الفنان محمود مسعود صاحب الموهبة الكبيرة الذي كان يشبه خالي الصغير

تذيع قناة دي إم سي مسلسل “ألحب وأشياء أخرى” وهو مسلسل قديم للكاتب أسامة أنور عكاشة، يناقش قضية الحب بين طبقات اجتماعية مختلفة، وهل سيصمد الحب أما المال؟، والبراءة والجمال أمام القبح والعنف؟.

المسلسل بطولة الفنان الراحل ممدوح عبد العليم وآثُار الحكيم والمخرج جلال الشرقاوي وصلاح قابيل ومديحة حمدي ورشوان توفيق وناهد رشدي ومحمود مسعود.

لا أستطيع أن أحدد عدد مرات مشاهدتي لهذا المسلسل، ولا أستطيع أن أحدد سر انجذابي له، ولكني لا أستطيع أن أتوقف عن متابعته على أي قناة يصادفني، ولا أستطيع أن أمرره دون الجلوس أمامه.

من أهم الشخصيات التي جذبتني في المسلسل شخصية حسيني “محمود مسعود” صبي الاسطى فرج “صلاح قابيل” زوج سميحة “مديحة حمدي” أخت سامح “ممدوح عبد العليم”.

ومن وجهة نظري أرى أن حسيني هو الوجه الآخر لسامح فهو الشاب غير المتعلم، ولكن الحياة علمته الكثير، المتقبل لوضعه، وغير ناقم على ظروفه، يفهم في الأصول، يحمل أخلاق أولاد البلاد ولم يتنكر لأصوله عندما تحسنت ظروفه.

يحب حسيني إكرام اخت معلمه وولي نعمته الاسطى فرج، ويعلم أنها تحب سامح الشاب الوسيم المتعلم، ويتابعها ويتألم في صمت، وينتظرها حتى تتغير الظروف ويتزوجها، وكان كريم الخلق لم يفكر في الانتقام منها لرفضها له في البداية، ولم يحمل بداخله أي ضغينة ولا أي شر لها أو لاخوها الذين كانوا يرونه أقل منهم في البداية ويتعاملون معه على هذا الأساس.

قدم الفنان الراحل الأستاذ محمود مسعود الدور بمنتهى الاقتدار والقوة، وابتعد عن الأفورة والحنجورية والصوت العالي، كان أداءه مقنع والدور شبهه، فملامحه طيبة وشبه الكثير من شباب هذه الفترة الزمنية، وكان يشبه خالي الصغير الذي كنت مرتبطة به في صغري، ويشبهه حتى في انفعالاته وتصرفاته وحركات جسده.

ربما كان هذا هو السبب في أنني ارتبطت منذ صغري بالأستاذ محمود مسعود وكنت أبحث عنه في الأعمال التي تقدم، كانت ملامحه طيبة وقريبة للقلب، وأداءه يشد ويجذب ويجعلك تستمر في المتابعة.

وربما ملامحه القريبة للقلب والتي تشعر أنك تقابلها وتحاوطك طوال الوقت هي ما جعلته قريب وجعلتك تبحث عنه في كل الأعمال التي شارك فيها، وربما هي أيضا ما تسببت في سجنه في نوعيات أدوار محددة، ورغم امتلاكه موهبة واضحة إلا إنه لم يستطع كسر قيود ملامحه التي حبسته وقيدته.

يعتبر دور حسيني في مسلسل الحب وأشياء أخرى من أهم وأكبر الأدوار التي قدمها الفنان محمود مسعود حيث كان الدور واضح ومليء بالمشاعر المطلوب ابرازها وتجسيدها على الشاشة، واستطاع الفنان محمود مسعود أن يؤدي الدور ويصبح علامة مضيئة وسط مجموعة كبيرة من نجوم كبار.

إقرأ أيضا

الديكوباج.. فن البحث عن العصور

وله أيضا مشهد واحد قدمه في فيلم حب في الزنزانة مع الفنان عادل إمام وسعاد حسني وإخراج محمد فاضل، ورغم أنه مشهد واحد إلا أنك لا تستطيع نسيانه، او أن يمر عليك مرور الكرام.