همتك نعدل الكفة
343   مشاهدة  

“اللي معاه قرش محيره”.. عن مايوه هادية غالب وإعادة تدوير البوركيني 

هادبة غالب
  • صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



منذ بضع سنوات بدأت الفلوجر المشهورة حاليًا، هادية غالب، فكرة جديدة أو بمعنى أصح معاد تدويرها حول ابتكار أشكال جديدة للمايوه البوركيني- سيء السمعة في الطبقات الراقية-. اتفقنا أو اختلفنا مع ذوقها وحسها الفني في التصميمات، لا يمكن إنكار قدرتها على إنشاء مشروعها من الصفر وتسويقه بأفضل شكل ممكن. كما لا يمكن أيضًا أن تحتكر براءة اختراع لفكرة موجودة منذ عشرات السنوات للمايوه البوركيني الألوان، الذي ترتديه المحجبات قبل وبعد هادية غالب. 

إصدارات هادية غالب للبوركيني الأربع قطع، المميز بألوانه الصيفية منها الصارخ والهادئ نجحت بشكل مبهر يحسب لها. حتى بدأت الأمور تدخل في منطقة “العك”، بداية من تصميمات العام الحالي، والتي حاولت خلالها تقريب البوركيني لشيء يمكن ارتدائه في خروجة مثلًا. الأمر الذي فشل فشلًا ذريعًا برأي المتابعين، بل واستفزهم بسبب سعره المبالغ فيه والذي يبدأ من 6000 جنيه للمايوه فقط. 

نجحت الشابة في إطلاق مشروع ضخم باستخدام شعبيتها على مواقع التواصل، وهو ذكاء لا يمكن إنقاصه حقه. إلا أن الأمر أصبح مبالغ فيه، حين قررت التحضير لحدث في مول مصر بالقاهرة، حيث ستقابل متابعيها بحضور فولجرز آخرين. لكن الحضور كان له زي معين، وهو بوركيني هادية غالب.

إيفينت هادية غالب الأخير والزي الرسمي “البوركيني”


في عز شمس الظهيرة ودرجة حرارة تتخطى الأربعين تجمع متابعو هادية غالب، أنصار البوركيني الملون الجميل أبو 6000 جنيه أمام مول مصر. في إيفينت حاولت هادية من خلاله خلق حالة من الجدل حول الماركة الخاصة بها؛ لتصبح حديث الساعة على السوشيال ميديا. وبالفعل نجحت الحملة وظهرت آلاف التعليقات الساخرة من فكرة ارتداء المايوه في الشارع، ناهيك عن درجة الحرارة غير المناسبة للزي. 

لكن هادية ما أثار الجدل أكثر كان تصريحاتها خلال الحدث حول البوركيني الأسود، والذي ترتديه محجبات وغير محجبات كثيرات حتى الآن. أثناء حديثها عن فكرة البراند الجديد، روت قصة تفكيرها في المشروع، حين رفض أحد المنتجعات الفاخرة السماح لصديقتها بالدخول؛ لأنها ترتدي البوركيني الأسود “اللي مش حلو أوي” على حد تعبيرها. واعتبرت البراند الخاص بها هو الرد المثالي على تلك العنصرية التي تعرضت لها صديقتها. 

تصريحات أثارت غضب المتابعين


بغض النظر عن مناصري هادية غالب من الباحثين عن حشمة البوركيني بدرجة رقي تناسب مراسي، بالطبع لم تمر التعليقات مرور الكرام على آلاف مؤلفة من محبي البوركيني الأسود، الذي ربما يفضله البعض من كارهي زحام الألوان، أو يرونه على قد الإيد. في كل الأحوال أثارت هادية سخط المتابعين، الذين انتقدوا بدورهم ذوقها في الأزياء من خلال الفلوجات الخاصة بها، وتصميم آخر مجموعة من البوركيني التي لم تخرج عن أشكال العام الماضي، إلا بتصميمين تميزا بألوان صارخة مزدحمة بالأشكال غير واضحة المعالم. 


في حين رأى البعض أن مايوه هادية غالب ما هو إلا محاولة لإعادة تدوير فكرة البوركيني الملون، الموجود بالفعل في الأسواق منذ عقود، وتصديره لفئة معينة ترغب في التميز. حيث علق متابعون عن كون البوركيني الأسود ليس حكرًا على الفقراء، وأن ماركات عالمية كثيرة تعرضه بهذا اللون فقط. في حين تحفز الكثيرون نحو تلك التصريحات التي اعتبروها تدعو للطبقية، رغم محاولتها تصدير فكرة أنها تحارب التمييز الطبقي من خلال فكرتها. 

إقرأ أيضا
فيلم السرب

نجحت هادية غالب بالفعل في صناعة حدث، وابتكار ماركة من اللاشيء. على الرغم من تناقض أسلوب تفكيرها الطبقي والرافض للطبقية في الوقت نفسه، أصبحت في مرمى انتقادات وضجة يلخصها المثل الشعبي القديم “اللي معاه قرش محيره”. بدلًا من المايوه التقليدي الأسود الممنوع في الأماكن الراقية، ادفع آلاف الجنيهات في ماركة تعطيك تذكرة دخول تميز الأثرياء عن غير القادرين أو غير الراغبين في إضاعة أموالهم على براند موجود بسعر أقل عشرة أضعاف منذ سنين.

الكاتب

  • هادية غالب إسراء أبوبكر

    صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان