السيد واحتي .. شكرا أنك عرفتنا على هؤلاء المصريين العظماء في أسرار مقبرة سقارة

لم يتصدر الاكتشافات الهامة منذ عقود سوى بعض الأسماء اللامعة، أبدا لم نعرف الجنود المجهولين في تلك الاكتشافات، بقيوا بعيدا عن الأضواء وبقينا لا نعرف الحقيقة.

حتى عرض فيلم أسرار مقبرة سقارة على منصة نيتفلكس، وهو الفيلم التسجيلي الذي يحكي أسرار اكتشاف مقبرة النبيل واحتي على بعد ٥٠٠ متر من هرم سقارة وكذلك اكتشاف مقبرة القطط والحيوانات الأليفة في نفس المكان في جبانة  “بوباستيون” مع أكثر من ٣١٠٠ قطعة أثرية فريدة، تتضمن تماثيل وتوابيت حفظت لأكثر من ٤٠٠٠ عام، وظهرت من تحت التراب محتفظة بألوانها الزاهية، وعشرات الحيوانات المحنطة، التي تضمنت شبل أسد هو الأول من نوعه في تاريخ مصر القديم، ويتطرق الوثائقي لعملية اكتشاف المقبرة التي لم تفتح منذ أكثر من ٤٥٠٠ عام.

وأخرج الفيلم الوثائقي لنتفليكس جيمس توفيل، فيما أنتجه كل من ريتشارد برادلي وكاثرينا توروني.

***

شاهدنا لأول مرة عم غريب حفار آبار المقابر ذلك الرجل المصري الأصيل وكذلكحمادة مفتش الأثار الذي يقود موتوسيكل صيني ويرتدي “شبشبا” لكنه يكشف عن الأثار والعاديات بفرشاة وكأنه طبيب جراح بل ويصرخ في شغف  عند اكتشاف تمثال صغير””الله الله، هذا شيء لم يحدث من قبل! إنها الإلهة أنثى الأسد يا غريب”.

كذلك أستاذه للتاريخ الذي يعمل أيضا مفتشا للأثار والذي يصحبه يوميا في رحلته لاكتشاف الكنز المخفي في سقارة.

بل وحتى معلم العمال الذي ورث المهنة أب عن جد.

كنت أشاهد بانبهار كل أولئك البسطاء وهو يتكلمون سواء بالعربية أو بالإنجليزية، وهم ييكتشفون في شغف وحب كل تلك الأثار باحثين عن قصة الإنسان وليس فقط الحجر والأثر.

بل وتلك الطبيبة الرائعة التي رصت الهياكل العظمية داخل المقبرة لتشخيصها وتوصلت لإصابتهم جميعا بالملاريا والتي غالبا أدت لوفاتهم لتكون – ان تم تأكيدها – أول إصابة ملاريا موثقة تاريخيا.

***

إقرأ أيضا

سجون الخلفاء الراشدين “كيف كان يُدَار الحبس في الدولة الراشدة؟”

ساهم السيد واحتي النبيل المصري في أن نكتشف  كل أولئك المصريين العظماء بل وحتى العمال البسطاء الذين يعملون باليومية ويغنون أثناء الحفر ويهللون لكل اكتشاف.

الفيلم عبارة عن حالة مصرية مبهرة ومدهشة ومثيرة للحب والفخر، سيفوت الكثيرون لو لم يشاهدوه