الحياة المدمنين”المتعافين”..ما بين الزمالة والمصحات غير المرخصة
-
لمياء محمود
كاتب نجم جديد
ظهر مخدر الهيروين في مصر في الثمانينات، واستهدف التجار الطبقة المتوسطة العليا والطبقة العليا القادرين على دفع الثمن حتى أنه من غلو سعره أطلق عليه “الذهب الأبيض”،وسهل الأمر أكثر سهولة تعاطيه سواء كان شما أو حرقا وعدم وجود رائحة له تنبه لما يحدث، وازدهر تناول الهيروين في التسعينات تحديدا.
من أين البداية؟!
معظم من قابلتهم من المدمنين تحدثوا أن البداية كانت بالخمور، ثم البانجو، ثم الحشيش، وحينما لم تعد تلك المواد تفصلهم عن الواقع أصبح الهيروين هو الملاذ الأخير.
إقرأ أيضًا..عبد الله رشدي المحامي القدير .. والدته “مش عربية هيونداي”
زمالة المدمنين المجهولين
برنامج زمالة المدمنين المجهولين هو زمالة أو جمعية لا تهدف إلى الربح وتتكون من رجال ونساء أصبحت المخدرات مشكلة رئيسية بالنسبة لهم، فهم مدمنون متعافون يجتمعون سويا باستمرار، لمساعدة بعضهم البعض للبقاء ممتنعين عن تناول المخدر، إنه برنامج للامتناع التام عن كافة أنواع المخدرات وعضويته لا تتطلب إلا شيئاً واحداً وهو الرغبة في الامتناع عن التعاطي، والعمل على توعية المدمن على أنه يستحق فرصة أخرى.
كيف تعمل زمالة المدمنين المجهولين؟
برنامج ال12 خطوة: )والذي ينفذ في الزمالة على مستوى العالم)
برنامج الـ12 خطوة، هو أسلوب للحياة مبني على مبادئ روحية مكتوبة ببساطة فى شكل مرقم من 1 إلى 12 بتسلسل بسيط، لمساعدة مدمني الكحول أو المخدرات، ويطبق هذا البرنامج عل مستوى العالم.
الخطوة الأولي.. الاعتراف بالمشكلة
اعترفنا أننا بلا قوة تجاه إدماننا، وأن حياتنا أصبحت غير قابلة للإدارة.
الخطوة الثانية..الإيمان
توصلنا إلى الإيمان بأن قوة أعظم من أنفسنا باستطاعتها أن تعيدنا إلى الصواب.
الخطوة الثالثة ..الرضا
اتخذنا قرارًا بتوكيل إرادتنا وحياتنا لعناية الله على قدر فهمنا
الخطوة الرابعة.. مواجهة النفس
قمنا بعمل جرد أخلاقي متفحص، وبلا خوف عن أنفسنا.
الخطوة الخامسة ..الاعتراف بالأخطاء:
اعترفنا لله، لأنفسنا، ولشخص آخر بالطبيعة الحقيقية لأخطائنا.
الخطوة السادسة .. الاعتراف بالعيوب والتخلص منها:
كنا مستعدين تمامًا لأن يزيل الله كل هذه العيوب الشخصية
الخطوة السابعة.. اللجوء إلى القوى العظمى:
سألناه بتواضع أن يخلصنا من نقائصنا الشخصية
الخطوة الثامنة ..تعويض من سببنا لهم الأضرار:
قمنا بعمل قائمة بكل الأشخاص الذين آذيناهم، وأصبح لدينا نية تقديم إصلاحات لهم جميعًا.
الخطوة التاسعة:
قدمنا إصلاحات مباشرة لهؤلاء الأشخاص كلما أمكن ذلك، إلا إذا كان ذلك قد يضر بهم أو بالآخرين.
الخطوة العاشرة:
واصلنا عمل الجرد الشخصي لأنفسنا واعترفنا بأخطائنا فورًا.
الخطوة الحادية عشر:
سعينا من خلال الدعاء والتأمل إلى تحسين صلتنا الواعية بالله على قدر فهمنا، داعين فقط لمعرفة مشيئته لنا والقوة على تنفيذها.
الخطوة الثانية عشر:
بتحقق صحوة روحية لدينا نتيجة لتطبيق هذه الخطوات، حاولنا حمل هذه الرسالة للمدمنين، وممارسة هذه المبادئ في جميع شؤوننا.
وللزمالة اجتمعات دورية لمساندة بعضهم البعض، ولكل مدمن متعافي مشرف يكون قد سبقه في مدة التبطيل أو على حد قولهم (عامل مدة)، يلجأ له الشخص الذي تعافى مؤخرا، ويخبره ويستشيره حتى في أخطائة أو كما يطلق عليها في لغتهم “وقعت امانات”.
مبطل من شارع ولا خريج مكان:
سؤال يطرح من حين لآخر بينهم،ومعناه هل قام الشخص بالتبطيل من منزله أو منع المخدر دون أن يلجأ شخص ما لحبسه ومنع المخدر عنه، أو دخل لأحد الأماكن العلاجية، حيث اصبح هنا الكثير من المراكز العلاجية الغير مرخصة ، والتي يديرها ويقومون بالعلاج فيها مدمنون سابقون “عاملين مدة”.
نماذج لمدمنين متعافين، وقصصهم الحياتية:
يقول صلاح: لقد بدأت تعاطي المخدرات منذ كنت في ال17 من عمري، بداية كانت الخمرة والبانجو البرشام “الترامادول وعائلته”، ثم انتقلت إلى البودرة، لم يكن لدي سبب واضح فقد كان قرار خاصا بي لم يجبرني عليه ظروف أو حتى التعرض لضغط الأقران، بعد مرحلة يتحول الأمر إلى شيء مهين، ونشوة الأيام الأولى تزول ، وعليه فقد حاولت الإقلاع عشرات المرات بائت كلها بالفشل حتى أنني لجئت للعلاج بالدين وانضممت إلى جماعة التبليغ والدعوة فترة، إلا أن الأمر لم يدم، حتى وصلت إلى مؤسسة “الحرية” وهي مؤسسة مرخصة غير هادفة للربح وكانت تعمل على علاج المدمنين الذين وصلوا إلى القاع، وكما كان قرار الضرب مفاجئا جائ قرار التبطيل مفاجئا، والآن لي “عامل 8 سنين “، وكانت “الحرية” هي السبيل الأمثل، ومن أحد المصحات التي تعمل بطريقة مُثلى.
يحكي قاضي أنه كان بين أقرانه يبحث عن حب الظهور، وكان أحد أقاربه الذي اتخذه قاضي قدوة مدمن لكل أنواع المخدرات، فسلك قاضي نفس الطريق احتذاءا به، وليصبح ذو صيت بين أصدقائة _حب الظهور بلغة المتعافين يطلق عليه “عيوب بتتحرك”_ بعد الكثير من المشاكل بين قاضي وأهله وبالتحديد زوجته، وجد في أحد الأيام ابنته (3سنوات) تنظر إليه وهو يجهز السرنجة ليتعاطى المخدر، فكانت تلك اللخظة الفارقة في حياته، وقد التحق بمصحة أخرى كانت من المصحات التي قمات بمسعدته ليقلع عن الإدمان والآن قاضي ممن يقال عنهم “عامل سنتين ونص”.
المنصات والديتوكسات التي يديرها مدمنين، ما بين المصلحة العامة والخبرة والنقص الإنساني:
احب أحد المصحات والتي مقرها بالريف الأوروبي، كان يجلس أمامي وهو يحكي بفخر عن أمجاده حينما كان يتعاطى، وحكي عن أكبر منطقة لبيع المخدرات بمصر وهي “السحر والجمال” وبدا يسرد مغامراته عن كيف أن الشرطة لا تستطيع الدخول لهذا المكان وانه كان يُحيَّ عند دخوله لهذه المنطقة لأنه زبون “سُقع”، وبمنتهى الفخر ابضا أخبرني أنه “عامل 4 سنين تبطيل” وان له مكانه الخاص الذي يستخدمه لعلاج المدمنين، وبفخر أشد كان يحكي لي عن حالات التعذيب الذي يقوم بها داخل مصحته، وكأنها الطريقة لوحيدة للعلاج أن تربط شخصا لمدة 24 ساعة مصلوبا، أو وكما قال: تقوم بحلق شعره للزيرو وربطه يداه وقدماه لأكثر من أسبوعين، أن تمنعه من ممارسة النظافةالشخصة لمده تزيد عن الشهر، أن أن يدخل الشتاء فيجبره على البقاء بلبس الصيف
مع ضحكة غير مفتعلة، وعلى سبيل الإفية أخبرني أنه قام بجعل أحد النزلاء عنده يقوم بملء بانيو بغطاء زجاجة، لم اناقضه ولكني لم افهم ماذا قد تستفيده الإنسانية من هذا،بل وكيف يمكن أن يُترَك شخصا بهذه السادية ليكون معالجا لأي شخص
نهاية الأمر: اعتقد أن جملة “محدش يفهم دماغ المدمن غير مدمن” هي جملة صحيحة للغاية ولكن من الواجب ان يكون هناك رقابة من وزارة الصحة على تلك المصحات ، التقننين والرقابة وليس الغلق هما الحل الأمثل
الكاتب
-
لمياء محمود
كاتب نجم جديد