مصير الأسرى المحتوم .. ماذا يعني رفض وقف إطلاق النار في غزة؟

في كلمته العاجلة والتي تهتم بنقلها العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية، أفصح المحلل العسكري البريطاني بـ “سكاي نيوز” عن رؤيته فيما هو قادم من أيام في صراع المقاومة الفلسطينية وجيش الكيان الصهيوني، والذي بدأ يوم السابع من أكتوبر ولم ينتهي حتى الآن .. ويسرد في مقاله بالإنجليزية : يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض المقترحات الأخيرة لتأمين شكل من أشكال التوقف العملياتي في الحرب مع المقاومة الفلسطينية. وأضحت أولويته المعلنة هي تدميرها تمامً ،ولكن هل يمثل هذا نهاية لأي مفاوضات لكسر الصراع؟

من الواضح أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء احتمالات المزيد من التصعيد الإقليمي، مع قيام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بزيارته الخامسة للمنطقة منذ يوم 7 أكتوبر حين بدأت الأحداث، ويبدو أن الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لوقف القتال قد ركز على وقف القتال لمدة شهرين، وإطلاق سراح 100 رهينة، وزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقد تم تطوير هذا الاقتراح من قبل المفاوضين القطريين والمصريين، قبل تمريره إلى الحكومة الإسرائيلية ثم إلى قيادات المقاومة الفلسطينية.

ويبدو أن المقاومة الفلسطينية قدمت رداً على ذلك اقتراحاً مضاداً يتضمن ثلاث مراحل لإطلاق سراح الرهائن: المرحلة الأولى تتضمن إطلاق سراح النساء والأطفال؛ والثاني إطلاق سراح بقية الأسرى؛ والثالثة عودة كافة جثث جنود الكيان الصهيوني. وفي المقابل، سيطلق الجيش الإسرائيلي سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، ويوافق أيضًا على الانسحاب الكامل من غزة.وكما هي الحال في أي مفاوضات، فمن المحتمل جداً أن عناصر اقتراح المقاومة الفلسطينية لن تكون مقبولة لدى الإسرائيليين. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان نتنياهو قد رفض احتمال التوصل إلى حل تفاوضي، أو ما إذا كان مستعدًا للنظر في شكل من أشكال التسوية.. ومن ناحية أخرى، يبدو أن المفاوضات مستمرة، مع تقارير تفيد بأن دولة الكيان الصهيوني قد تكون على استعداد للسماح للزعيم العسكري للمقاومة الفلسطينية يحيى السنوار بالذهاب إلى المنفى مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء حكومة المقاومة الفلسطينية الممثلة في “حماس” في غزة.

ولكن أين يترك هذا مصير بقية الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينية؟

وفي 7 أكتوبر، احتجزت المقاومة الفلسطينية 240 رهينة. منذ ذلك الحين، شهد توقف القتال في نوفمبر من العام الماضي إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة، وقتل ثلاثة منهم بطريق الخطأ على يد جيش الكيان الصهيوني في ديسمبر. وتزعم إسرائيل أن 32 من الرهائن الـ 136 المتبقين لقوا حتفهم في غزة، وتعتقد أيضًا أن ما يصل إلى 20 آخرين ربما لقوا حتفهم أيضًا. وهذا يعني أن حوالي 84 رهينة ما زالوا على قيد الحياة في غزة.

إقرأ أيضا

لوحة نب آمون التي تحمل جمال الفن المصري القديم

لكن يبدو أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تستعد لبدء المرحلة الثالثة من هجومها البري. وقد ركزت المرحلة الأولى على شمال غزة، والمرحلة الثانية على خان يونس، ويبدو أن المرحلة الثالثة ستركز على رفح.. وطوال فترة الهجوم البري، تم دفع أكثر من مليون فلسطيني جنوبًا،. وستكون المرحلة التالية من عملية جيش الكيان الصهيوني صعبة للغاية، حيث أن هذه الكثافة السكانية العالية تجعل من الصعب للغاية التمييز بين جنود المقاومة الفلسطينية والمدنيين والرهائن.. وعلى الرغم من الدعوات المتزايدة من جانب المحتجين الإسرائيليين في تل أبيب بضرورة بذل المزيد من الجهود لتأمين إطلاق سراح الرهائن، ما لم يتم الاتفاق على صفقة لإطلاق سراح الرهائن المتبقين قريباً، فإن المرحلة الثالثة من الهجوم البري الصهيوني سوف تكون جارية. إن احتمالات الرهائن في مثل هذه الظروف ستبدو قاتمة وضبابية للغاية.