الشريف عون الرفيق .. لماذا لم يكره الحجاج أحدًا من أشراف مكة مثل كرههم له ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
اكتسبت مرحلة الشريف عون الرفيق في حكم مكة حَيَّزًا كبيرًا، كون أن فترة حكمه التي استغرقت 23 عامًا، لقيت كرهًا كبيرًا من حجاج بيت الله الحرام لأسباب كثيرة.
الشريف عون الرفيق .. الرجل اللغز
الشريف عون الرفيق بن محمد بن عبدالمعين بن عون من مواليد عام 1841 م، وتولى منصب شريف مكة عام 1882 م بفرمان من السلطان العثماني عبدالحميد الثاني.
اتفق كل المؤرخين على أن شرافة مكة في عهد الشريف عون الرفيق وصلت إلى قمة ضعفها وانهيارها، وذلك بسبب قسوته على الحجاج رغم تناقضات شخصيته غير المفهومة، فقد كان رجلاً عالمًا يحب الخير، وفي نفس ذات الوقت هو أقسى حكام مكة على الحجاج.
من حيثية الميل الديني، فلا أحد يعرف هل كان الشريف عون وهابيًا أم شيعيًا، فقد هدم ضريح عبدالله بن الزبير، وهو نفسه الذي قَرَّب منه العالم الشيعي باقر التستري الذي أقنعه بأن يمنع مظاهر الفرح في يوم عاشوراء.
الدكتور علي الوردي في كتاب قصة الأشراف له رأي آخر إذ يقول «يمكن القول بأن الشريف عون لم يكن وهابيًا ولا شيعيًا، بل كان مذهبًا قائمًا بذاته، فقد كان يجاري كل طائفة بأكمل ما عندهم حتى يستطلع ما في خواطر».
القسوة على الحجاج
رغم خلاف المؤرخين في الميل الديني للشريف عون لكنهم جميعًا اتفقوا على أنه كان من أقسى حكام مكة على الحجاج وأشد أشرافها ظلمًا لهم، كما كان الشريف عون الرفيق هو الحاكم الذي لا يُنَازع في أمر ولا يُرَد له قول، كان ينفي ويحبس من يشار حتى لو كان من الحجاج.
أول غضب عنيف بين الشريف عون الرفيق والحجاج كان بسبب ضرائب المطوفين الذين يخضعون للشريف غالب، إذ كانوا يعطون الشريف غالب ريالاً عن كل حاج، وفي نفس الوقت يأخذون من الحجاج أموالاً مضاعفة.
وصلت قسوة الشريف غالب عندما قرر جمع إعانة للسكة الحديدية وأمر بعدم خروج أحد من الحجاج حتى يتم جمع الضريبة، وذلك عن طريق حبس جميع الحجاج داخل مكة لمدة 7 أيام ومنعهم من زيارة المدينة المنورة حتى يدفعوا الإعانة، وعندما حدث اعتراض كلف الباوردية (أحد رجاله) بضرب الحجاج.
وروى إبراهيم باشا رفعت تفاصيل الحبس فقال أن الشريف لم يسمح بخروج الحجاج إلا بعد دفع ريال عن كلٍ منهم، ثم تطور القرار فكان دفع ريال عن كل حاج وعن كل جمل وعن كل محمل وبلغ الزحام أشده لأن المحصل شخص آخر وحوله اثنين من زبانيته لا يسمحان لأي حاج بالمرور حتى يدفع الريال واستعمالا كل غلظة وقساوة لا تصدر عن الوحوش.
وكتب محمد الباقر بن عبد الرحيم أحد الحجاج الذين رأوا ما يرتكبه الشريف عون مقالاً إلى عبدالحميد الثاني عنوانه «ضجيج الكون من فظائع عون»، وذكر أنه حبس علماء الحرمين و فضلائها الذين لم يوافقوه على ترّهاته مثل شيخ السادة العلويين السابق بمكة السيد علوى بن أحمد السقاف العلوى، و السيد الفاضل العلامة السيد عبد اللّه بن محمد صالح الزواوى، و شيخ السادة السيد زين بن حسين الجفرى العلوى و العلامة مفتى الأحناف شيخ الاسلام بمكة الشيخ عبد الرحمن سراج، و مفتى المالكية الشيخ عابد، و نائب الحرم الشريف السيد إبراهيم ابن السيد على نائب الحرم.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
مامعنى وهابي؟