الفنان الكبير سمير صبري .. دموع في بلاط الفن والإعلام
-
محمد التهامي
حاصل على درجة الدكتوراه ومهتم بالفنون بشكل عام والبحث في التاريخ وصدرت له العديد من الكتب
كاتب نجم جديد
كنت أود أن أكتب مقالاً عن تكريم الفنان سمير صبري في مهرجان القاهرة وخفة ظله الظاهرة أثناء تكريمه مع نيللي ولكني لم أنشرها.
مع مرض الفنان سمير صبري الآن يعتبر هذا المقال رسالة حب إليه، وقد شاهدت له مشهد واحد في فيلم كريم فهمي الأخير وكان سمير صبري أفضل حضورًا من كل النجوم الشباب حينها؛ سمير صبري كممثل وحالة فنية مختلفة.
ولد سمير صبري في مدينة اﻹسكندرية عام 1936، وانعكس ذلك على شخصيته فكان منفتحًا على الثقافات الأوروبية بشكل واضح، وتخرج من فيكتوريا كوليدج، وهي المدرسة التي تخرج منها عمر الشريف ويوسف شاهين، ويعد فنانا شاملاً فهو ممثل ومطرب وإعلامي.
الحقيقة أن سمير صبري كان مساعد وداعم لأصدقائه الفنانين ولم يفشي سرًا و لم يستغل علاقة ليكتسب منها، وأبسط مثال على ذلك مع أن علاقته مع عبدالحليم حافظ أقوى بكثير من علاقة مفيد فوزي بعبد الحليم ولكن سمير لم يتاجر بأسرار عبد الحليم الشخصية مع أنه كان الأقرب لعبدالحليم والأقرب لسعاد حسني، ولكنه كان يجيد الفصل بين ما هو إعلامي وبين ما هو إنساني؛ ولذلك أنا أحب الفنان سمير صبري.
سمير صبري كممثل قدم العديد من الأفلام التي أحبها مثل جحيم تحت الماء أحد أهم أفلامه سمير صبري بالإضافة إلى فيلم دقة حب مع محمود ياسين وهو أحد أجمل أفلامهم على الأطلاق وأبسطها وهنا استطاع سمير صبري تقديم شخصية خفيف الظل بسهولة وكالعادة.
كان سمير صبري في لحظة من اللحظات السينمائية الممثل الأشهر وفتى الشاشة، نعم لم تستمر طويلا و لكنه تربع على عرش سينما سنوات قليلة، وذلك ما ساهم في نجومية عادل إمام عندما قدم معه بطولة مشتركة في فيلم البحث عن الفضحية أول أفلام عادل كبطل جماهيري وكان وجود سمير صبري صاحب العديد من البطولات قبلها الدافع الأكبر لعادل إمام.
ولا نستطيع أن ننسى دوره الشهير في فيلم وبالوالدين إحسانًا مع الرائع فريد شوقي، ومن أدواره المفضلة بالنسبة لي دوره فى فيلم جحيم تحت الأرض من الأفلام التي قليلا ما يتم إذاعتها ويدور حول الألغام في مدينة العلمين، بالإضافة إلى دوره فيلم دموع فى بلاط صاحبة الجلالة من أجمل أفلامه في شخصية تشبه شخصية هيكل وحيث قدم ذلك الدور باقتدار واضح وشاركه عدد كبير من ممثليين حينها على رأسهم فريد شوقي ويحيى شاهين، حيث قدم شخصية محفوظ عجب والتي قدمها في التلفزيون كمسلسل فاروق الفيشاوي وفي الاذاعة أحمد زكي و قدمها سينمائيا سمير صبري واستطاع أن ينافسهم ويقدم أداءً مميزًا، كما قدم أداءًا جيدًا جدًا في فيلم الاخوة الأعداء.
اقرأ أيضًا
حكاية شاعر وراقصة..هددا مستقبل الفنان سمير صبري
الحقيقة مع أنه ليس عبقريًا في التمثيل ولكنه دائما ما يقدم أداءً راقيًا ومناسب لشخصيته، وكان يجيد تقديم الشاب خفيف الظل بسهولة ويسر، كما قام بتأسيس شركة إنتاج سينمائية؛ لكنه تفرغ في السنوات الأخيرة للعمل في المسلسلات التليفزيونية، منها: ملكة في المنفى، حضرة المتهم أبي، ولم يتمسك سمير صبري يومًا بالبطولة بل كان يساعد زملائه ويقدم له كل الدعم.
كانت حياة سمير صبري كإعلامي تسير كخط مستقل عن حياته كممثل وفنان، حيث قدم برنامج (ما يطلبه المستمعون) باللغة اﻹنجليزية، كما قدم عدة برامج في التليفزيون المصري تمتعت بشعبية كبيرة، منها (هذا المساء) و(كان زمان) و(النادي الدولي)؛ ولم ينقطع سمير صبري عن الإعلام أو تقديم المحتوى الإعلامي طوال حياته بداية من الاذاعة مرورًا بالبرامج التلفزيونية خاصة أنه متمكن من اللغات ويتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة.
كنت في الطفولة من محبي مشاهدة برنامج هذا المساء وكان هذا البرنامج استكمالا لبرنامج البرنامج الدولي، وكان برنامج يعتمد على ذكاء المذيع حيث كان البرنامج يعتمد على استضافة العديد من الضيوف في نفس اللحظة ونفس الوقت.
وعندما عمل صبري كمقدم في التلفزيون المصري يحاور كل من الملاكم علي كلاي، والسلطان قابوس بن سعيد، ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر والجاسوسة انشراح.
أخيرًا في فترة زمنية عمل سمير صبري فرقة استعراضية كانت أهم فرق الزفاف حينها وكان يقدم استعراضات و العديد من الأغاني و كان واحد من نِمَر الأفراح حينها، وقد جسد تلك الحالة مسلسل لن أعيش فى جلباب عندما قررت عائلة الوزير أن تأتي إلى فرح ابنها فرقة سمير صبري وفيفي عبده.
الكاتب
-
محمد التهامي
حاصل على درجة الدكتوراه ومهتم بالفنون بشكل عام والبحث في التاريخ وصدرت له العديد من الكتب
كاتب نجم جديد