رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
2٬452   مشاهدة  

الخيانة و القتل .. مصير أول سلطانة حكمت المسلمين في آسيا

السلطان راضية
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أول امرأة مسلمة تحكم سلطنة دلهي، ارتدت ملابس الرجال، وأطلقت على نفسها لقب جلال الدين السلطان راضية، حكمت بين الناس بالعدل والقوة، وصكت العملات بألقابها وصورها، لاقت معارضة شرسة مع كل قرار كانت تتخذه، حِيكت المؤامرات ضدها لأنها امرأة، ولم تشفع لها حكمتها و شجاعتها… انقلب عليها صديق الطفولة، ومن ثم ساندها فكانت نهايتهما المأساوية،فمن هي أول امرأة تحكم  المسلمين في آسيا .

راضية شمس الدين

ولدت السلطانة راضية شمس الدين في عام 1205م، في قصر شمس الدين التُتمش ؛ الحاكم الثالث لدلهي في الهند.

دخل والد راضية دلهي عبدا للسلطان قطب الدين أيبك، وآثار إعجاب الحاكم بكفاءته ،فعينه حاكما إقليميا ومن ثم أعتقه وزوجه ابنته «تيركين خاتون»، ليصبح بذلك من العائلة الحاكمة وينصب سلطانا على دلهي بعد وفاة أيبك.

السلطان راضية

كيف استعدت السلطان راضية لتصبح ملكة

تدربت راضية منذ الطفولة على فنون الحرب والفروسية والدبلوماسية والإدارة، فقد كان أبوها يدربها لكي تصبح ملكة قادرة على مساعدة زوجها مستقبليا في الحكم .

وفي عام 1229 توفي الابن الأكبر لالتتمش أثناء قتاله ضد المغول، وسبب موته معضلة كبيرة لأن شمس الدين لم يعتقد أن أبنائه الآخرين يستحقون لقب السلطان، ومن هنا أصبح يفكر بابنته راضية، ولذلك قرر اختبارها فقبل مغادرته لحملته الأخيرة عين راضية وابنه «ركن الدين فيروز »مسؤولان عن إدارة دلهي ، وعند عودته أعجب بالطريقة التي أدارت بها ابنته شئون الدولة، في حين أمضى ابنه ركن الدين بحثه عن الملذات، وكسر آلتتمش العادات والتقاليد وعين راضية كوريثة للحكم .

صعود نحو العرش

بعد وفاة السلطان لم يعجب النبلاء بفكرة أن امرأة تحكمهم لذلك قرروا تعين أخيها «ركن الدين فيروز » سلطانا عليهم، إلا أن حكمه لم يستمر طويلا، بسبب تخليه عن وجباته كحاكم وسعيه الدائم حول متعته الشخصية .

ارتدت ملابس الرجال و خطبت في المصلين

لم تتنازل راضية عن حقها في الحكم، وفي أحد أيام الجمعة، ارتد ملابس حمراء ، ووقفت أمام المصلين، و طالبتهم بتحقيق العدالة، مذكرةً إياهم بحكم والدها  المزدهر وأنه سمّاها وريثة لها.

احتشد الشعب والجيش خلفها، وخلعت أخيها واستولت على العرش، ومن ثم أعدمت «ركن الدين فيروز»، ووالدته وحققت لقب السلطان جلال الدين راضية، وأصبحت أول سلطانة في دلهي وهي في عمر الـ31 .

ملكة العصور
تولت راضية الحكم وتميزت بالجُرأة، والشجاعة، حيث كانت تقود جيشها في ساحات المعارك، وتعاملت بندية مع السلاطين الآخرين، وانتصرت في معارك الاستيلاء على مناطق مختلفة.

السلطان راضية
كما صكت قطعا نقدية حملت أسمائها و ألقابها كـ« ملكة العصور ، والسطان راضية ، وابنة شمس الدين التتمش.
وكانت فترة حكمها مزدهرة وسلمية، حيث أنها أمرت ببناء الطرق التي تربط القرى والمدن،حتى أنها ألغت ضريبة الجزية التي كان يتم تحصيلها من الهندوس .

هذا التفوق والنجاح في إدارة البلاد أكسبها شعبية كبيرة،  كما أكسبها العديد من الأعداء و المتآمرين، فقد وصلت الغيرة أوجها بين النبلاء الذين شعروا أن وجود امرأة في منصب السلطان هو بمثابة إذلال لهم وكان أحد هؤلاء النبلاء «مالك أختار الدين ألتونيا »حاكم مدينة «باثيندا» ، والذي شكل صدمة كبيرة لراضية حيث أن« ألطونيا» كان من أكثر أصدقاء الطفولة لديها.

إقرأ أيضا
الأم تريزا

وقيل إن انقلاب ألتونيا عليها هو بسبب غيرتها عليها بعد أن سمع علاقتها العاطفية بينها وبين عبد لها يدعى «جمال الدين ياقوت»، إلا أن بعض المؤرخين نسوا أن يكون بعض الأمراء هم الأصل في هذه الشائعات، وذلك للتخلص من راضية.

وضع «ألتونيا »خطة  لمساعدة شقيقها «معز الدين بهرام شاه» للسيطرة على العرش، قاتلت« راضية» بضراوة مع جيشها  ضده، لكنها هزمت في النهاية و سُجنت، ليعلن شقيقها نفسه سلطان دلهي.

حبس وقتل

لم يقدم حبس راضية طويلا، إذ أنها تزوجت من ألتونيا، و أقنعته بالقتال معها لاسترداد العرش، وفي عام 1240 صارت مع دلهي مع جيش زوجها لاستعادة عرشها، لكنها هزمت مرة أخرى ، وأجبرت على الفرار .

السلطان راضية
قُتلت راضية وهي في عمر الـ35 ، وذلك خلال رحلة فرارها، فتقول إحدى الحكايات أن أحد الهندوس أسر راضية وزوجها و قتلهما، في حين أن النظرية الأكثر شيوعا هي أن شقيقها بهرام أعدمها مع زوجها بعد القبض عليها .

ويقع قبر السلطان راضية بين الأزقة الضيقة في شمال الهند حيث  مدينة دلهي القديمة، ويعاني هذا القبر حاليا أو الضريح كما يسمونه من السقوط وتغطيته بالغبار و الأوساخ.

الكاتب

  • السلطان راضية مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
12
أحزنني
7
أعجبني
10
أغضبني
3
هاهاها
1
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان