لو خُلقنا عاجزات جنسيا هل كان “النور” سيرتاح ولا “مبيعرفش”

حزب النور يتمنى أن يرفض البرلمان تغليظ عقوبة الختان

بصياغة أخرى الذكور في حزب النور تعارض تغليظ عقوبة الختان التي تحدث في أجساد الفتيات أو الإناث وهن صغيرات دون حقهن في القبول أو الرفض ودون ورود نص قاطع يأمر بذلك أو نص يقطع بتحريم ترك جسدهن كما خلقه الله

# على من يريدنا إجلال المتحدثين بالدين أن يتصدى للمدلسين منهم ويقينا شرهم 

يقول النائب الدكتور علي جمعة في رده على حزب النور ” احنا مُصرين على شيئ من أجل تشويه صورتنا في العالمين فقط لا غير ” يقصد أن رفض حزب النور ممثل السلفية الموافقة على إقرار قانون تغليظ عقوبة ختان الإناث المجرم عالميًا يحرج المؤسسات الإسلامية وهو القانون الذي وافقت عليه اللجنة التشريعية.

للمفارقة رحلت الدكتورة نوال السعداوي منذ أيام وهي التي خاضت معارك دفعت ثمنها غاليًا لتجريم الختان بدأت بفصلها من وظيفتها بوزارة الصحة وانتهت بلعنها وتكفيرها من قبل المعارضين حتى مضت عقود وأقرت مصر بتجريم الختان لآثاره النفسية والبيولوجية والاجتماعية 

في شرح نوال السعداوي لرفضها الشديد الختان واعتباره جريمة كانت تقول كيف أغير من خلقة الله وتتسائل في تعجب ” وهي خلقة ربنا وحشة ” لكن غالبية المحسوبيين على التيار السلفي يكفرون نوال السعداوي فهل يكفرون يا ترى حزب النور !

بعض المتحدثين باسم الدين سلكوا الحيل جميعًا لتكبيل المرأة وتقويضها

تجلس المرأة في البيت ولا تخرج بدون إذن زوجها

الرجل ينفق على زوجته وهي غير ملزمة بالعمل

الختان ضرورة حتى لا تستثار المرأة وتقع في الرذيلة

الرجل يتزوج أكثر من امرأة لأسباب منها قوته الجنسية الخارقة 

أعد قراءة السطور السابقة مرة أخري واترك تعليقك داخلك أو اطلقه

بالمختصر حبسوا المرأة في البيت ومنعوها من مزاولة الحياة بحرية وإرادة ثم خافوا عليها من أن تشعر بالرغبة الجنسية وهي جالسة في بيتها لا تخرج دون إذن الزوج ! وحللوا لأنفسهم النظر للنساء الآخريات بدعوى الشهوة المتسقة مع طبيعتهم الذكورية – بعد أن اطمئنوا من حرمان النساء من كل حس.

هل يمكن لعاقل أن يصدقهم .. ولكن يا ترى على من يخاف ذكور “النور” في الحقيقة ؟

يقول فريق من المجيزين للختان في أحيان قليلة أن الهدف من الختان تجميلي حيث يحتاج البظر للحف قليلًا لمساوآة الشفرتين أو تصغير حجمهما أو أحدهما 

فهل يجيز ذكور ” النور ” تصغير الأنف للمرأة إن كان كبيرًا وماذا عن تكبير الثدي والمؤخرة وإعادة توزيع الدهون ونفخ الشفاه وتقويم الذقن الخ من تغيير خلقة الله

يتفق الغالبية على تحريم تغيير خلقة الله حتى لو كانت بوصل غير دائم لشعر مستعار أو التفريج بين الأسنان أو تهذيب الحواجب فقد اعتبروا المرأة التي تنمص أو تنتف شعر حاجبيها ملعونة رغم أن الشعر ينمو مرة أخرى مابالك لو علموا بالمايكروبليدنج ، والمتزينة المتعطرة هي زانية أيضًا … نستحمي بصابون دون رائحة

فهل تصدق يا عزيزي القارئ أن هؤلاء الذكور تدبروا واجتهدوا في  الشرع بإجازة التعدي بقطع لا يمكن الرجوع عنه ولا ترميمه من جسد طفلة صغيرة لم تدرك سن البلوغ دون موافقتها – رغم تحريم الإفتاء المصرية – متغافلين عن الأذى النفسي البالغ والصدمة العصبية التي تحدث لها والضرر الصحي الثابت ومبررين بالخوف عليها من الوقوع في الرذيلة أو ليسوا هم الغارقين فيها حتى أذنيهم !

تفقد المرأة الإحساس بالنشوة والوصول للذروة في علاقتها الجنسية مع زوجها بسبب استئصال أو ختن الجزء المراد النيل منه في جسدها الذي خلقه الله دون أن يبيح “للظلام” أن يعدلوا على خلقته عز وجل 

ولكنهم يريدون أن يحرموا المرأة من كل أشكال اللذة ليست الجنسية وحسب بل يحرمونها من التحقق بتعليم تختاره، يحرمونها من الفخر بنجاح وتفرد تصل إليه، يحرمونها من استشعار قيمة العمل وترك الأثر والسعادة أثناء ذلك، يحرمونها من الإحساس بالرغبة الجنسية وإشباعها 

إقرأ أيضا

وثائقي ساعة الغروب يوقظ ذكريات مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي مع رمضان البرنس

يريدونها ( شيئ ) ساكتة ، صامتة ، وباردة وكل الإضعاف السابق هو هدفهم وضروري لإثبات فحولتهم 

لو أن المرأة كسبت رزقها بصنع يديها لطلبت زوجًا وشريكًا في الحياة وليس عائل مجرد عائل يصبح وجوده ضرورة حتى لا تموت هي من الجوع لا يهم أن يكون إنسانًا ودودًا خلوقًا وقادرًا على التطور أو حتى نظيف البدن.

لو أن المرأة استشعرت الرغبة ووصلت للذروة وعرفتها لأصبح واجبًا على الزوج أن يكون محبًا وشريكًا حقيقيًا عليه أن يتعلم وعليه أن يبذل لإرضاءها وستكتشف المرأة حينها أيضًا أن ذريعة اتاحة التعدد لإشباع الرغبة الجنسية الذكورية المتأججة التي تعصف بالعوالم الظاهرة والباطنة وهم كبير لكنه وهم لزوم الهالة المزيفة عن النوع الأقدر والأعلى درجة  يأكل بشراهة وينكح بشهوانية ويخرج مخاط أنفه بصوت رهيب ، أومال ذكر عتيد ينجو في البحر والجو والبر.

في مداخلة  النائب أحمد حمدي عضو مجلس النواب مع الإعلامي عمرو أديب أقر النائب بأن أمة الإسلام هي أمة الختان وشدد على خوفه من شهوانية المرأة لو كانت بعضو جنسي زائد وذهب إلى أبعد من ذلك وقال بوجوب عرض الفتاة في عمر البلوغ على الطبيب وهو من يحدد إن كانت بحاجة للختن وإلى أي حد ولو أنني كنت محل عمرو أديب لوجهت له سؤالًا مباشرًا وماذا عن حجم العضو الذكري وطوله وقطره وما الحجم الذي يضمن عدم الاستثارة الزائدة ويكفل لنا أمة مسلمة عفيفة يا وَحْش .

نهاية  أعلم أنكم قلة تختبئ بالدين وهو منكم بريئ واليوم ترجون مجلس النواب كذكر نحل حان للملكة أن تقتله ليبقيكم متسلطين على فطرة الله وغير محترمين لخلقته.

لا أعول على القانون بالكثير فهو في نصه الجديد معيب أيضًا وأرفض أن يفرق القانون بين القطع والعاهة المستديمة لأن الاعتداء في حد ذاته على حرمة الجسد الذي خلقه الله أعظم من الجريمتين المذكورتين ولأنه يغفل الأثر النفسي الواقع على الطفلة المختونة 

إنما أعول على الوعي وعلى رفع صوت الحق من أي منبر وأعول على رجال ونساء يرون العيب ويعرفونه بفطرتهم وبعقلهم وبقلوبهم التي تنفر من الخسة والنفاق والتدليس.