الشعور بالضياع والتعلق بالماضي..لماذا نرفض التخلي؟
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تمر حياتنا عبر التجارب والمواقف والصدمات، فلولا تلك الأحداث ما اكتسبنا الخبرة اللازمة في التعامل مع الأخرين، حيث يظهر في حياتنا التحديات والفرص الجديدة لإتقان الأمور، واكتساب المزيد من المهارات، واكتشاف جوانب جديدة في شخصياتنا، والتعرف على أنفسنا من زوايا جديدة، ولكن هناك بعض المواقف التي نقف عندها ولا نستطيع تجاوزها بأي شكل من الأشكال، ونرفض التخلي عن ذكرياتها والسماح لها بالرحيل، ونبقى عالقين بتلك الذكريات، ونشعر بالضياع.
لماذا يرفض عقلنا التخلي عن الذكريات؟
التشبث بذكريات موقف ما وعدم التخلي عنه، هو حالة لا إرادية يعيشها العقل البشري، كتعبير عن رفضه لما حدث، مثل ما يحدث بعد وفاة أحد الأشخاص المقربين، أو الانفصال العاطفي عن شريك حياتك، وقتها ينغلق عقلك داخل نفسه، ويجتر في ذكرياتك مع ذلك الشخص مرارًا وتكرارًا، ويرسم العديد من النهايات الوهمية التي لن تحدث أبدًا، مثل عودة الشخص للحياة، أو رجوعك لحبيبك، والحقيقة أنه لا ضير في الحزن، ويجب أن يأخذ حقه ووقته حتى تتعافى نهائيًا، ولكن لا كل شيء بمقدار، فالانغماس الزائد في الحزن والذكريات، قد يضر صحتك العقلية والنفسية، وفي النهاية يجب عليك أن تتجاوز الصدمة وتمضي قدمًا في حياتك، واعلم أن ذلك الألم الذي تشعر به، هو سبيل جديد يجب أن تسير فيه لتنمو شخصيتك.
كيف نتجاوز الصدمات؟
- يجب أن تعلم جيدًا أن ما حدث في الماضي لا يمكنك تغييره بأي حال من الأحوال، والبكاء على اللبن المسكوب لن يفيدك بشيء، بل على العكس سيؤخر تقدمك في الحياة، ويعطل مسيرتك، ومهما كان القدر الذي ستستهلكه في التفكير بالأمر، والعواطف التي ستهدرها عليه، لن يغير شيء حقيقة أنه لن يتغير أبدًا، ولكن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتغير هو نظرتك للأمر، حيث يمكنك إعادة صياغة مشاعرك بشكل أكثر إيجابية، لترى الدروس المستفادة من ذلك الموقف، وتسمح لعقلك باكتساب الحكمة المناسبة للتعامل مع مثل هذا الموقف في المستقبل، واعلم جيدًا أنك ستواجه الكثير من الخيبات في حياتك، وعن طريقها ستكتسب شخصية حكيمة وعاقلة، كما أن التخلي عن الذكريات السيئة، يخلق مساحة للأحداث الجديدة، لذا قم بإزالة حطام الماضي، واسمح للمزيد من الأحداث الجديدة بالحدوث في حياتك.قبل أن يجيء بأسبوع .. ما هي الطرق الخمسة التي ينبغي استقبال شهر رمضان بها ؟
- ماضيك ليس هويتك، فتجاربك وأخطائك ونجاحك جزء من نفسك، ولكنه ليس أنت، وكل ما تفعله هو أنك تضع بصمتك الشخصية على طريقة سير الأمور من تجاهك، ولكنك لست مسئولًا عن طريقة الآخرين، وتبقى النتيجة دون إرادة منك لأنها تأتي تبعًا لمعطيات العديد من الأشخاص، لذا تجاوز الذكريات، واسمح لهويتك بعيش الحاضر والمستقبل، ولا تبقى غارقًا في الماضي، واعلم أن التخلي هو الأساس في التغيير، فهناك البعض الذين يعيشون حياتهم من خلال تأثير الأخرين عليهم فقط، ولا يشاركون بفاعلية في الحياة، وكل ما يفعلوه هو التفكير والتأمل والحلم بحياة كانت موجودة يومًا ما، أو ما كان من المفترض أن يحدث ولم يحدث، دوامة كبيرة من تضييع الوقت، واستسلام للضياع والخوف من المجهول، لذا كن شجاعًا وتخلى عن تلك العقبات، وتعرف على نقاط قوتك وإمكانياتك الشخصية العظيمة، واستغلهما في تغيير نمط الحياة الخاطئ.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال