صناعة الكذب الصيني “لماذا يجب أن لا نصدق بكين”

أعلن الرئيس الصيني شي جينبيغ بدون أي تفاصيل، أن بلاده سيطرت عمليًا على بؤرة تفشي فيروس كورونا داخل مقاطعة هوبي في ووهان، وبعد 24 ساعة من تصريحه هذا أقام المركز الوطني الصيني لتطوير التكنولوجيا الحيوية التابع لوزارة العلوم والتكنولوجيا مؤتمرًا صحفيًا، أعلن فيه عن التوصل إلى عقار «فافيبيرافير» للقضاء على فيروس كورونا.

اقرأ أيضًا 
أمريكا والصين وكورونا.. ثنائي تراشق الاتهامات وسباق إنقاذ العالم!

رغم أن هذه الأشياء حقيقية إلا أن هناك أزمة ثقة بين نخبة كثيرة في العالم وحكومة بكين إذ أن الكذب التي تتسم به تلك الدولة بشكلٍ عام وما يخص كورونا تحديدًا يقلص الأمل في صدق الصين.

لي وين ليانغ

تمثل قصة طبيب العيون لي وين ليانغ واحدةً من أشهر وقائع الكذب الصيني الذي تسبب في توريطها والعالم من بعدها، كان أول إنسان على وجه الأرض يحذر من انتشار كورونا، إذ أعلن عبر صفحته الشخصية يوم 30 ديسمبر 2019 م عن شكه بعد كشفه على مريض أنه مصاب بفيروس كورونا.

ناشد لي وين ليانغ بضرورة ارتداء الكمامات، وخاطب السلطات الصينية بالاستفنار لمواجهة الفيروس، لكن الحكومة الصينية ألقت القبض عليه يوم 3 يناير 2020 بتهمة نشر معلومات خاطئة واعتبره الإعلام الصيني «عار على الطب»، ثم حُوِّل إلى المحاكمة التي برأته من تهمة نشر أخبار كاذبة، إذ اعتبرت المحكمة أنه تكلم كلامًا علميًا لا يمس السلم الاجتماعي.
عاد لي وين ليانغ إلى عمله وباتت مهددًا بالفصل والملاحقة الأمنية، إلى أن مات بفيروس كورونا عن طريق العدوى من مريضٍ كان يعالجه، وفات أوان تحذيره حيث حدث ما حذر منه وصارت بلدة ووهان هي بؤرة تصدير الموت لمالا يقل عن 120 دولة.

دواء كورونا .. الصحة العالمية تكذب الصين

تواصل الكذب الصيني مع كورونا حين أعلنت حكومة بكين عن قرب الانتهاء من دواء يعالج فيروس كورونا ورجحت أنه سيكون فافيبيرافير.

قوبل الإعلان الصيني الذي عزز الأمل لدى كثيرين ببيانٍ صادم من منظمة الصحة العالمية على كل هذه التجارب، على لسان المبعوث الخاص للمنظمة الصحة العالمية إذ قالت نصًا «هناك مبادرات مبشرة ولن يكون خلال شهر أو شهرين ولن يكون العلاج متوفر علاج إلا في عام على الأقل».

الإيغور .. العلم حين يكذب بكين

مع أزمة الإيغور قالت الصين أن أماكن احتجاز مسلمي الإيغور هي معسكرات تأهيل للتدريب المهني وليست أماكن احتجاز أو معسكرات اعتقال إذ أن السلطات أفرجت عن الكثيرين.

لكن شركة E&T المتخصصة في استخدام تقنية الاستشعار عن بُعد اتهمت الصين بالخداع حيث قالت الشركة «رغم ادعاءات بكين بإطلاق سراح المحتجزين مما تسميها معسكرات التدريب المهني، فقد وجدت التكنولوجيا أن ثلث المعسكرات لم يكن مفتوحاً فحسب، بل حتى الأنشطة ما تزال باقية في تلك المعسكرات».

إقرأ أيضا

العتاولة .. الجزء الثاني من ملوك الجدعنة

وبشأن الكذب الصيني حول إفراج بكين عن جميع السجناء الإيغور لقد أجرت شركة E&T تحليلاً ليليًا ونهاريًا على المواقع الجغرافية إذ أكدت أحدث صور الأقمار الصناعية عالية الدقة في أواخر ديسمبر ومطلع يناير استمرار الأنشطة في المخيمات، ومن خلال فحص صور الأقمار الصناعية عالية الدقة, تبين أن بكين ما زالت تعتقل الكثير من الإيغور داخل إقليم شينجيانغ، وبتحليل بيانات الاستشعار عن بعد وصور الأقمار الصناعية ظهرت حشود كبيرة على ملعب لكرة القدم وسط مراكز الاعتقال.

مظاهرات الطلبة والعمال .. الكذب الصيني يتجدد

تمثل مظاهرات الطلبة في ميدان السلام السماوي عام 1989 م واحدةً من أسوأ عمليات القمع الجماعي للتظاهرات إذ اتحد الطلبة مع العمال في مواجهة الديكتاتورية الصينية فقابلت بكين التظاهرات بالدبابات وحصدت مالا يقل عن 10 آلاف قتيل.

حتى الآن فإن الصين تتحفظ على ذكر الرقم الصحيح للضحايا، وآخر ردودها كانت في يونيو من عام 2019 حيث قالت الخارجية الصينية في ردها على الاتحاد الأوروبي أن أحداث ميدان السلام السماوي مجرد اضطراب سياسي وقع في أواخر الثمانينيات، ولم يشير من قريب أو بعيد إلى رقم الضحايا إذ أن حكومته وضعت رقابة صارمة على أي معلومات رقمية عن الحادث.