السطحي : أحمد الغندور .. كيف يرضي الدحيح شغف الحمقى ؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
نود أن نتحدث اليوم فيروس ضرب الجيل الجديد منذ عدة سنوات ، رجل دخل إلى بوابة العلوم التي يكدح فيها الطالب قبل أن يصبح عالم سنين عمره ، وربما يفنى عمره في معادلة صغيرة في نظرية ليأتي من بعده ويكمل بعضها ، وكذا .. العلم التجربة الشاقة ، الأصعب من الحروب ، الكد والتعب الذي تموت وتحيا من أجله وبسببه الشعوب . بكل بساطة يحوله الدحيح لـ سناكس تسالي بلا مرجعية .
نود أن نتحدث عن الأرضية التي يقف عليها الدحيح وليس عن الشكل الخارجي الذي يظهر عليه البرنامج ، هو شخص لطيف ، صاحب قدرة على إنتاج محتوى ترفيهي جيد ، لكن ما علاقة كل هذا بالعلم والنظريات ، ما قيمة ما يفعله أمام قدسية العلم ، والمحراب الذي يجب أن تدخله خاشعًا لاحترامه .
هناك مغالطة عند بعض المتابعين وكل صناع المحتوى المشابه ، بأن صانع المحتوى لديه بعض أو كل الثقافة التي تؤهله للحديث عن نظريات علمية ، أو أنه أحد المشاركين في تلك النظرية بشكل أو بآخر .. أو أنه على خلفية بما يتحدث ، والحقيقة أن هناك طريقة لصناعة محتوى علمي ربما تجعل أصحاب إمكانيات التقديم الضعيفة ، نحن نطلق عليها “خلطة الوهم” .. وهو ما يفعله الدحيح بالضبط .
يبيع أحمد الغندور (الأونطة) منذ أن ظهر ، يعتمد على ضحالة ثقافة الجيل الحالي ، وتصديق القشور من الأمور ، وقص النظريات العلمية ولصقها ، وانتقاء النظريات المثيرة منها عن الحقيقية ، واستبعاد فكرة البحث المستفيض وعمق مسألة العلم عن مسألة تقديمه ، والأهم من ذلك أن “الغندور” يختصر كتاب كامل صاحب أبعاد كبيرة للنظرية التي يريد إثباتها ، لكن الدحيح يقول لك مثلًا : “العالم الفولاني في كتابه الفولاني يقول كذا” ، هكذا في سطر واحد ، وغالبًا لا يكون الدحيح قد قرأ الكتاب ، بل طاقم إعداده ، وأغلبهم لا يقرأون الكتاب بقدر ما يكتفون بملخصه .. وهذه الطريقة يمكنها صناعة محتوى ترفيهي جيد لكنه لا يجوز استخدامه في المحتوى العلمي . ذلك لأن للعلوم خصوصية كبيرة ربما تصل لمرحلة القدسية .
خريطة توليفة الوهم
هناك ثلاث طرق يتبعها صناع المحتوى ليقنعك تمامًا أنه يفهم في كل شئ وعن أي شئ ، أهمها : المونتاج .. يقرأ الغندور الاسكربت سطر سطر فتختبأ إمكانيته الضعيفة في التقديم بفضل هذه الطريقة .
خفة الدم المفتعلة عزيزي : أعتقد أن البطل في الشغلانة ليست خف دم أحمد الغندور بقدر ما هو تمسيخ المادة العلمية الذي لابد أن تناقش في هدوء وداخل أرواق الجامعات ، أو المنظمات البحثية وعلى بشكل تخصخصي ، بلا تنطيط ولا اشتغالات فارغة ، فلا أعتقد أن علمًا يتعب لأجله العلماء ، يناقش على يد مجموعة من غير المتخصصين .
اقرأ المصادر : أعتقد أن أكبر أكذوبة خلقها الدحيح لإثبات كلامه ، هو “اقرأ المصارد عزيزي” … ذلك لأن أغلب الذين لا يشاهدوه لا يقرأون المصادر ، لكن دعنا نمشي ورا الدحيح لحد باب الدار ، فإن ما يقوله الدحيح هو سطر في كتاب ، لذلك فإن إثباته يريد أن تقرأ النظرية كاملة ، ولا نظرية علمية ليس لها من الاحتمالات الكثير.. ولا عالم يقول لك كما يقول الدحيح “هو كدا” ، ولا معادلات لها نتيجة واحدة كما يقول الدحيح ، ولا كل هذا الكلام الفارغ ، الذي يرضي غرور الحمقى في المعرفة .. فلا معرفة بهذه السهولة .. ولا هكذا يناقش الناس علمهم .
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ابوس إديكم تراجعو المقالات إملائيا
مش معقول تكون بتتكلم عن العلم وعندك على الاقل خمسة أخطاء إملاء 😰
للأسف مقال ملوش لازمة لأن برنامج الدحيح باختصار مش برنامج في جامعة علمية مرموقة لشرح وتبسيط نظرية جديدة للعلماء!
مقال فارغ لا يمكن تصنيفه سوى في خانة الحقد