مثل فيلم (غرام في الكرنك، خلي بالك من زوزو، نساء بلا غد، فرسان الغرام) وغيرها من الأفلام التي تجاهلت النكسة وتحدثت عن الحب والفرح وأحلام الشباب والشابات.

إقرأ أيضا
فراولة

أفلام النكسة

واليوم ونحن نلمس بشكل كبير المكانة الجيدة التي احتلتها السينما المستقلة في مصر، والاعتراف بها وتخصيص جوائز لها في كل مهرجانات السينما المصرية تقريبًا، للأسف مازالت الهيمنة الحقيقية على الإنتاج السينمائي ودور العرض وحتى عروض قنوات الأفلام محجوزة للشركات الكبرى رغم اتساع شريحة المهتمين والمشاهدين للسينما المستقلة عام بعد الآخر.

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان