الحلقة (5)… متى ظهرت مطاعم الطبخ والباعة الجوالين في الشوارع؟
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
ظهرت مطاعم الطبخ في مدينة أور قبل 3800 عام، وهي تشبه إلى حد كبير مطاعمنا الحديثة، تطل على الشارع بنافذة كبيرة، داخلها رف عريض من الآجر يعرضون عليه الطعام المطبوخ، ويحتوي المطبخ على فرن مستدير من الآجر، وموقد من الآجر يوضع في وسطه النار، وأصبح المحل الذي غالبًا ما كان يأتيه الناس لطبخ طعامهم.
وكان على السادة الذين يحكمون المقاطعات في المدن القديمة أن يقوموا بتجهيز الطعام، لإطعام موظفيهم والحرفيين والرقيق والمعوزين، فنتيجة لذلك توسعت وانتشرت العائلات الفقيرة تجهز وجبات الطعام إلى الجيران والمسافرين المقيمين في النزل لكي يزيد دخلها.
كما تخصصت تلك العائلات في عمل الخبز والكحول والحساء كوجبة يومية، وأصبح الباعة جوالين في الشوارع، وبذلك خرج المطبخ العائلي المتخصص يصنع الجعة للحانات التي تقدمها بالإضافة إلى النبيذ.
وكان معظم الطبخ الذي يبيعه الباعة الجوالون من عمل طباخين متخصصين، يأخذونه من مطاعم الطبخ، انتشرت تجارة الباعة الجوالين من الرجال، فوجد في قونية منذ 8000 سنة، فرن القرية وهي عبارة عن أفران كبيرة يشترك فيها جميع سكان القرية، وكانت تلك الأفران كبيرة لدرجة من الممكن أن نطلق عليها محلات الخبازين أو الطباخين الممتهنين في هذه الحالة، أما حجم الخبز فكان يتراوح بين الخبز الصغير إلى الخبز الكبير، كانت أشكاله على شكل قلب أو رأس أو سيد أو أذن أو صدر امرأة، كان الخبز المسطح الشكل يخبز على جدار التنور مما ساعدهم في استعماله في تناول الأكل، وكانوا يضيفون أحيانًا إلى الطحين العسل، ودهن السمسم والحليب لعمل الكعك.
وذكر العسل في النصوص البابلية والسومرية على ختم كوديا منذ 2500 عام قبل الميلاد، وهناك ذكر في استعمال الزيت والنبيذ والعسل الذي قدس به بناء المعبد الذي بناه ملك لاكش كوديا للإله، كما كانت تقام الطقوس باستعمال العسل في عصر حمورابي عام 2081 قبل الميلاد.
وكان بعض أصحاب هذه المطابخ يشتكي من قلة الأيدي العاملة، فيشتكي أحد الأشخاص في وادي الرافدين قبل 4000 سنة يقول:”ليس عندي رجل مستأجر لكي يطحن لي الشعير”.
وكان الناس عندما يسافرون يأخذون معهم متاعًا لبضعة أيام، أما الأغنياء منهم فكانوا يعتمدون على كرم الأعضاء من طبقتهم، وهنالك شبكة منتشرة من الحانات والنزل على طرق القوافل، أقام في احدها الملك “شولكي” منذ 4000 عام، ويشرف عليها أناس يعاملون المسافرين معاملة جيدة.
الكاتب
-
محمد احمد
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال