همتك نعدل الكفة
1٬853   مشاهدة  

الرجعيون والنضال من باب البواخة

الرجعيون
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



“مرة واحد فافي وواحد رخم محكوم عليهم بالإعدام، وهيتفذ فيهم الحكم في نفس اليوم، بيسألوا الفافي نفسك فإيه قبل ما تموت قالهم: عايز أشوف مامي، سألوا الرخم وأنت نفسك فإيه قبل ما تموت.. فقال لهم: الواد ده مايشوفشي أمه.”
سمعت النكتة دي تقريبًا في أواخر التمنينيات أو أوائل التسعينيات، ولحد النهارده بتضحكني، ومع الوقت بقت بالنسبالي مش مجرد نكتة ينفع تفقد رونقها مع الوقت ويتقال عليها “قديمة”، وده بفضل الإنسان الرجعي، الرجعي، فالنكتة تنطبق على الشخصية دي تمامًا.
الإنسان الرجعي في النكتة دي، زي ما هو واضح، بيلعب دور الرخم، فالإنسان الرجعي هو شخص مستعد يضحي بأخر أمنية له في الحياة مش لإسعاد نفسه.. إنما للبواخة على الآخرين، شخص ممكن يدفع حياته نفسها تمن البواخة على حد تاني، والتاريخ مليان بمعارك ضارية كلفت الرجعيين المال والوقت والدم بهدف منع مجموعة بشرية ما يعيشوا براحتهم.
لو بصينا مثلًا على معركة الحقوق السياسية والمجتمعية للمرأة، هنلاقي نفسنا مش محتاجين نسترجع قصص تاريخية بعيدة، لأن دلوقتي وفي نفس الزمن اللي بتقود فيه العديد من الستات مؤسسات ضخمة ودول كبرى، زي أنجيلا ميركيل اللي بتقود واحدة من أكبر وأهم دول العالم، فيه مجتمعات تانية لسه الرجعيين فيها بينظروا عن عدم قدرة الستات على الاختيار الصحيح، وبيكفروا أي حد يقول غير كده، وشغلهم الشاغل منع الستات من مجرد التصويت في الانتخابات.
كل محافظ منيهم له كامل الحق في انتخاب اللي هو عايزه وماحدش يقدر يجبره على انتخاب حد، بس يقاتلوا لمنع الستات من الحصول على نفس الحق، تدور معارك سياسية وقانونية ومظاهرات وتهديدات بالقتل واغتيالات.. وليلة كبيرة سعادتك، ولو سألنا أي شخص محافظ أنت بتبذل المجهود ده كله في سبيل إيه؟ هتكون إجابته: الستات دول مايروحوش ينتخبوا.

الرجعيون
تصويت النساء

المعارك الأكثر دموية في تاريخ الرجعيين الأمريكان خاضوها ضد الحقوق المدنية للسود، ناضل السود مطالبين بحقهم في الحصول على الوظائف والتصويت في الانتخابات ويركبوا المواصلات العامة زي بقية بني البشر، الرجعيين يسكتوا؟
حاربوهم بضراوة ووصل الأمر للقتل والتعذيب وكل أشكال العنف المادي والمعنوي، معارك طاحنة راح ضحيتها أعداد كبيرة من البشر نعرف منهم مارتن لوثر كينج،. ولو سألنا أي محافظ منهم أنت بتبذل كل المجهود ده عشان نفسك فإيه، هيكون رده: السود دول ما ياخدوش حقوقهم.

