الزواج في بيت العائلة.. اغتيال للسكن والسكينة
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الزواج في بيت العائلة جريمة حقيقية في حق المرأة الريفية، ربما تنتقد ما أقول وأعلم أن الكثير سيعترض ويُشعرنا أننا في المدينة الفاضلة، متغافلين عن تدمير أجيال وأجيال باسم العادات والتقاليد، فالزواج في بيت العائلة بمفهومه المتعارف عليه هو أمر لا علاقة له بصلة الأرحام بين أفراد الأسرة .
عزيزي الزواج في بيت العائلة يشكل ضغط كبير على المرأة فمن ناحية تتزوج البنات في الريف في عمر صغير جدًا سن السادسة عشر والسابعة وما أقل، ليسوا مناسبين تمامًا على الصعيد الفكري أو حتى البدني في ظل تغيرات الحياة الحالية لتشكيل وتكوين أسرة قوية متماسكة هذا من ناحية .
ومن ناحية أخرى كيف لفتاة في هذا السن أو ربما أكبر -ليست تلك المشكلة- أن تقوم بخدمة أفراد كُثر باسم بيت العائلة؛ أم الزوج ووالده وإخوته وغيرهم ممن لهم صلة، أين هي وأين زوجها؟! .
ألم يشرع الزواج لخلق أسرة جديدة تقوم على التآلف والتراحم، أين التآلف هنا، الزوجة التي تجبَر على النزول يوميًا من بيتها في السابعة أو السادسة صباحًا لتستعد ليوم جديد في بيت العائلة ولن ترى شقتها إلا بعد الثانية عشر منتصف الليل ..أتلك هو الزواج !
فرضًا أن هناك أطفال كيف لطفل أن يعيش بين كل تلك الأفراد من يستطيع تربيته ليكون شخص صالح في المجتمع، وتعلم وأنت تقرأ كلماتي ما إن يفعل الطفل الخطأ وتحاول الأم تقويمه يظهر آلاف الأصوات تعنفها هي على ما فعلت وكأنها جريمة والنتيجة طفل لا يمتلك بديهيات الصلاح .
كيف يحصل الطفل على حنان الأم وعطفها وهي طوال اليوم مشغولة بأعمال منزلية مرهقة، كيف لطفل أن يحصل على احتواء أب.!
أليس هذا ظالمًا لكافة أفراد الأسرة الناشئة ..وليس معنى كلامي أني أحس على قطع الأرحام أو ترك الآباء يعانون في كبرهم فلهم حقوقهم أيضًا المفروضة بنص الأخلاق والإنسانية والدين .
فكل ابن كفيل برعاية والديه، وزوجة الابن أو زوج الابنه لا واجبًا عليهما ذلك ، كل شخص أحق ببر والديه وإن فعلا فهذا من باب الفضل لا باب الواجب، فالمرأة تخدم أم زوجها وأبيه من باب بر الزوج من باب الفضل، فإن فعلته فلها الشكر والأجر وإن لم تفعل فليس عليها حرج.
خلطنا الحابل بالنابل الفضل أصبح فريضة وباتت مشاكل الأسرة أكبر مما تحمل فالمشكلة الواحدة بين الزوجين يدخل فيها الأب والأم والأخوة وأبناء العمومة وغيرهم ..أين خصوصية الأزواج إذًا .
الزواج في بيت العائلة بمفهومه المتعارف عليه في القرى وحتى في المدن جريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى هذا بخلاف الجرائم الأكبر الناشئة عن هذا كالزواج المبكر وزنا المحارم وغيرها من المشكلات التي نتغافل عنها عمدًا من قبيل كل واحد حر في بيته!!
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال