الحاج صاحب الوقت

في مسلسل الحشاشين أتردد مصطلح (صاحب الوقت) بشكل يوحي بالإجلال والتقديس، وبما إن المسلسل ماقدمش “لغاية دلوقتي” تعريف مين صاحب الوقت، فكتير من المتابعين مُخُهم تحايل عليهم وسَتِف المصطلح في دُرج ألقاب الإله. بس ده مش صحيح، فأهل الشيعة “بالأخص الأثنا عشرية” أطلقوا اللقب ده على:

(محمد المهدي بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب).

يطلع مين ده؟ وإيه الحكاية دي؟.. هو ده اللي جاي أحكيه.

القَسَم

في الحلقة الأولانية بنشوف ابن عطاش وهو بياخد الميثاق والرابط الأبدي من حسن الصباح، فبيحلف على خدمة صاحب الوقت والدعوة لصاحب السر، حين كانوا في المغارة.

الأثنى عشرية

تعتبر الأثنى عشرية والتأثير واحدة من أكبر الفرق الشيعية من حيث الحجم، إن لم تكن الأكبر ع الإطلاق، وعقدتهم “باختصار مُخل” قايمة على أساس إن الإسلام من بدايته حتى يوم الساعة فيه إتناشر إمام، يبدءوا بحضرة النبي وينتهوا بالمهدي المنتظر.

وأكتسبوا اسمهم من كونهم أمنوا بإمام حداشر إمام وهم:

النبي محمد، ومن بعده ابن عمه.. علي بن أبي طالب، من بعده إبنه وحفيد النبي.. الحسين بن علي، ثم بعده ابنه زين العابدين، وهكذا كل واحد من الأئمة ورث “السر” لواحد من عياله الذكور، وكل إمام من دول له قصة وحكاية. أطرفها هي حكاية الإمام رقم أتناشر والأخير.. المهدي المنتظر.

متفق عليه

الغالبية من المسلمين يعرفوا إن النبي من بيت هاشم وأبو سفيان من بيت أمية، وبعد موت النبي كان في خلافته أتنين من بره البيتين ثم التالت كان عثمان من بيت أمية، اللي قامت الحرب بمقتله، وهنا تولى علي بن أبي طالب الخلافة كأول واحد من البيت الهاشمي يمسك السلطة بعد النبي نفسه.

بس دخل ع الخط معاوية بن أبي سفيان “الأموي”، ودارت بينهم حروب انتهت باغتيال علي على أيد طرف تالت، ثم فيه عشر سنين بيقعوا (من 63 لغاية 73هـ) دول فترة حكم عبد الله بن الزبير (ودول مش موضوعنا).

بس بقيت المتفق عليه إن الأمويين انتصروا وأسسوا دولة استمرت حوالي تسعين سنة، لغاية ما جت نهايتهم على إيد العباسيين. وإن الخلاف بين السنة والشيعة إن الأولانيين مع بني أمية والتانيين مع آل البيت.

الصراع العائلي

الجانب الضبابي شويتين تلاتة عند كتير من المسلمين هو جانب “بني هاشم”، الهاشميين من بدري قوي.. وخلال الحكم الأموي، أتقسموا إلى 3 فرق.. كلهم على أساس عشائري.

• بيت العباس بن عبد المطلب “عم النبي”.
• بيت علي بن أبي طالب “ابن عم النبي وجوز بنته فاطمة”.
• بيت جعفر بن أبي طالب “ابن عم النبي”.

رؤوس البيوت التلاتة اتجمعوا لإنهم متفقين على رفض خلافة بني أمية، بس بعد خطوة “يسقط أمية” اختلفوا على مين أولى بالإمامة فيهم، هل عم النبي (بحكم حسبة تقسيم الميراث)، ولا ابن عمه الكبير بحكم دوره الكبير في نشر الإسلام ومشاركته في الهجرتين وأخيرا استشهاده في موقعة مؤتة، ولا ابن عمه الأصغر بحكم إنه متربي في بيته وعمره ما سجد لحجر وكمان جوز بنته فاطمة وأبو أحفاده “الحسن والحسين”.

يهمنا في سياقنا هنا أول بيتين/فريقين (العباسيين – العلويين)، اللي اتحدوا فترة طويلة ثم بعد الوصول للسلطة اختلفوا وحاربوا بعض في معركة فخ، ومن بعدها واصلوا التشظي على مر الزمان.

التشظي

بعد انتصار العباسيين على العلويين، بقى عندنا الدولة العباسية ومعارضتها العلوية، الدولة العباسية فضلت تحكم بشكل مباشر أو يتحكم باسمها بالوكالة أو تحكم بشكل صوري على مدار سبع قرون وشوية (من 750 لغاية 1517م).

أما المعارضة العلوية فخدت عبر أجيال أشكال مختلفة، سياسية حبة ودينية حبة وعسركية حبة، وجيل بعد جيل تنقسم لفرق وطوايف، بعضها انقرض وبعضها نجح في قيادة ثورات وبعضها نجح في تأسيس إمارات ودول مستقلة صمدت لفترات متباينة، وبعضها بيحكم لحد النهارده.

شجرة التشظي

الغالبية يعرفوا إن علي بن أبي طالب له ولدين (الحسن والحسين)، ولاده من السيدة فاطمة بنت النبي، بس قليلين عارفين إنه اتجوز بعد موتها حوالي تَمَن ستات، وتقريبا خلف منهم كلهم وغالبية العيال دي ماتت خلال حرب الحسين ضد الأمويين.

بس اشهرهم وصاحب الموضوع هنا هو محمد بن الحنفية، ابنه من خولة بنت جعفر الحنفية. فتعالوا بقى نمشي “بسرعة” ورا ذرية كل واحد من التلاتة الرئيسيين.

المنسوبين لنسل الحسن

الحسن اتجوز كتير وخلف كتير يخصنا من عيال هنا ولد اسمه “الحسن المثنى“، الابن ده المؤرخين همه اللي لقبوه بالمثنى عشان يعرفوه من ابوه، وهو كمان خلف خلف كتير وعياله خلفوا كتير، يهمنا هنا ابن أو حفيد له اسمه عبد الله المحض.

طبعا عبد الله المحض زي أبوه وجدوده أتجوز كتير وخلف أكتر، يهمنا من أسامي عياله (إبراهيم، محمد النفس الزكية، موسى الجون، إدريس).. ومن هنا الشغل العالي هيشتغل.

محمد النفس الزكية قاد مع أخوه إبراهيم ثورة مسلحة ضد الدولة العباسية.. وأتقتلوا همه الأتنين، بس ينسب له سلسال يوصل النهارده لملك المغرب. وإبنه إدريس منسوب له “الأدارسة” حكام المغرب السابقين.

وابنه التالت موسى الجون فده منسوب له الشريف حسين (شريف مكة) بتاع لورانس العرب، وده اللي أحفاده بيحكموا النهارده الأردن بوصفهم من نسله، فتلاقي الدولة اسمها “المملكة الأردنية الهاشمية”.

المنسوبين لنسل الحسين

هنا بقى اللي واقف يقعد واللي قاعد يمسك في الكرسي أو يربط الحزام، عشان الشغل الجاي عالي، مبدأيًا الحسين هو تالت إمام، بعد جده وأبوه.

إقرأ أيضا

بايدن ونتنياهو .. خصوم في السر وأصدقاء في العلن

منسوب للحسين حوالي أربع أولاد غير البنات، يهمنا منهم هنا “علي زين العابدين”، وده بنسمع اسمه في أناشيد صوفية كتيرة، والشيعة بيعدوه الإمام الرابع. وله ولدين مهمين زيد بن علي، وده أتقتل على أيد الأمويين، ومنه خرجت الحركة الزيدية الشيعية.

أما الأبن التاني فهو محمد الباقر، الإمام الخامس، خلف الإمام السادس جعفر الصادق اللي الإمامة أتقسمت بين أتنين من ولاده، الكبير اسمه إسماعيل بس مات قبل أبوه، فالمفترض ماورثشي حاجة، بس فيه مجموعة من الشيعة شافت إنه لا مات ولا أتدفن.. إنما أترفع، المجموعة دي في الشيعة بقى اسمها الطايفة الإسماعيلية ووقفوا بالإمامة عند الرقم سبعة.. باعتبار المرحوم إسماعيل هو السابع، ودول اللي مع الوقت أسسوا الدولة الفاطمية.

أما التاني أصغر بس عاش لبعد موت أبوه جعفر الصادق، الصغير ده اسمه موسى الكاظم، وده الإمام رقم سبعة بالنسبة للأثنى عشرية مش إسماعيل، ومنه يفضل ماشي سلسال الإمامة في نسله 3 أجيال عشان يشهد الجيل الرابع ميلاد الإمام الحداشر الحسن العسكري.

الإمام محمد المهدي.. وصاحب الوقت

نسبه المعروف إنه ابن الحسن العسكري من زوجته نرجس اللي بيتم نسبها في بعض المصادر لقيصر الروم، بعض المصادر بتقول إنه أتولد سنة 255هـ في ليلة نُص شعبان، وفيه مصادر تانية بتنكر ولادته أصلا.. وبتنسب لعمه جعفر بن علي الهادي إنه أنكر وجود عيال لأخوه الراحل حسن العسكري، وفيه مصادر تالتة بتقول إنه ماكنش يعرف إن أخوه عنده عيال وطلب البيعة لنفسه.. بس أول ما عرف تنازل عن الإمامة للوريث الشرعي.

على كل حال، فحسب رواية إن الولادة تمت فعلا في التاريخ ده، يبقى الإمام محمد المهدي المولود 255هـ كان عنده حوالي خمس سنين لا أبوه الإمام الحداشر مات سنة 260هـ.

بس بقى هو الإمام الإتناشر واختفى عن العيون عشان خوفا من العباسيين، وفضل في الغيبة الصغرى دي بيتواصل مع الرعية عبر وكلاء (السفراء الأربعة).. لمدة 69 سنة، ثم انتقل لليفيل الغيبة الكبرى.. ودي ممتدة لحد النهارد وماحدش عارف هتخلص أمتى، ومافيش ووكلاء يتواصل مع الناس عن طريقهم.

وأطلق الشيعة الأثنى عشرية ألقاب كتير على الإمام محمد المهدي، الإمام المنتظر والإمام الغائب وصاحب الوقت أو صاحب الزمان.. وغيرها كتير.