حكاية التوأم الثلاثي الذين فرقتهم تجربة اجتماعية غير أخلاقية
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
قصة التوأم الثلاثي
في 1980 بدأ “روبرت شافران” دراسته الجامعية بحدث غريب؛ حيث كان هناك ناس لم يقابلهم يومًا في حياته يسلمون عليه بحميمية غريبة ويلقبونه باسم “إيدي” حتى قابل زميل سكنه الذي أخبره بأن “إيدي” هذا هو طالب في نفس الجامعة يشبه “روبرت” تمامًا ليس فقط في الشكل، لكن أيضًا في طريقة الكلام والمشي والتصرفات.
الأغرب أن “روبرت” و”إيدي” كانا مولودان في نفس اليوم وتم تبنيهما فقرر “مايكل” زميل السكن الخاص بـ”روبرت” أن يعرفهما على بعضهما.
بعد وقت قليل من معرفتهما لبعضهما البعض، توصل “روبرت” و”إيدي” أنهم توأم تم تفريقهم عند الولادة فكليهما ولد يوم 12 يوليو لسنة 1961 في لونج آيلند وتم تبنيهما من قبل عائلات مختلفة، لم تكن هذه نهاية القصة، بل بدايتها فبعد ما تداولت وسائل الإعلام القصة ظهر “دايفد” وهو أخ ثالث لهم.
كان الإخوة الثلاثة يشبهون بعض بشكل مرعب من ذوقهم في الأكل إلى ماركة السجائر الذي يدخنونها فقرر التوأم أن يعيشوا مع بعض ويدرسوا نفس المواد في الجامعة.
إذا اعتقدت أن هذه نهاية القصة فأنت مخطيء، بعد القليل من البحث اكتشف التوأم أن تفريقهم عند الولادة كان جزء من تجربة اجتماعية قام بها “بيتر نيوباور”، دكتور نفسي يقيم في نيوورك؛ لم يكن التوأم الثلاثة الضحايا الوحيدة لهذه التجربة فالدكتور “نيوباور” كان السبب في تفرقة عدد كبير من التوائم ليدرس نشائتهم ونظرية “الطبيعة ضد التربية”.
لم يتم تبليغ العائلات المتبنية لكل ولد بأنه لديه توأمان آخران أو أنه جزء من تجربة؛ تم اختيار هذه العائلات من قبل دكتور “نيوباور” بسبب وجود بنت في سن الثانية في الثلاث عائلات في ذلك الوقت مع اختلاف مستويات الثروة والدخل.
كان التوائم يتم مراقبتهم بشكل مكثف طوال حياتهم فكل سنة كان الطفل يذهب مع عائلته إلى مركز تنمية الطفل في مانهاتن الذي أصبح يسمى بالمجلس اليهودي لخدمات الأسرة والطفل الآن، ليتم تقييمهم والتأكد من سلامتهم مع عائلتهم ويتم تسجيل وتصوير مقابلتهم ليدرسها دكتور ” نيوباور”.
تقول “كلير كيلمان”، أم “ديفيد” بالتبني أنه كان دائمًا ما يستيقظ في نصف الليل ويقول “لدي أخ” وكانت عائلته دائمًا ما تمزح حول الأمر بنعت أخيه بأنه وهمي لكن تبين لها لاحقًا أن مثل أخويه كان “ديفيد” يعاني من قلق الانفصال.
بعد اكتشاف التوأم والعائلات لما حدث كانوا في شدة الغضب لكن لم يكن هناك الكثير يمكنهم فعله لأن لا يوجد قانون يمنع دكتور ” نيوباور” وفريقه من إقامة تجربتهم غير الأخلاقية.
اقرأ أيضا
كيف ينقذ تركي آل الشيخ المتهم بمحاولة تخريب الكرة المصرية الفن المصري
بنسبة لوضعهم الحالي، للأسف انتحر “إيدي” في سن الـ33 بعد حرب مع الاكتئاب الشديد، ويسعى “روبرت” و”ديفيد” الآن للحصول على اعتذار من المجلس اليهودي بجانب تعويض واصدار جميع الوثائق الرسمية الخاصة بالتجربة وعرضوا على المجلس المشاركة في الفيلم الوثائقي الذي يوثق قصتهم لكنه رفض.
نانسي سيجال، دكتورة نفسية وكاتبة كتاب “إخوة بالصدفة”، قابلت الدكتور “نيوباور” قبل موته وقال لها أنه لم يندم يومًا على ما فعل بل كان فخورًا به ويعتقد أن ما فعله هو الصواب.
عرض فيلم “Three Identical Strangers” الذي يوثق رحلة التوائم في مهرجان سوندانس السينمائي وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال