العيش الشمسي قرابين الألهة التي تعلمنا وصفتها من جدران المعابد الفرعونية

إذا كنت من أهل الصعيد، أو أصولك من هناك كحالتي فأنت بالتأكيد تعرف العيش الشمسي أو “الملتوت”، هذا الخبز السميك الذي يحكي مع كل قضمة تشعر وكأنه يعيدك بالزمان لآلاف السنوات إلى الوراء، فهذا الخبز هو واحد من الأشياء التي ورثناها عن الفراعنة، ببساطة عندما تنظر إلى جدران المعابد الفرعونية ستعرف أهمية الخبز أو كما نقول عنه في العامية المصرية (العيش) الذي كان المكون الرئيسي لموائد الطعام المصرية.

 تاريخ العيش الشمسي (الملتوت)

كان الخبز في مصر القديمة بجانب أهميته على موائد الطعام، كان أيضًا يقدم في شكل قرابين للالهة، ولذلك أبدع المصريين القدماء في صنع أنواع مختلفة من الخبز، حيث كان المصريون قديمًا لديهم 15 نوع من الخبز، ولكن نوع الخبز الذي كان أكثر انتشارًا هو العيش الشمسي أو (الملتوت)، والذي مازال حتى اليوم تصنعه النساء في صعيد مصر بنفس الشكل والمكونات التي كان يصنع بها من ألاف السنين.

رغيف العيش الجديد من الأسكندرية وحتى أسوان.. استهلاك مضاعف لمحاربة الجوع

وحتى تسميت الخبز بالعيش هو أيضًا موروث من الفراعنة، حيث كان يطلق هذا الاسم على الخبز المقدس الذي يقدم قرابين للالهة، وأيضًا كان العيش الشمسي هو الخبز الذي يدفن مع الموتى، أما عن التسمية فقد أطلق عليه هذا الأسم نظرًا للطريقة التي يختمر بها من خلال  وضعه في الشمس لفترة قبل أن يتم تسويته.

ويستغرق صنع العيش الشمسي يومين كاملين، حيث يتم تخمير العجين من قبل مرحلة التسوية بيوم كامل، ومن روعة صنعه، أنه شاهد على قوة المراة المصرية منذ ألاف السنوات، حيث أنه يحتاج إلى ا”العجن” لمدة ساعة كاملة، وهو ما كنت تقوم به المرأة المصرية قديمًا وكذلك نساء الصعيد الآن.

إقرأ أيضا

البابا الذي اختنق حتى الموت بسبب ذبابة

وعن شكل العيش الشمسي، فهو يصنع في أطباق مستديرة مصنوعة من الطين ليخرج بهذا السمك والقوام، ويصنع بهذا الشكل المستدير، ويرسم عليه عدد من الدوائر على الرغيف، وفي المنتصف يكتب الرقم 11 والخط الدائري الذي يرسم حتى يومنا هذا على العيش الشمسي يرمز إلى الإله “رع” بشكل قرص الشمس.