الرجعيون
مسيرة الحقوق المدنية

النهارده مثلا صحينا على خبر مؤلم باختيارالمناضلة الكويرية سارة حجازي إنها تنهي حياتها بنفسها، سارة حياتها أتشقلبت تمامًا من يوم ما أعلنت عن ميولها الجنسية المثلية سنة، 2016م، وزادت الوتيرة لما للحظة توهمت المسكينة إنها حُرة ورفعت علم الرينبو في حفلة مشروع ليلى بالقاهرة 2017م.
ضغوط وتنمر واضطهاد ونبذ مجتمعي وسجن وتعذيب وتشهير وكافة أشكال التحرش لغاية ما سابت البلد كلها وطفشت. هل سكت الرجعيين المصريين لحد كده؟؟.. ابسلوتلي أزاي تفلت وتلاقي مكان تاني في الكوكب تعرف تعيش فيه حتى ولو شبه منفية. زودوا الضغط ونقلوا على نغمة “عملت كده أصلًا عشان تسافر”.. “كندا جنة الخ*لات”.. إلخ.
كم من الضغط والأذى النفسي فوق احتمال البشر، ضغط يخليني أقول بكل ثقة أن سارة أتقتلت مش انتحرت، مجتمعنا بتوجهه الرجعي بدء عملية قتلها ببطأ من 2016م ومن ساعات بس اكتملت عملية الاغتيال.

الرجعيون
حفل مشروع ليلى
الرجعيون
سارة حجازي

موت سارة مش هيمنعهم من استكمال رسالتهم في النضال من باب البواخة، هيهاجموا صفحات أصدقائها ومحبيها وهيكتبوا من على صفحاتهم يؤكدوا إنهم مش هيفتحولها باب الجنة، ولو سألت أي وغد منهم عن السبب اللي يخليه يبذل كل المجهود ده؟ هتكون فحوى إجابته: البت دي ماتعِش زي ما بتحب. نفس منطق قاتل هارفي ميلك.. وقاتل مروة الشربيني.. وقتلة حسن شحاتة.. والرخم اللي في النكتة.. كلهم قتلة.
عزيزي الرجعي الرخم أنا عارف كويس أنك دلوقتي فرحان وروحك الملعونة بترقص من فرط الشماتة.. وعشان كده يسعدني أكون أرخم منك وأقعد على فرحتك أبططها جوه صدرك، يسعدني أفكرك أن حركة التاريخ مأكدالي أن كل مجهودك ده هيروح هباء.. مش بس كده كمان ماحدش هيفتكرك، وإنما هيفتكروا الناس اللي أنت حاربتهم وبوصفهم أبطال، وإذا حصل وحد افتكرك هيكون بوصفك شخص بض*ن، ومهما طال الزمن أو قصر أنت هتموت وأفكارك دي هتبوش وكل واحد في الكوكب هيشوف أمه.

اقرأ ايضا

من هو الرجل الديوث؟

إقرأ أيضا
الإرهاب

الكاتب

  • الرجعيون رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
13
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (3)
  • اولا : الله يرحمها رحمه واسعه ويغفر لنا ولها ياااارب
    ثانيا : طبعا انا ضد الهجوم والضغط النفسى والسفاله وقله الادب اللى اتعرضت له ساره ( الله يرحمها )
    لكن …..
    اسمحلى اختلف معاك تماما فى اللى انا فهمتوا من كلامك… الشذوذ الجنسى ( المثلية ) ده مرض مش ممكن ابدا نتعامل معاه على انه حاجة عادية وطبيعية ده حاجة ضد الفطره الانسانية و حرمتها كل الاديان السماوية ومجرد رفض المجتمعات للموضوع ( بغض النظر طبعا عن السفاله وقله الادب ) نتهم المجتمعات دى بالرجعية والتخلف وكان التطور الطبيعى ان الناس كلها تبقى شواذ نييجى لموضوع الرخامة لحد علمى ساره ( الله يرحمها ) مافيش حد هاجمها الا لما هى اعلنت وهل المفروض ان لما يكون فيه حفله منحرفة او اعلان عن سلوك شاذ ومنحرف اننا نشجعه ؟
    طبعا موت اى انسان مصيبة محزنه …لكن مش ممكن يكون موت انسان وهو بيدافع عن اهله وبلده زى موت انسان على سريره مثلا …حضرتك صورت وفاتها ( الله يرحمها ) كانها شهاده فى سبيل الدفاع عن حق كل البشر فى الشذوذ……( الشذوذ سلوك منحرف زى اى سلوك منحرف له طرق علاج مختلفة لا يمكن يكون سلوك مقبول …انا مش راجعى ……

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان