“فيروس التلاوة الخليجية للقرآن” كيف يمكن انتشال دولة القراء المصرية من الهاوية ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
من الصعب للغاية أن يتقبل أي شخص يمر في شوارع القاهرة القديمة أن تستمع أذنيه إلى التلاوة الخليجية من أي مطعمٍ أو عصارة أو محل عطارة، فتلك الأماكن اعتادت على إذاعة القرآن الكريم أو أي صوت من القراء المصريين.
أزمة المدرسة المصرية أمام التلاوة الخليجية
تميزت المدرسة القرآنية المصرية بالأصوات التي تصل بالقرآن إلى شغاف القلوب ومن أفضل ما يميز القراء المصريين هذه الإجادة في القراءة والتي يقرأ القرآن وتشعر معه أن يفسره أثناء القراءة وهذا مما يميز المدرسة المصرية، لكن هؤلاء القراء العظام لم ينالوا التقدير الكبير من قبل الدولة على الرغم من أنهم كرموا في الدول الأخرى لذا لا بد من الاهتمام بهم وبنقابتهم وبتأهيلهم ليكونوا سفراء للإسلام ولمصر وللمسلمين.
اقرأ أيضًا
“أتوبيس القراء” حكاية مونولوج سخر من مشايخ مصر .. وأصبح قضية رأي عام
مع تفشي التلاوة الخليجية بدأت الأزمة واضحة بين مدرسة التلاوة المصرية والخليجية وذلك بسبب المقامات الموسيقية التي دائماً تثير الجدل بين المدرستين.
المقامات الموسيقية الأمل المفقود
تبدو أهمية المقامات الموسيقية واضحةً من أجل إنقاذ التلاوة المصرية وتعريفها الأكاديمي أنها اسم أُطلق على أصول النّغمات، في القديم كان الإنسان لا يعرف شيئًا عن هذه المقامات والنّغمات والسّلّم الموسيقيّ والإيقاعات، فكان الإنسان يردّد بعض الأصوات من حنجرته أصواتًا منسجمةً، ومع مرور الزّمان استطاع أن يختار من هذه الأصوات أكثرها ائتلافًا وانسجامًا فنشأت النّغمات، وتحوّلت النّغمات إلى علم له أصوله بعد أن كان التّطريب يؤدَّى بطريقة بسيطة وبدائيّة.
علة تسمية أصول النغمات بـ المقامات الموسيقية، لأنَّ كلّ مقام له طبقة صوتيّة، أو مقام صوتيّ تناسبه أكثر من غيرها تسمّى درجة استقرار المقام، أوّل شخص قرأ القرآن الكريم بالمقامات والألحان الّتي نتداولها اليوم هو: عبيد الله بن أبي بكرة الثّقفيّ – المكنّى بأبي حاتم – وكان يعيش في القرن الأوّل من الهجرة النّبويّة، وكان يقوم بمهمّة القضاء بالبصرة.
بداية دراسة المقامات العربيّة بالصّورة الموسيقيّة التّحليليّة لكلّ مقام فقد كانت منذ بداية العصر العبّاسيّ، وتطوّرت شيئًا فشيئًا على مرّ التّاريخ وتعدّد الشّعوب والّلهجات إلى أن ترتّبت بشكلها المنسجم والواضح الفعليّ”.
محمد محمود الطبلاوي: المقامات الموسيقية ليس لها علاقة بالحالة النفسية
أكد الشيخ محمد محمود الطبلاوي أنه ليس للمقامات علاقة بالحالة النّفسيّة، إلاّ إذا كانت مصحوبة بالآيات القرآنيّة، مشيراً إلى لا بدّ أن توظّف المقامات توظيفًا جيّدًا مع المعاني الّتي تشتمل عليها هذه الآيات فالسّيكاه مثلاً لآيات الانتباه والإنذار، والصّبا مثلاً لآيات العذاب والوعيد، وقِسْ على ذلك.
اقرأ أيضًا
محمد محمود الطبلاوي .. قارئ نافس حسني مبارك وعادل إمام في شيء واحد
وأوضح الشيخ الطبلاوي في تصريح له أنَّ المقامات هي نغمات لَحْنيّة اشتهرت عند أهل الأمصار والأصقاع الإسلاميّة خاصّة، فاشتهر كلّ مِصر وقِطر بنغمته المشهورة وصارت تعرف لهم، مثلا: “مقام الحجاز” اشتهر عند أهل الحجاز وهذه هي نغمتهم المعروفة فأنت لو أعجبتك هذه النّغمة وأردت تقليدهم بعد الاستماع والتّمارين الخاصّة تستطيع أن تتقن هذا المقام ففي هذه الحالة نقول: أنت الآن تعلّمت مقام الحجاز.
نجل عبدالباسط عبدالصمد: حُسْن اختيار الشيخ بداية الصواب
أما الشيخ طارق نجل القارئ عبدالباسط عبدالصمد فقال أنه من أجل تعلُّم المقامات لا بدّ أن تأخذ بعين الاعتبار بهذه الخطوات الّتي نذكرها، فقضيّة حفظ نغمة أو مقام معيّن تعتمد بالدّرجة الأولى على السّماع لفهم شخصيّة وطبيعة المقام.
أوضح نجل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد في تصريح له، أن هناك قواعد ينبغي تطبيقها، وعلى رأسها أن القارئ ربما يخطئ فلا يتفاجأ بأخطائك ولا تيأس، مشددًا على أن دراسة المقامات تحتاج إلى بذل جهد وبحث هنا وهناك ومراجعة وبالتالي من يريد تعلُّم المقامات بحاجة إلى شخص متقن يعلّمه ويرجع إليه حتَّى يكون على بصيرة في ذلك.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال