همتك نعدل الكفة
1٬547   مشاهدة  

“إجابة على سؤال الرئيس السيسي” مصر في العشرينيات والثلاثينيات كانت أجمل لهذه الأسباب

مصر في العشرينيات والثلاثينيات
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



طرح الرئيس عبدالفتاح السيسي سؤالاً أثناء افتتاحه لمجموعة من المشروعات بمحافظة الإسكندرية كان نصه لماذا كانت مصر في العشرينيات والثلاثينيات أجمل ؟، وذلك تعليقًا على شكل محافظتي القاهرة والإسكندرية المعماري ووضعهما من حيث البنية التحتية.

السؤال المفخخ

YouTube player

هناك إجابات كثيرة على سؤال لماذا كانت مصر في العشرينيات والثلاثينيات أجمل ؟ لكن السؤال نفسه مفخخ بالإجابات المحرجة لأنها ستدين عصورًا بعينها والشعب بالتأكيد؛ غير أن هناك عدة حقائق يجب أن تُطْرح حتى لا نجمل صورة نظام عن غيره خلال الـ 60 سنة الماضية.

اقرأ أيضًا 
كيف أدت استراتيجية حروب المياه في إنشاء القاهرة “الحلواني لم يبني العاصمة اعتباطًا”

لم يكن سؤال الرئيس عبدالفتاح السيسي عامًا، وإنما محددًا إذ تطرق إلى المباني والبنية التحتية ولم يناقش أي مسألة تاريخية أخرى، وبالتالي فإن الإجابة ستكون حول هذه الزاوية

عناصر جعلت مصر في العشرينيات والثلاثينيات أجمل

القاهرة زمان
القاهرة زمان

هناك عدة عناصر جعلت مصر في العشرينيات والثلاثينيات أجمل من الوقت الحالي، ولعل أفضل المراجع التي تناولت تلك الحقبة هو كتاب القاهرة منذ عام 1900 لـ محمد الشاهد و كتاب التطور العمراني لشوارع مدينة القاهرة لـ فتحي حافظ الحديدي.

اقرأ أيضًا 
كيف تحولت بحيرة الحضرة إلى مسكن للأغنياء.. حكاية حي سموحة في الإسكندرية

وأول تلك العناصر على الإطلاق الجاليات الأجنبية، فرغم أنهم جائوا على (حِس الاحتلال البريطاني) لكن استهوتهم مصر فتمصروا واعتبروها بلادهم فتحولت القاهرة من مدينة المباني ذات الطراز الإسلامي المملوكي إلى مدينة ذات معمار أوروبي بروح مصرية، كذلك نفس الحال بالنسبة للإسكندرية لكن العمل فيها كان أسهل.

اقرأ أيضًا 
خداع النوستالجيا..كيف كشف “الترام” عن وجه القاهرة القبيح؟

ولا أقصد هنا تجميل فترة الاحتلال فقد كان المصريون عبيدًا وكانت الدولة تعاني من أزمات اقتصادية طاحنة خاصةً أنها خرجت من ثورة 1919 وارتمت في أحضان الكساد الكبير، لكن المقصود من تلك الفترة أن المحليات كانت محكومة بروح العمران لا المحسوبية والعمودية.

القاهرة في العشرينيات
القاهرة في العشرينيات

ثاني أحد أهم العناصر التي جعلت مصر في العشرينيات والثلاثينيات أجمل من الآن هو غياب التعصب الديني أو العِرْقِي فقد كانت بها ثقافات متعددة من أرمن وشوام ويهود ويونان وإيطاليين، وساهموا هؤلاء جميعًا في تنويع المباني داخل القاهرة والإسكندرية دون أن يعانوا من نظرة دونية لأسباب دينية أو عِرْقِيّة، بما في ذلك اليهود.

ثالث العناصر أن المصريون لم يكونوا يعانوا من عقدة الأجانب ولم يشعروا بالدونية ففي الثلاثينيات برزت أسماء لامعة في سماء المعمار أفادت مصر وقتها وبعد ذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر حسن فتحي وسيد كريم وصلاح زيتون وأنطوان سليم نحاس ورمسيس ويصا واصف، ونعوم شبيب.

لماذا صارت مصر أقل جمالاً مما كانت عليه من 100 سنة ؟

الضباط الأحرار
الضباط الأحرار

أحدثت ثورة 23 يوليو 1952 تغيرًا في المجتمع المصري، لكن من الظلم أن تقوم الفترة الناصرية بالحساب على مشاريب التغير العمراني، فطوال خمسينيات وستينيات القرن الماضي كانت القاهرة بعيدة عن العنصر الخرساني، واتجه الفكري الناصري لاستغلال الصحراء فأسس مدن صارت لها الشهرة لاحقًا مثل مدينة نصر والمهندسين.

السادات
السادات

بدأ سرطان القبح يسري في العمران المصري حين اتجهت الدولة إلى سياسة الانفتاح وكان هذا أول العناصر التي جعلت مصر عمرانيًا في شكلٍ قبيح فالانقلاب المجتمعي جعل هناك تفاوتًا بين الطبقات فنشأت العشوائيات للفقراء بينما لجأ الأغنياء إلى الخرسانة، وشرب الشعب البيبسي وبدأ يشم روائح ماكدونالز لتختفي كل أشكال الرقي.

مصر بعد الانفتاح
مصر بعد الانفتاح

ثاني العناصر هجرة من في الداخل من العناصر المبدعة ورجوع من في الخارج لإكمال مسلسل القبح، فالذين استطاعوا الكسب من أموال الخليج جاءوا بالمال للبناء وبشرائط الكاسيت والاستايل الجديد الذي أجج الصراعات الأيدولوجية في مصر بشكل ديني، بينما أصحاب التخطيط مثل حسنين مخلوف عانى من ويلات الروتين فاحتضنته الإمارات ليخطط لها تخطيطًا لا زالت تستفيد منه حتى الآن، وعناصر أخرى جعلت حال القاهرة أسوأ ويمكن إجمالها في الآتي «البطالة، مركزية الخدمات، الغلاء، الزيادة السكانية».

إقرأ أيضا
خريطة ماركو بولو وإسرائيل

كتاب جمال حمدان الذي يجب أن يقرأه السيسي ورؤساء الجهات المختصة

غلاف كتاب القاهرة
غلاف كتاب القاهرة

في 6 أغسطس عام 2015 تكلم الرئيس عبدالفتاح السيسي عن جمال حمدان وهو عالم موسوعي تم اختزاله في رائعته شخصية مصر، لكن هناك كتاب شديد الأهمية يجب الرجوع له من الرئيس ومعاونيه وهو كتاب القاهرة.

في كتاب القاهرة الذي أصدره جمال حمدان في السبعينيات تنبأ بحال مصر عام 2020 وتنبأ أيضًا بالعاصمة الإدارية الجديدة، حذر من أشياء ستسبب في فشل المشروع والتأثير سلبًا على القاهرة وأشار إلى أشياء تنجح مشروع العاصمة الإدارية وتحل مشاكل القاهرة العمرانية.

إذ شدد جمال حمدان على ضرورة إعداد المخططات وكافة التصورات طویلة المدى ودراستھا جیدا قبل الشروع فى تنفیذ أي جزء منھ، وركز على أھمیة تفعیل ونشر ثقافة المشاركة الشعبیة بالمجھود و المال أو الأراضى لتنفیذ مشروعات التنمیة التي تعود بالنفع على المجتمع والتي تستھدف رفع المستوى الإقتصادي والإجتماعي والثقافي والحضاري للسكان والبیئة العمرانیة لھم.

وأكد جمال حمدان على ضرورة نشر الوعي و إبداء الرأي فى كافة شئون التنمیة من خلال وسائل الإعلام المختلفة مع رفع المقترحات للجھات الإداریة، منوهًا على ضرورة إعادة وتفعیل دور المحلیات في الرقابة وتنمیة الكوادر البشریة بھا لا تحويلها إلى مؤسسات روتينية تصدر تراخيص مخالفة.

أما من حيث المرور فإن جمال حمدان لا يرى في مصر العشرينيات والثلاثينيات أن تخطيطها كان بالغ الجمال حيث قال أن زيادة عدد المواصلات العامة ليست الحل الأمثل لحل أزمة التكدس المروري، بل في التخطيط الجيد للمدن لأن السكان أكثر من وسائل النقل ووسائل النقل أكثر من طاقة الطرق لأن القاهرة لم تخطط في العشرينيات والثلاثينيات لعصر النقل الميكانيكي.

الكاتب

  • مصر في العشرينيات والثلاثينيات وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
9
أحزنني
1
أعجبني
9
أغضبني
1
هاهاها
2
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان