60 مشاهدة
الرغبة في السيطرة ..الشعور الذي يرافقني مع القلق
لو كنت مستجدًا هنا فأهلًا بك في يوميات القلق التي أكتبها تحت عناوين مختلفة أشرح فيها علاقتي بالقلق والشعور بالخوف من ورائه الذي يدفعني أحيانًا نحو مصلحتي، وأحيانًا نحو الجنون، لولا لطف الله ومحاولاتي مراقبة نفسي.
وربنا ما يجيب قلق ولا حاجة يا سيدي القارىء، ولكن هذا حالي ومشكلتي الأساسية التي تجعل أطرافي شديدة البرودة في عز الصيف، وتجعل عقلي تدور فيها ضفادع وتقفز دون توقف.
ما الجديد الذي سنتحدث فيه اليوم عن هذا الاضطراب اللعين؟….السيطرة.
هل تعرف أغنية لميس كان الشهيرة التي تردد فيها كلمة مسيطرة…مسيطرة
هامشيك مسطرة؟
هذا ما يدور حوله القلق طوال الوقت. يسبب توترًا بسبب شعوري طوال الوقت بالرغبة في السيطرة.
مهما بلغت من وعي بأن لا أحد يستطيع السيطرة على حياته، ألف حول نفسي طوال الوقت حتى أسيطر على كل شيء.
تتذكر إعلان البنك الأهلي…ما تقوم تطمن على فلوسك؟
هذه حالتي دائمًا مع كل خطوة جديدة أخطوها، أريد الاطمئنان على كل شيء. أفتح المقال مرة واثنان وثلاثة، أراجع ما كتبت.
أنام وأصحو على هاجس، يحتاج المقال للمراجعة.
أريد الاطمئنان على صحة أمي التي دفعتني الحياة لتغيير خطة ما لحمايتها طوال الوقت، ولكنني تيقنت لا أستطيع حماية كل من أحبهم طوال الوقت.
أريد الادخار في التوقيت الذي اصرف فيه اللي ما ورائي وما أمامي لأجل تحقيق أحلامي. أريد الوصل مع كل الطيبين بحياتي الذين يحتاجون الدعم والسؤال.
ماتت هند بعد ساعات من محادثة تليفونية بيننا. لم أستطع اختطافها من الموت، ثانية واحدة فرقت بينها وبين الحياة بسكتة قلبية مفاجأة.
لم أتعلم…القلق غبي وأحيانًا كثيرة يسيطر هو علي بالكامل. لا يستطيع الإنسان السيطرة على حياته، وإلا لم وجد فيها ابتلاءات ويؤجر الإنسان عليها؟
هوس السيطرة يجعلني طوال الوقت في دوائر مغلقة، كلما تطمئنت على أمر بحياتي، قلقت على آخر، وشعرت بالخوف على آخر.
يكفيك شر الخوف…يهجم على الإنسان حتى يتمكن منه، يسبب له تيار كهربائي مفاجىء أثناء النوم، يجعله يحلم بكوابيس.
حرب جعلتني الحياة فيها دون اختيار، ومشكلة تذهب وتجيء وتظهر وتختفي حسب تريمومتر المشاكل والضغوطات.
وأتصور أن السيطرة على كل تفاصيل حياتي ستجعلني في حالة من الاطمئنان.
وهذه القصة تجعلك تراقب نفسك طوال الوقت وخاصة الرغبة في السيطرة على كل شيء بحياتك، لو لاحظت أنك تحاول فعل ذلك الجأ لطبيب نفسي على الفور.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
