رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
376   مشاهدة  

الحرب النفسية .. لماذا يركز إعلام الجزيرة على الخلاف بين السادات والشاذلي خلال احتفالات اكتوبر ؟

السادات والشاذلي
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



الجزيرة والسادات والشاذلي !

أكثر من مجرد إعلام يروج للأفكار الإرهابية .. أكثر من مجرد مؤسسة شمطاء هدفها أن ترى مصر كوم تراب .. أكثر من مجرد قناة تليفزيونية لها من عدم المهنية ما يكفي لتعليم طلاب الإعلام حول الأرض .. إنها قناة الجزيرة .. حيث حرب اللاوعي واللا شعور ، والحرب من وراء الحرب ، والخديعة داخل الخديعة ، ونصف الكذبة داخل ربعها ، والمقصد والغرض المخفيين وراء المقصد والغرض الواضحين ، والموسيقى التي تدغدغ العواطف وتوجه المشاعر لتصديق رأي ما ، وصناعة صورة صحيحة ظاهريًا مزيفة في تفاصيلها ، واختلاق الضباب حول الحقائق ، واستخدام حصان طروادة يدعى “الوثائقي” لتمرير كل الأفكار المسمومة ذات الأغراض التدميرية .

وأكثر ما يزعج الجزيرة هو شعور الفرد المصري بالشموخ أو بالاعتزاز بوطنه ، وأكثر ما يؤلم الجزيرة هو شعور المصريين من الطبقات المادية البسيطة بالانتماء لهذا البلد ، وأكثر ما يصعق الجزيرة هو الاعتراف الخالص أن مصر انتصرت في معركة ، أو أنجزت مشروعًا ، أو المصريين بحكومتهم برئيسهم واقفين كتفًا بكتف لصد المخاطر ومحاربة الذئاب المتربصة بارزة أنيابها حول الوطن .

وإن أكثر الأعياد حزنًا على الجزيرة وأعوانها هو احتفال المصريين بعيد نصر أكتوبر ، ذلك الحلم الذي تضافر فيه جهود المصريين مسلم ومسيحي وعسكري ومدني ، تلك السيدة التي خلعت غوايشها والسلسلة التي اختزنتها للأيام الصعبة وذهب للتبرع بها في المجهود الحربي ، ذلك الرجل الذي جاء إلى سيناء تاركًا خلفه ثلاثة من الأطفال وهو يعلم أنه لن يعود قائلًا في نفسه أو الأولاد في حماية مصر من بعده .. ذلك العجوز الذي أتاه خطاب الاستدعاء للجيش مرة أخرى وقد بلغ من العمر الهِرم ، فارتدى الميري وهرع للقيادة بلا تفكير . أيام حارب فيها البدوي والصعيدي والفلاح والنوبي ، كل تحت راية مصر .

وبما إن هذه المعركة هي الأكثر وضوحًا من حيث الانتصار ، وبما إن هذه المعركة جعلت المصري يمشي على أرضه شامخًا ، فقد جاء دور الجزيرة ، وسألوا أنفسهم : كيف نسمم هذا الانتصار ونجعل المصري يشك في نفسه وفيه ؟

ومن ثوابت القواعد في الحرب النفسية على الشعوب ، هو تضخيم الصغائر مقابل إخفاء الحقائق الكبيرة . وفي احتفالات حرب أكتوبر حين يكون المصريين منتظرين مشاهدة أرشيف إنجازات أجدادهم ، تلعب الجزيرة على وتر الخلاف بين الفريق سعد الدين الشاذلي والرئيس محمد أنور السادات ، ولعب الجزيرة يكون بطريقة مسمومة للغاية ، حيث يشعر المتفرج بأن الحرب بكل تفاصيلها تحكم فيها تفصيلة الخلاف بين السادات والشاذلي .

حرب بكل هذا الحجم العسكري ، وكل هذه الخطط ، ترى الجزيرة أن نشوء خلافًا بين اثنين من قادتها أمرًا غير طبيعيًا ! .. مع أننا لو افتتحنا قهوة بلدي في حارة صغيرة في الهرم أو فيصل سوف ينشأ خلاف بين أصحابها بالطبع حول نوعية المشاريب المقدمة . وتناست الجزيرة أن وجهتي النظر بين السادات والشاذلي كانا على أرضية وطنية ، كل منهما يريد الخير لمصر بطريقته ، كل منهما يرى أن رأيه سينقذ وطنه ، وفي النهاية حاربا من أجل وطنهم مصر .

نحن هنا لا نوجه الرأي العام لعدم الحديث في نقطة بعينها ، لأنه تاريخ يملكه كل مصري ، لكننا نود أن نوضح أن هناك مهم وهناك أهم .. هناك صح وهناك أصح .. هناك مصباح شديد الإضاءة وهناك الشمس ، هناك الضباب وهناك الظلام .. والجزيرة تتعمد التركيز على خلاف السادات والشاذلي لتصدير الانهزامية والتفرّق والتحزّب ، وتشتيت الانتباه من الهدف الأكبر ، وهو أن مصر قد انتصرت انتصارًا واضحًا باعتراف العدو نفسه .

إقرأ أيضا
عملية تأديب إسرائيل

تستهدف الجزيرة دائمًا الأجيال الجديدة لأنها تعلم أن الجيل القديم قد عاش التاريخ بنفسه ولن تستطيع قوة على وجه الأرض أن تشوهه في زهنه ، فكان لابد من صناعة فرد مصري عدو لنفسه ، انهزامي غير قادر على مصارحة نفسه بالانتصار ، لابد وأن تخلق الجزيرة ذيول انهزامية لأي انتصار مصري ، لابد وأن الطفل المصري لا يرى أنه قد انتصر في شئ ، لابد أن يشعر بالخيبة والبؤس واليأس وانعدام الأمل .. والحقيقة أننا لهؤلاء بالمرصاد ، وإذا كان نفسهم طويلًا فنفسنا أطول ، وإذا بذلوا جهودًا للتدمير سوف نبذل أضعافها للبناء ، وإذا كانت مصر مستهدفة إعلاميًا فكلنا أقلامها وصحفها، ومواقعها، وكاميراتها، جنودًا في معركتها المقدسة .. وسوف نستمد قوتنا من قوة الفريق الشاذلي والرئيس السادات وكل جندي وقائد قدم روحه فداء لهذا الوطن …. فأما زبدكم سوف يذهب جفاء ، وأما ما فعله الجيش المصري في أكتوبر سوف يمكث في الأرض .

الكاتب

  • السادات والشاذلي محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
4
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان