رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
5٬110   مشاهدة  

“القرين” حكاية قرية تحولت إلى بؤرة موت 10 آلاف مصري في 12 أسبوع

القرين
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تاريخيًا فإن الكوليرا في مصر بشكل عام وقرية القرين بشكلٍ خاص، كانت تنتشر لـ 3 أسباب أولها تلوث مصدر الشرب، وثانيها انتقال العدوى للجميع سواءًا كان الشخص مصابًا بمرضٍ مناعيٍ أو لا، أما ثالثها فهي انتشار الميكروب عبر الطعام الملوث، غير أن قرية واحدة هي القرية بمركز أبو حماد محافظة الشرقية جمعت الأسباب الثلاثة في وباء 22 سبتمبر سنة 1947 م.

اقرأ أيضًا 
تاريخ الكوليرا في مصر”  إحصاء المواقع غير صحيح وهذه حكاية كل وباء

حول التفصيل الطبي لأسباب انتشار الكوليرا في مصر يقول الدكتور محمد خليل عبدالخالق في كتابه «الرطوبة الجوية والموجة الأولى لوباء الكوليرا” ص 573 أن منشأ الوباء وعوامل انتشاره أن تنتشر الكوليرا تنتشر بوسائل ثلاث، فالوسيلة الأولى هي تلوث مصدر الشرب وهي أخطرها، لأن الماء لا يمكن الاستغناء عنه ولأن الميكروب في الماء لا يخضع للعوامل الجوية فهو في رطوبة دائمة لا يتعرض فيها للجفاف الذي يميته بسرعة، وقد حدث تلوث للماء في نطاق محدود داخل قرية القرين ببعض الآبار ونهاية الترع وبعض القرى المجاورة».

اقرأ أيضًا 
حقيقة أكذوبة وباء كل 100 سنة في عام 20 “حين تتورط سكاي نيوز بالكوبي بيست”

أما الوسيلة الثانية فتكون عند انتقال العدوى بطريقة حامل الميكروب سواءًا كان مريضًا أو حاملاً للميكروب بدون مرض أو بعد شفاءه من المرض، وهذه الوسيلة ذات أثر مباشر محدود وعدد المصابين بها قليل.

اقرأ أيضًا 
تاريخ قرية الهياتم ومظاهرة رفض حظر التجول “فعلتها قبل 110 سنة”

بينما الوسيلة الثالثة فهي الطريقة الغالبة في 90 % من الإصابات وهي انتشار الميكروب بواسطة مواد الطعام الملوثة وأهم عامل في التلوث هو الاستنجاء وعدم غسل الأيدي جيدًا بعد هذه العملية وانتشار المرض بهذه الوسيلة يخالف انتشاره بواسطة الماء أو حامل العدوى في محيط العائلة.

قرية القرين .. بؤرة قتل 10 آلاف مصري

قرية القرين
قرية القرين

تم تحديد قرية القرين كمصدر للوباء من البلاغات الرسمية الأولى وكان عددها ثلاثة، أولها من المفتش الوقائي لمنطقة فاقوس إلى مدير الأوبئة بالقاهرة يوم 22 سبتمبر 1947 عن حصول اشتباه في وجود الكوليرا بالقرين، أما ثاني تلك البلاغات فكان من طبيب المجموعة الصحية في بهتيم ومسطرد يوم 21 سبتمبر، بينما الثالث من الدكتور ديمتري سلامة والذي أفاد بإصابة فلاح قروي يوم 22 سبتمبر، وأرسلت البلاغات الرئيسية إلى القاهرة يوم 22 سبتمبر وعلى إثر فحصها تبين إيجابية الكوليرا وأن قرية القرين نفسها مصدر الوباء.

المياه في قرية القرين
المياه في قرية القرين

عدة عوامل توفرت في قرية القرين بمحافظة الشرقية جعلته بلدةً موبوءة ومصدرة للوباء في نفس الوقت، فهي في العام 1947 كانت بالقرب من معسكرات الاحتلال البريطاني، وبالتالي استوطن فيها 6 آلاف مصري كانوا يعملون بتلك المعسكرات إلى جانب سكانها الأصليين.

إقرأ أيضا
الإسلام السياسي
بداية سوق البلح
بداية سوق البلح

كذلك فإن صدفة القدر التعيسة أن يوم تفشي الوباء كان متزامنًا مع موسم البلح الحياني الذي يوجد أكبر أسواقه في الشرقية ويجتمع فيه يوميًا مالا يقل عن ألفي إنسان، إضافةً إلى ذلك أن معدل الرطوبة بالشرقية كان مرتفعًا وهو ما ينعش الميكروب خاصةً وأن مرض البلاجرا الذي يساعد على تخفيض حموضة المعدة كان متفشيًا في القرين.

الزراعة في قرية القرين
الزراعة في قرية القرين

وخلال 12 أسبوع تسببت قرية القرين في إصابة 20803 شخص وموت 10273 نسمة بعد أخذ عينات من 192 ألف 743 مصري من المعامل الرئيسية لوزارة الصحة بالإضافة للمعامل الفرعية في المديريات والأقاليم.

الكاتب

  • القرين وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
5
أحزنني
7
أعجبني
9
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان