الشيخ علي جمعة وفتوى ختان الإناث .. هل حقًا ناقض نفسه قبل وبعد منصب مفتي الديار ؟
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد
انتشر فيديو قديم حول الشيخ علي جمعة وفتوى ختان الإناث وذلك بعد كلامه عن الختان في مجلس النواب وإقراره تجريم عقوبة ختان الإناث وانتشار فيديو يرد فيه على نائب حزب النور السلفي في المسألة.
تداول البعض فيديو قديم للشيخ على جمعة قبل توليه منصب الإفتاء يقول فيه أن الختان مباح فإذا ختنوا فبها ونعمة وإذا لم يختنوا فلا شيء، وأننا نرفض إطلاقاً بأن يتدخل الآخرون في شؤوننا وأن يتدخلون في ديننا وأن يحولوا شرائعنا، إلى أن هذا سنة وهذا ليس بسنة من خلال أمزجتهم وكأن مستر جون وجورج يعلموننا ديننا، نحن نرفض هذا المبدأ وهذا نوع من أنواع التهريج الرخيص، وأن يتصدر غير العلماء لبحث هذه الأمور فهذا نوع من الغوغائية وإعلانات رخيصة يأباها العلم”.
اقرأ أيضًا
لو خُلقنا عاجزات جنسيا هل كان “النور” سيرتاح ولا “مبيعرفش”
اعتبر البعض أن هذا التغيير المفاجىء بعد تولى المنصب كان مداهنة للحاكم أو مداهنة للغرب ….الخ من هذه الإتهامات.
الرد على مسألة الشيخ علي جمعة وفتوى ختان الإناث المتناقضة
والرد على هذه التهمة كالتالي أن الشيخ علي جمعة تولى منصب الإفتاء سنة 2003 وواضح من الفيديو أن الحلقة كانت قبل أن يصير مفتياً فعلاً وبالتالي الحلقة قد تكون سنة 2001 أو 2002 ، ولكن لو أن السلطة الحاكمة في ذلك الوقت تريد نشر تجريم الختان لن تأتي بعالم في منصب الإفتاء يجيزه ويرفض تجريمه كما هو واضح في الفيديو .
ذكر الشيخ علي جمعة أثناء رده على نائب حزب النور أحمد حمدي السلفي عندما استدل له الأخير بما كتبه الشيخ الجاد في مسألة الختان قال أن الشيخ أمر مكتبه بكتابة هذا الكتاب للرد على مسودة الأمم المتحدة لمؤتمر السكان الذي أقيم في القاهرة فكان هذا الكتاب له ظروف خاصة بسبب أن هذه المسودة تعدت على ثوابت ديننا وتريد أن تفرض علينا ما نقوله وما يجب أن نفعله في ديننا وهذا ما رفضه الشيخ جاد الحق !
وأيضاً هذا ما رفضه الشيخ علي جمعة وهذا واضح في كلامه في الفيديو المنتشر في قوله مستر جون وجورج مش هيعلمونا دينا نحن نرفض هذا المبدأ أي يرفض مبدأ فرض الوصايا بدون أدلة علمية تقول هذا ضار أو هذا نافع !
لكن ماذا حدث ؟!
حدث أنه في سنة 2004 أي بعد سنة من تولى الشيخ على جمعة منصب الإفتاء اجتمعت منظمة الصحة العالمية وأقرت بالإجماع أن الختان مضر بالفتاة فكانت أمانة الإفتاء الذي قد تحمل مسؤليتها أمام الله تجبره بأن يغير فتواه طالما ثبت الضرر .
وقبل ذلك بسنين وبالتحديد سنة 1950 أصدرت مجلة الدكتور تقريراً حول الختان وأقرت أن الختان يضر بالمرأة فاجتمعت هيئة كبار العلماء حينها لبحث الأمر وقررت أنها لا يمكن أن تقبل تقريراً غير موثق وغير مجمع عليه من الأطباء.
وبعد صدور تقرير منظمة الصحة العالمية سنة 2004 اجتمع مجمع البحوث الإسلامية وكبار علماء دار الإفتاء وبحثوا المسألة من جديد وخلصوا في سنة 2008 وأصدروا وثيقة جاء فيها أن الختان من الناحية الشرعية من العادات وطالما ثبت الضرر فلا بأس بتجريمه ! وهذه الوثيقة أرسلها مؤخرا شيخ الأزهر أحمد الطيب إلى النائب العام المستشار حماده الصاوي عندما طلب الأخير الرأي في مسألة الختان.
فالشيخ علي لم يفتى منفردا برأيه في المسألة ولكن كبار العلماء في الشرع والطب وعلماء النفس والإجتماع أجمعوا على ضرره بالأنثي ويستحيل تواطؤ كل هؤلاء مع الغرب أو مع السلطة الحاكمة !.
وللشيخ علي جمعة بحث في كتاب الحكم الشرعي عند الأصوليين بعنوان أثر تغير المحل في الحكم الشرعي أو في الفتوى وإستناد بعض هذه الأحكام للعرف وتغيرها بتغير العرف .
وأضعف الإيمان أن نقول أن هذا إجتهاد من الشخيين من الممكن ان تختلف أو تتفق معه بدون هذه الإتهامات الزائفة من غير دليل .
الكاتب
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد