الصندوق وأسطورة بندورا وأكثر الابتلاءات قسوة

حسب الأسطورة الإغريقية فإن صندوق باندورا يحوي المرض والكوارث والجشع وكل المصائب التي قد تصيب البشر بالحزن والتيه وإنهاء حياتهم.

وهناك تشابه بين الصناديق الغامضة التي ترسل بمسلسل الصندوق، وبين صندوق باندورا.

فالمرض مسيطر بشكل كبير على هذا المسلسل والصندوق يرسل بمعلومات عن أشخاص مرضى، بل وهناك ضمن الشباب الذين يسعون لإنقاذ الضحية الأخيرة، شخص أمه مصابة بالسرطان، وهو ياسين الذي يحاول التخفيف عن أمه وسط ما يواجه يوميا المجهول مع هذه الصناديق.

اقرأ أيضا…الصندوق وبداية بلغز محير للجمهور

شخصية خالد الذي جسد شخصيته الفنان محمد حاتم وكان ضيف شرف في هذا المسلسل، قال عن مرض زوجته النادر:

“انا مكنتش عارف اعمل أيه مش عارف اتخانق معاه…حاسس اني عاجز طول الوقت”

هكذا يكون شعورنا عند مرض أحد المقربين إلينا؛  نشعر أحيانا لو كان الأمر بيدنا لكنا قسمنا أيام الآلم بيننا وبين من نحب، أو نقسم حتى بيننا  الآلم النفسي. كنت دائما أردد لأعز صديقاتي-رحمها الله-عندما تزداد عليها هموم الدنيا والحزن: ليتني أقدر على حمل قليل من حزنك وبعض من وجعك.

ولكن الواقع لا يمنحنا هذه الخواص والحياة تحصر دورنا في الدعم والمساندة النفسية، وهي مساعدة ليست بالقليلة؛ لذلك عندما افتقدتها هالة مع ابنها ياسين واجهته وشعرت بالمرارة لتجاهل ياسين مرضها وإنكاره حتى يهرب من الواقع وآلم معاناتها.

اقرأ أيضا..سماح أنور أسطورة الصندوق

المرض والآلم أيا ما كان هو من أكثر الابتلاءات في الحياة شراسة، يشعر الإنسان حينها بثقل في روحه وخوف أن يصبح عبئا على الآخرين وخوف من الغد وآلامه وخوف على أحبائه.

ربما لذلك قال رسول الله: من بات آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها.

إقرأ أيضا

ماذا حدث لزينهم؟

ووضع ضمن شروط الشعور بالسعادة وامتلاك الدنيا، معافاة البدن.

والصندوق يدخلنا في معاناة المرضى ويضعنا أمام حقيقة أن لا أحد سينجو من اختبار المرض أيا كانت درجة صعوبته، لأن من طبيعة الحياة الشعور بالآلم بجانب الشعور بالسعادة.

يحصرنا مسلسل الصندوق بين أمراض صعبة ومختلفة، وبين لغز غامض، وعلاقات إنسانية متشابكة، وهكذا هي الحياة.