رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
538   مشاهدة  

” الذين قتلوا مي “.. أرادوا استئصال تجربتها فاغتالوها

مي زيادة
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أنا امرأةٌ قضيتُ حياتي بين قلمي وأدواتي وكُتبي ودرَاساتي، وقد انصرفتُ بكل تفكيري إلى المَثل الأعلى وهذه الحياة المثالية التي حييتها جعلتني أجهل ما في البشر من دسائس.. أجل كنت أجهل الدسيسة .. وتلك النعومة التي يظهر بها بعض الناس ويخبيؤن السم القتّال .

كلمات خطّتها “مي زيادة” تروي فيها تجربتها الاستثنائية في الإبداع العربي عامةً والأدب المصري بشكل خاص..تروي تجربتها النسوية الفريدة في الأدب والصحافة في وقتٍ كان لا صوت فيه للمرأة .

انتهت حبيسة بعد أن نادت بالحرية

أرادت مي زيادة الحرية للكل، ليس فقط للنساء بل للرجال أيضًا، أرادت حرية الأوطان لكنها انتهت حبيسة، وحبسها كان عملًا أخرقا، هذا العمل الغير إنساني غاية في القسوة، ها هم أهل “مي” لم يتحملوا هذه الإنسانة المختلفة رقيقة المشاعر.. الكاتبة.. الباحثة ..الشاعرة ..

مؤامرات تعرضت لها مي

تعرضت” مي زيادة” لمؤامرة؛ فالطريقة التي تم بها الحجر على ممتلكاتها كانت مؤامرة مدبرة .. ترصد لها أعداء النجاح، أرادوا أن يستأصلو تجربتها من بذرتها ..أن يحطموها تمامًا ..فمن هؤلاء!

 

كانت مي زيادة علامة مغايرة في الأدب العربي الحديث فبالنظر إلى وجودها في زمن كانت الكتابة النسائية فيه نادرة فجاءت هي بجرأة واسعة واقتحمت تلك الحقبة.

وجود “مي” في الأدب العربيّ مرحلة مستقلّة، فهي أولًا مرحلة تتسم بالتأليف والترجمة، “مي” نقلت روايات عن الألمانية وعن الفرنسية وعن الإيطالية فجاءت تطعيما لنكهة جديدة لم يكن يعرفها الأدب العربي في ذلك الحين .

نذرت ” مي” حياتها للكتب فنحن أمام إنسانة مثقفة ليست مدعية للثقافة، حيث ترجمت ثلاث روايات عن الفرنسية والإنجليزية والإيطالية كما أنها نشرت ديوانًا بالفرنسية، وألفت أكتر من 21 كتابًا .

إشكالات خاضتها مي

ولأنها كانت تجيد تسع لغات فعرفت واقتربت من التطور الحادث في أوروبا وأمريكا فيما يتعلق بالأدب والشعر، ومع النافذة الغربية استطاعت” مي” أن تطور لغتها العربية عامة كما أنها اتطلعت على التراث الإسلامي عامةً والصوفي بشكل خاص هذا التعدد جعلها غير مستقرة، ولذلك هي قامت بإشكالات كثيرة خاصةً العلاقة بين الشرق والغرب .

عن الذين قتلوا مي

كما قلنا إن مي مازالت تفرض نفسها على الحياة الأدبية المصرية، ولازال هناك ما يمكن أن يقال عن تجربتها الاستثنائية على مستوى الأدب والإبداع العربي بصفة عامة، وعلى مستوى الإبداع النسوي والصحافة النسائية بصفة خاصة، وعلى مستوى حياتها وعلاقاتها المتشابكة مع كل رموز الإبداع والفكر والثقافة في مصر لذلك ألفّ الأديب “شعبان يوسف” كتابًا يحكي فيه عن اغتيال مي زيادة وأعني هنا الاغتيال المعنوي، لما تعرضت له من ظلم واستبداد وعملية محو من الثقافة العربية واقتصار دورها فقط على كونها امرأة امتلكت صالونًا أدبيًا غافلين عن الدور الذي قامت به في الحياة الثقافية العربية والحركة النسوية خاصةً.

تآمر الأهل

عرض “يوسف ” حياة “مي” وكيف تعرضت للإيذاء والاغتيال المعنوي، منذ أن بدأت الكوارث تتواتر على حياتها بعد رحيل الأب و الأم، ثمّ تآمر الأهل عليها ومحاولات السطو على ميراثها،.

  1. ويوضح أن “مي” نموذج للاستبعاد والتهميش والتسخيف والتقليل الدائم من شأن المنتج الإبداعي أو الفكري أو الثقافي للمرأة وتجاهله رغم مساهمتها الحافلة في كل مناحي الحياة الثقافية في مصر .

يقول “شعبان يوسف” أن كتابات كانت “مي” في الصحافة وغيرها كانت محل جدلٍ كبير وكانت تلك الكتابات أيضا تنافس كتابات كبار الشخصيات الأدبية ممّن كان لهم حضور ثقافي بارز منذ زمن يسبق زمنها بكثير.

إقرأ أيضا
أفلام الرسوم المتحركة

حضور عميق

كتابات “مي” كان لها حضور بالغ وعميق ..أصبح لها قُراء يبحثون عن كتاباتها وهذا ما جعل الصحف والمجلات العربية تطلبها بإلحاح لاستكتابها في المجال الادبي والفكري لذلك كان حضورها مؤثر وكبير بين جمع الكتاب كالعقاد والمازني وذكي مبارك وغيرهم.

همشوا حياتها

الذين قتلوا “مي ” ليس فقط من همشوها في الحياة الثقافية وانما من قتل مي هؤلاء الأقارب الذين أدخلوها مصحة نفسية وحجروا على أموالها، مي زيادة هي شخصية نسوية فريدة في تاريخ الثقافة العربية، حياتها ملهمة لكل من يعرفها ويقرأ عنها.

 

 

الكاتب

  • مي زيادة مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
5
أحزنني
2
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان