رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬045   مشاهدة  

الحكاية مش حكاية السد (02) صراعات ما بعد الاستقلال

الحكاية مش حكاية السد
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



الحلقة اللي فاتت من سلسلة الحكاية مش حكاية السد (اتفاقية مياه النيل) خدنا فكرة عن تاريخ العلاقات بين الثلاثي المتورط في أزمة سد النهضة، إشارة إلى عصر الممالك المحلية وأستعراض لأهم محطات عصر الاحتلالات  العسكرية بشقيه الأمبريالي والكولنيالي.

واتفقنا إن الحلقة دي من الحكاية مش حكاية السد هنخش على مرحلة ما بعد الكولونيالية، مرحلة ارتفاع صوت الأشتراكية بصعود حركات تحرر وطني عسكرية التركيب.

المرحلة دي كان ليها تجليتها في البلدان التلاتة

مصر.. شهدت صعود ناصر على رأس تنظيم الضباط الأحرار، اللي أسقطوا النظام الملكي عبر إنقلاب أبيض في صيف 1952، لاقى بعد كده دعم شعبي كبير.

السودان.. عاشت وقت قليل جدًا من الحكم المدني، من يوليو 1956 إلى نوفمبر 1958، قبل ما ينفذ الجنرال عبود إنقلابه -الأبيض برضك- ويستلم السلطة من عبد الله خليل، رئيس الوزراء وأحد مؤسسين حزب الأمة.

أثيوبيا.. وصلت متأخرة نسبيًا، فالنظام الأمبراطوري بقيادة هيلا سلاسي نجح في الصمود لنص السبعينيات.. لغاية ما سقط على أيد الجنرال منجيستو سنة 1974.

الحكاية مش حكاية السد

عصر السدود

الطاقة، دي كانت كلمة السر في تحدي التنمية والتطور، أحد أهم التحديات اللي واجهة أنظمة التحرر الوطني (عسكرية التكوين أشتراكية الخطاب).

التقارب البنيوي والأيدولوجي كان مفتاح التعاون بين القاهرة والخرطوم في أغلب الملفات، تقارب شديد كان بوابة مر منها المفاوض المصري ليظفر بتوقيع الخرطوم على أتفاقية تقسيم مياه النيل 1959، بعد سنة من حكم عبود.

بناء عليه بقى من حق مصر تبدء بُنا في السد العالي.. والسودان تبني سد الروصيرص.

اسمين.. وبحيرة واحدة

موافقة السودان كانت ضرورية لبُنا السد العالي لأن البحيرة الصناعية الناتجة عن السد، مساحتها من 5000 كيلومتر مقسومة بين الأراضي المصرية والسودانية، حوالي 83% للجار الشمالي ومعروفة باسم بحيرة السد (بحيرة ناصر سابقًا) و17% للجار الجنوبي مسجلين باسم بحيرة النوبة. وتقريبًا هي البحيرة الوحيدة منهم اللي ليها اسمين مختلفين.

الحكاية مش حكاية السد

ثمار السد

بطبيعة الحال السد العالي عاد بفوائد كتير على مصر، أه كان سبب غير مباشر في وقوع العدوان الثلاثي عام 1956، بس وفر الطاقة الكهربية الكافية لإنطلاق النهضة الصناعية الكبيرة.. كمان وفر الأمان المائي اللازم للنظام الزراعي الجديد.

السودان كمان كسبت حق بُنا سد على النيل الأزرق، سد متوسط 78م بعد التعلية، ده غير حصة من مياه البحيرة وتعويضات بقيمة 15 مليون جنيه مصري.

البكباشي والأمبراطور

علاقة ناصر وهيلاسلاسي مش واضحة، فشهدت مشاركة الأمبراطور الأثيوبي في مراسم افتتاح الكاتدرائية الأرذوكسية بالعباسية، الزيارة الرسمية الوحيدة اللي ظهرت فيها تحية عبد الناصر كسيدة أولى تستقبل نظيرتها من دولة تانية. ده بالإضافة لمباركة القاهرة أن مقر الاتحاد الأفريقي يكون في العاصمة الأثيوبية.

في نفس الوقت كان فيه جانب عدائي من الجانب المصري، تمثل في احتضان الآريتريين خلال ثورتهم المسلحة ضد السلطة الأثيوبية وإعلانهم الرغبة في الاستقلال، ترك لهم المساحة للحركة فأسسوا اتحاد الطلبة الأرتريين في القاهرة.. وافتتحه أنور السادات كممثل رسمي عن الدولة، كمان ماحصلش تغيير في مسألة السماح لأثيوبيا ببناء سدود على النيل الأزرق أو بحيرة تانا.

YouTube player

 

منجستو يقلب الأوضاع

1974 قاد منجستو إنقلاب عسكري أنهى الحقبة الأمبراطورية في أثيوبيا، وأسس نظام عسكري يرفع شعارات أشتراكية، التوجه نفسه اللي السادات أنقلب عليه ومضا مع المعسكر الغربي.

الأمر اللي تبلور سريعًا في شكل تحالف سفاري أو نادي سفاري سنة 1975، وهو تحالف معادي للشيوعية ضم أجهزة مخابرات كل من (أمريكا، فرنسا، مصر، المغرب، كينيا، السعودية، إيران)، تحالف وصفه منجستو بالمؤامرة على أثيوبيا.

الأعراض الجانبية للعروبة

عداء السادات لمنجستو كان واضح ومعلن، وماكنش فيه مساحة للتقارب بين الجنرال الأحمر في الجنوب ونظيره المؤمن.. بغلبة المعسكر الأمريكي في الشمال، تصاعدت وتيرة العداوة بانحياز القاهرة للصومال في الصراعها على أقليم أوجادين، تحت شعارات عروبية.

نفس الشعارات (ومعاه تانية دينية) كانت مبرر لزيادة دعم القاهرة لحركة التحرر في أرتيريا، نفس الموقف اتخذته الخرطوم بقيادة النميري، أمر ردت عليه أثيوبيا بتقديم الدعم الكامل للراحل د. جون قرنق، مؤسس الحركة الشعبية لتحرير السودان وقائد جيشها، في حربه ضد نظام النميري اللي رفع داخليًا شعارات عروبية إسلامية.. وأقر تطبيق الشريعة، المعروفة في السودان باسم قوانين سبتمبر.

الحكاية مش حكاية السد

إقرأ أيضا
مرايات

شاهد على العصر

تعرض الدبلوماسي الكبير بطرس غالي، في كتابه طريق مصر إلى القدس، لشكل العلاقات بين مصر وأثيوبيا في ظل وجود السادات ومنجستو في قيادة البلدين.. خصوصًا في الفصل الحداشر والمعنون “نهاية قصة بطولة”.

الحكاية مش حكاية السد

الحكاية مش حكاية السد

الحكاية مش حكاية السد

وصلت الأزمة مداها مع بداية 1979، بإعلان السادات (بدون مشاورة أو حتى إخطار أي من دول حوض النيل) خلال زيارته لمدينة حيفا عن مشروع زمزم الجديد، واستهداف توصيل مياه النيل لغاية مدينة القدس، وفي أواخر السنة نفسها بدء الحفر في ترعة السلام.. المسؤولة عن نقل المية من فرع دمياط لشمال الإسماعيلية.

سنة 1980 قدمت أديس أبابا شكوى رسمية ضد القاهرة في منظمة الوحدة الأفريقية، ووقف مشروع زمزم.. بس ده ماكنش كافي للقضاء على العداء وإنهاء الخصومة.

استمرار العكوسات

تَلَّت عقود من مبارك في القاهرة والبشير في الخرطوم أدوا لتحولات كبيرة في الوضع السياسي الداخلي لكل من الدول التلاتة، وشهدت العلاقات الثلاثية بينهم تطورات كبيرة، نضيف على ده تداخل العلاقات الخارجية والأقليمية لكل منهم، فيبقى عندنا شبكة علاقات ومصالح متشعبة ومتشابكة  كلها ساعدت على تأزيم الوضع الحالي بين الثلاثي الأفريقي.. وتخلي سد النهضة أشبه ببؤرة لتجميع خيوط صراعات إقليمية مختلفة.

الحلقة الجاية من الحكاية مش حكاية السد هنحاول نفك الخيوط المتشابكة.. ونتعرف عليها وعلى أهم تقاطعاتها.

الكاتب

  • الحكاية مش حكاية السد رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
8
أحزنني
0
أعجبني
7
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان