رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
552   مشاهدة  

الصوفية والحضارة المصرية “مشاركة بدأت من ألف سنة وأنجحها حفل الكباش”

الصوفية والحضارة المصرية
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



ألقى المايسترو نادر عباسي حجرًا راكدًا في مياه تاريخ الصوفية والحضارة المصرية القديمة، بمشاركة المطرب وائل الفشني والمطرب عز الأسطول في حفل افتتاح طريق الكباش يوم 25 نوفمبر 2021 م، واللذين تميزا في بداية مسيرتهما الفنية بالأغاني الصوفية.

جاءت مشاركة وائل الفشني وعز الأسطول بعد 119 سنة من آخر ظهور لثنائية الصوفية والحضارة المصرية القديمة والتي بدأت قبل 10 قرون.

ذو النون المصري الإخميمي يبدأ المشاركة

قبر ذو النون المصري
قبر ذو النون المصري

جاءت بداية مشاركة الصوفية فيما يخص الحضارة المصرية القديمة عندما قام ذو النون المصري الإخميمي وهو رمز صوفي كبير عاش في القرن السابع الميلادي بتأليف كتاب حل الرموز وبرأ الأرقام في كشف أصول اللغات والأقلام، ودون فيه 300 كتابة قديمة من الهيروغليفية والديموطيقية والقبطية، وكان ذلك سبقًا في تاريخ علم المصريات وسبق المستشرق لاينير في معرفة القيمة الصوتية للحروف.

ومما يجدر الذكر به أن علماء أوروبا خلال سنوات القرون الوسطى كانوا يعتبر اللغة المصرية القديمة مجرد رسومات لرموز سحرية، بينما في نفس ذات التوقيت كان علماء المسلمين يعملوا على شرح الكتابة الهيروغليفية ووضع المبادئ الأساسية لها صوتيًا ومعنىً.

من مخطوط بن وحشية
من مخطوط بن وحشية

النماذج الدالة على ذلك كثيرة ومتعددة، فمثلاً قام بن فاتك بدراسة مخطوطة كليمنت السكندري في اللغة الهيراطيقية والهيروغليفية والديموطيقية، وأيضًا أحمد بن أبي بكر بن وحشية العراقي وهو من مواليد القرن التاسع الميلادي ووضع كتاب شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام وقد اهتم علماء أوروبا بهذا الكتاب فترجموه سنة 1806 إلى الإنجليزية.

حفل المتحف المصري والحضور الأزهري الصوفي

خبر افتتاح المتحف وحضور شيخ الأزهر والمفتي
خبر افتتاح المتحف وحضور شيخ الأزهر والمفتي

على صعيد الاحتفالات فإن رموزًا من الصوفية والأزهريين حضروا احتفالاً يخص الحضارة المصرية القديمة منذ 119 عام، حيث شهدت مصر في 15 نوفمبر 1902 م حفل افتتاح دار الآثار المصرية (المتحف المصري لاحقًا)، وقد حضر ذلك الاحتفال من علماء الأزهر الشيخ محمد عبده، وحضر عن الصوفية والأزهر الشيخ سليم البشري.

جيل الرأي والفتوى في حفل المومياوات الملكية

مبنى دار الإفتاء ومشيخة الأزهر
مبنى دار الإفتاء ومشيخة الأزهر

مع النجاح الطاغي لفعاليات حفل المومياوات الملكية سنة 2021 م، ظهرت نبرات تحرم مسألة إقامة المتاحف للآثار واستدعت فتاوى وهابية سلفية تؤكد ذلك، الأمر الذي استدعى دار الإفتاء المصرية بإعادة فتاوى قديمة تخص هذا الشأن وترد عليها.

فهناك فتوى تعود إلى سنة 1980 للشيخ جاد الحق علي جاد الحق تقول «الآثار وسيلة لدراسة التاريخ وإذ كان ذلك وكانت الأمم الموغلة فى القدم كالمصريين القدماء والفرس والرومان، وغير أولئك وهؤلاء ممن ملئوا جنبات الأرض صناعة وعمران قد لجئوا إلى تسجيل تاريخهم اجتماعيًا وسياسيًا وحربيًا نقوشًا ورسومًا ونحتا على الحجارة، وكانت دراسة تاريخ أولئك السابقين والتعرف على ما وصلوا إليه من علوم وفنون أمرًا يدفع الإنسانية إلى المزيد من التقدم العلمى والحضارى النافع، وكان القرآن الكريم فى كثيرة من آياته قد لفت نظر الناس إلى السير فى الأرض ودراسة آثار الأمم السابقة والاعتبار والانتفاع بتلك الآثار، وكانت الدراسة الجادة لهذا التاريخ لا تكتمل إلا بالاحتفاظ بآثارهم وجمعها واستقرائها، إذا منها تعرف لغتهم وعاداتهم ومعارفهم فى الطب والحرب والزراعة والتجارة والصناعة، وما قصة حجر رشيد الذى كان العثور عليه وفك رموزه وطلائمه فاتحة التعرف علميا على التاريخ القديم لمصر، وما قصة هذا الحجر وقيمته التاريخية والعلمية بخافية على أحد».

فتوى أخرى تعود سنة 1982 م للشيخ عبداللطيف حمزة تقول «الاحتفاظ بالآثار سواء كانت تماثيل أو رسومًا أو نقوشًا في متحف الدراسات التاريخية ضرورةً من الضروريات الدراسية والتعليمية لا يُحَرِّمها الإسلام؛ لأنها لا تنافيه، بل إنها قد تخدم غرضًا علميًّا وعقائديًّا إيمانيًّا حث عليه القرآن؛ فكان ذلك جائزًا».

مرحلة حفل افتتاح طريق الكباش

حفل طريق الكباش
حفل طريق الكباش

وفي احتفالية طريق الكباش لم يكن اختيار عز الأسطول ووائل الفشني وليد الصدفة، فقد أجاد المايسترو” نادر عباسي ” الاختيار، حيث إن الاحتفالية هي احتفالية دينية في المقام الأول لثالثوث المعبودات المقدسة” آمون ، وموت ، و خنسو” والناظر في تاريخ المطربان الغنائي يرى أنهم قد برعوا في الغناء الصوفي وتحديدا الغناء الصوفي ذات الطابع الصعيدي.

عز الأسطول والغناء الصوفي

عز الأسطول
عز الأسطول

فأما عن عز الأسطول الذي سيقدم أنشودة الإله رع كان قدر لمع صوته من خلال  غنائه  القصائد الصوفية ومنها “يامن هواه أعزه”، وقصيدة “نعم “، بالإضافة إلى أغاني الفولكلور الصعيدي، حيث قدم أغنية   فيلم “خان تيولا”، وأغنية الفلكلور الصعيدي ” حط الحمام” ليشكل ثنائية صوفية صعيدية ربما كانت تلك الثنائية هي سبب اختياره لغناء أنشودة دينية ” أنشودة الإله رع” على أرض الصعيد مدينة ” الاقصر ” .

إقرأ أيضا
البجعة الفضية

وائل الفشني الأزهري الصوفي عن جدارة

وائل الفشني
وائل الفشني

وعن المنشد والمطرب وائل الفشني؛  فقد درس الفشني في الأزهر الشريف ونشأ تنشأة دينية حيث حفظ القرآن الكريم في أحد قرى مركز “الفشن” بمحافظة بني سويف”، غير أن الفشني” تأثر بشيخ المنشدين و المبتهلين طه الفشني حيث مدرسته الغنائية الصوفية الخاصة .

وائل الفشني تأثر تأثُر واضح بالحركات الصوفية الغنائية حيث أعاد تقديم العديد من أغاني الفلكلور الصوفي سواء بمفرده أو مع المنشد والمبتهل إيهاب يونس على خشبة مسرح دار الأوبرا ، أو من خلال قصور الثقافة أو حتى عبر الفضائيات .

وفي حديث صحافي أعلن وائل الفشني صراحة تأثره بالحضرة الصوفية، وأن كل ما يحفظه من قصائد صوفية كان السبب فيها  أن جده “الشيخ أحمد عبدالجواد” كان يصطحبه إلى  الحضرة كي يغني ما يحفظه من التراث سواء صوفي أو صعيدي ، وبعد كل ذلك العرض هل كان الاختيار اختيارا عشوائيا لكلا من عز الأسطول و وائل الفشني .

الكاتب

  • الصوفية والحضارة المصرية مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
4
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان