العائدون .. الذين لم يعودوا بعد
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
10 حلقات مرت على مسلسل العائدون تأليف باهر دويدار وإخراج أحمد جلال، 10 حلقات يمكن تصنيفها على كونها تحتوى 10 أحداث فرعية وحدث واحد كبير، والأغرب أن هذا الحدث الكبير ليس هو المحرك الدرامي للأحداث الصغيرة ولكنه أقرب لمشهد تأسيسي لعقدة البطل، 10 حلقات مرت من اللا دراما واللا جاسوسية، في عمل درامي عن الجاسوسية.
تتناول كل حلقة من حلقات العائدون حدث، وكأنها نظرية جديدة في الدراما يبتكرها باهر دويدار، وهي نظرية المكعبات، كل حلقة حدث وفي الحلقة التالية حدث ’خر وهكذا، بدون حدث واحد كبير يكون هو الخط الدرامي الأساسي، بحبكة بها من السذاجة ما يكفي ليتهم السيناريو نفسه بالاستسهال الشديد.
فعلى الرغم من براعة محمد عادل ” ميدو عادل” في المشاهد التي ظهر بها، وخاصة مشاهد الحلقة العاشرة برفقة محمد ممدوح وأمينة خليل، إلا أن محاولة تجنيده التي صاغها باهر دويدار شديدة السذاجة ومتوقعة، وهو ما يشير للاستسهال غير مبرر من الكاتب، ذلك الاستسهال الذي طال حتى مشهد اصطحابه إلى البيت الأمن لتجنيده.
اقرأ أيضًا
العائدون .. لماذا لا يتعلم باهر دويدار من أخطائه ؟
عند مشاهدة الحلقة لا ينتابنتي سوى شعور واحد فقط، جميع من على الشاشة يدفعون الحلقة كي تنتهي، كأن الحلقة سيارة تعطلت في منتصف الطريق وعلى الجميع أن يساهم في دفعها على أحد الأجناب لتسيير الطريق ليس إلا، ويبدو أن لا أحد يتعامل مع المسلسل بجدية، حالة من الاستسهال تنتاب الجميع أو للدقة حالة من الكلاشيهات انفجرت في العائدون.
اقرأ أيضًا
عندما تريد أن يفشل عملا ما .. دع باهر دويدار يكتبه
الشخصيات شديدة السطحية لا توجد أبعاد أو دوافع لأي شيء، فعلى سبيل المثال مالذي دفع شخص من المفترض أنه متشكك لدرجة أنه لا يخلع القناع حتى مع زوجته، أن يثق في رجل عرفه من عامين فقط؟ لا مبرر سوى أن المؤلف أراد ذلك، وقياسًا على ذلك العديد من الأمور طوال الحلقات العشر.
ولكن لا يخلو الأمر من وهج يأتي على فترات متباعدة، فمشاهد فراج ومن بعده ميدو عادل ومحمد ممدوح، ساهمت في إعادة إحياء إيقاع الحلقات بعض الشيء، ساهمت في إضافة بعضًا من الدراما على الحدث، ولكن لو شئنا الأمانة فالحسنة الوحيدة في الحلقات العشر الماضية من “العائدون”، هي هاني رمزي.
فبعيدًا عن الكوميديا يكشف هاني رمزي – ربما لأول مرة- عن وجه آخر لممثل ذو ثقل وحضور وقدرة على أداء مشاهد تتطلب ممثل ذو موهبة كبيرة، مثل مشهده مع محمود البزاوي، وللمصادفة هو المشهد الوحيد الممتع طوال الحلقات العشر من عمر المسلسل.
ولكن يبدو أن هذا الفقر الدرامي سيستمر طويلا خاصة في ظل تناقص مدة الحلقة المستمر، ولهم في ذلك كل الحق، مسلسل بلا أحداث، تفعلون كل ما في وسعكم لمط الحلقة، فضروري أن تزيد مدة في الحلقات السابقة وتزيد مدة مشاهد النقل، وان تعتمد المشاهد على الحوار الطويل، الأمر الذي حول مشاهد التجنيد لما يشبه محاضرات التربية الوطنية.
حتى هذه اللحظة لا أفهم لماذا يصر باهر دويدار على كتابة هذا النوع من الدراما، من الواضح أنه لا يستطيع أن يطوًر أو يبنى أو يصنع أحداث تلائم وتكفي لصناعة هذا النوع من الدراما، فيصبح هو المسئول الأول عن أن العائدون تاهوا في الطريق، وأن الجاسوسية أصبحت مهنة شديدة الملل.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال