الكارثة الإسرائيلية .. 100 ألف مواطن يهودي لجؤوا إلى الأطباء النفسيين منذ 7 أكتوبر
-
عبد الرحيم طايع
- شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة
كاتب نجم جديد
الإحصائية للإسرائيليين أنفسهم، وليست من اختراع العرب، ولا أعداء السامية التي صدعت إسرائيل رؤوسنا ورؤوس العالم بمعاداتها، الإحصائية كبيرة العدد ومرعبة طبعا، تضاف إلى القتلى والجرحى من الضباط العبرانيين والجنود، ومن أصابتهم الكوابيس هناك، ومن رغبوا في مغادرة البلد إلى آخر آمن، ومن استيقظوا من نومهم وقد استحوذ عليهم الشيطان ففتحوا النيران على زملائهم!
اقرأ أيضًا
مصير الأسرى المحتوم .. ماذا يعني رفض وقف إطلاق النار في غزة؟
يعاني الإسرائيليون منذ 7 أكتوبر معاناة بالغة، الرقم المهول يعبر عن هذه المعاناة، هم أسبابها طبعا لأنهم أمعنوا في الانتقام الذي يسمونه الدفاع عن النفس، وما يزالون ممعنين، الفلسطينيون إذا وقعت الواقعة عندهم حمدوا الله، وقد وقعت بالفعل وحمدوه بالفعل، حمدوه بإيمان صادق؛ فجثث أطفالهم ونسائهم بين أيديهم وبيوتهم أطلال في أعينهم والحياة من حولهم لا أنفاس لها، أما الإسرائيليون فلأقل الأسباب يصرخون ويتشنجون ويبحثون عن الأطباء والأدوية، مع كل صاروخ صغير محلي الصنع تطلقه المقاومة باتجاههم يشعرون أنهم مضروبون بسلاح نووي، ومع امتداد زمن الحرب وعدم تحقيقها للأهداف المعلنة التي قامت من أجلها (تصفية حماس، وتحرير الأسرى والمخطوفين)؛ فإنهم يشعرون بالخطر العظيم، يشعرون أن المقاومة لا تموت، وأن أسراهم ومخطوفيهم ضاعوا إلى الأبد، بل حين يعلمون، من خلال ما تبثه المقاومة وتنشره القنوات، أن محتجزيهم يبادون بأسلحة جيشهم العمياء فإن اليأس يشملهم، والأمراض النفسية تتسلل إليهم وتتمكن منهم!
ليست هذه حرب بالتأكيد، للحروب قواعدها بالرغم من كل الفوضى التي تتخللها، هذه جريمة علنية كبرى بحق فلسطين في الأيام التي تلت 7 أكتوبر 2023م جريمة إبادة شاملة وتطهير عرقي كامل، تضاد القانون الدولي، وتضاد كل القيم والأعراف والتقاليد والمواثيق المحترمة المعتبرة التي في العالم..
فلتلق إسرائيل بسلاحها كله؛ فلم يفدها بشيء مما تريد، بل حاقت بها لعنة الدماء التي سالت غزيرة في غزة والحطام الذي تناثر في كل النواحي والأركان، حاقت بها حتى وجدت أعدادا هائلة من مواطنيها في عيادات الأمراض النفسية؛ يشكون الأرق والذعر، يتمنون النوم والاطمئنان، ولا نوم ولا اطمئنان يأتيان البتة..
لا أخاطب الحكومة الإسرائيلية هنا يقينا؛ فالحرب اللعينة حربها، بكل التداعيات الصادمة، وإنما أخاطب عقلا آخر في تل أبيب، عقلا فطنا فاعلا، من بين كل الذين ثاروا في وجه هذه الحكومة الرجيمة البائسة نفسها؛ هذاك العقل وحده، وقد يكون مئات وألوفا، يمكنه قلب الأوضاع، وتغيير السياسة، وإيقاف المهزلة.
الكاتب
-
عبد الرحيم طايع
- شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة
كاتب نجم جديد