الأخ نولان الثالث..قاتل مأجور مطلوب للعدالة

محبو أفلام هوليوود على دراية بالأخوين كريستوفر وجوناثان نولان، اللذين شاركا في كتابة أفلام من بينها “The Prestige” و “The Dark Knight” و”Interstellar “- كلها من إخراج كريستوفر. عمل الشقيقان أيضًا بشكل مستقل: أخرج كريستوفر العديد من الأفلام التي كتبها بمفرده، بما في ذلك “Inception” و “Dunkirk” و “Tenet”. كذلك كتب جوناثان نولان مسلسلات تلفزيونية مثل “Person of Interest” و”Westworld” و”Fallout”.

مع ذلك، ربما لا يدرك معظم الناس أن هناك أخًا ثالثًا في عائلة نولان، وأن شهرته لا تأتي من صناعة الترفيه. ماثيو نولان، أكبر الأخوين نولان، لديه ماض متقلب. ها هي قصته غير العادية.

من هو ماثيو نولان؟

ماثيو نولان، المولود عام 1968، هو رجل أمريكي بريطاني اشتهر بأنه الأخ الأكبر لكريستوفر نولان، المولود عام 1970، وجوناثان نولان، المولود عام 1976. الأخوات لديهم أب إنجليزي وأم أمريكية. نشأوا في لندن لكنهم قضوا وقت في شكاجو مع عائلة والدتهم كذلك.

استقر ماثيو في شيكاجو وعمل مطورًا عقاريًا. تزوج من امرأة أمريكية عام 1999. يبدو أن مساره قد تغير في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. انخرط ماثيو مع تاجر أحجار كريمة من فلوريدا يُدعى روبرت بريسكا، والذي كان لديه خلفية كمهرب مخدرات.

وفقًا لسجلات المحكمة، في عام 2004، اتهم روبرت بريسكا محاسبه روبرت كوهين بسرقة ما يقرب من 7 ملايين دولار من حساباته المصرفية. ورد كوهين بأن شريكه التجاري الكوستاريكي، ماريو كوينتانا، هو الذي سرق أموال بريسكا. بعد فترة وجيزة، مات كوينتانا. كانت الرواية الرسمية أن كوينتانا انتحر، لكن كوهين كان يخشى شيئًا أكثر شرًا.

في هذه الأثناء، ظل بريسكا يركز على فكرة أن كوهين هو من سرق أمواله وأن استعادتها لا تزال ممكنة. في هذه المرحلة، دخل ماثيو نولان الصورة. قدمه بريسكا إلى كوهين تحت الاسم المزيف ماثيو ماكول أوبنهايمر، كوريث لثروة أوبنهايمر الماسية.

جدول زمني لسفر المشتبه بهم

في 6 مارس 2005، يبدو أن روبرت كوهين قد عقد اجتماعًا مع “ماثيو أوبنهايمر” في سان خوسيه، كوستاريكا.

كما حضر لويس ألونسو دوجلاس ميخيا، وهو عامل فندق يُزعم أنه تآمر مع ماثيو نولان. يُزعم أن أدلة الفيديو المقدمة في المحكمة تظهر ماثيو وميخيا مع كوهين في ساحة انتظار السيارات بمركز تسوق في سان خوسيه، وهي المرة الأخيرة التي شوهد فيها كوهين على قيد الحياة. بعد ساعات، كان ماثير على متن طائرة متجهة إلى هيوستن، تكساس.

مرة أخرى حسب سجلات المحكمة، في غضون ثلاثة أيام، عاد إلى كوستاريكا. التقى مرة أخرى بميخيا، الذي كان يحتجز روبرت كوهين. في 10 مارس، اكتشفت السلطات الكوستاريكية جثة كوهين. لقي حتفه بسبب فشل الأعضاء الناجم عن الضرب المبرح والتعذيب. في اليوم التالي، غادر ماثيو البلاد مرة أخرى.

آثار مقتل روبرت كوهين

أدين لويس ألونسو دوغلاس ميخيا بقتل كوهين من قبل محكمة كوستاريكية وحكم عليه بالسجن. في غضون ذلك، واصل ماثيو نولان، كما كشف قاض أمريكي لاحقًا، جهوده لتحديد مكان أموال روبرت بريسكا.

أمضى ماثيو السنوات الأربع التالية كرجل حر، لكن في عام 2009 تقدم هو وزوجته بطلب إفلاس. حوصر من قبل عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي بابلو أرايا، الذي كان يحقق في مقتل كوهين واكتشف أن ماثيو نولان كان من المقرر أن يحضر جلسة الإفلاس الخاصة به في شيكاجو. تم القبض عليه واحتجازه.

بعد الاعتقال في عام 2009، اتُهم ماثيو نولان رسميًا بقتل كوهين في كوستاريكا. طلبت كوستاريكا تسليم ماثيو لمحاكمته في نظامها القضائي. بينما راجع قاضٍ أمريكي القضية، كان محبوسًا في مركز إصلاحي في وسط مدينة شيكاجو.

في تلك المرحلة، أخذت قصته منعطفًا آخر.

إقرأ أيضا

أطفال على حافة قوس قزح .. و”ماري رمسيس” للميزان: قد يتحول الشذوذ إلى ظاهرة

محاولة الهروب

لم يجد القاضي المشرف على قضية ماثيو أدلة كافية لتسليمه إلى كوستاريكا. تخلت السلطات الكوستاريكية عن طلبها في عام 2010 وكان من الممكن أن يطلق سراح ماثيو في تلك المرحلة. لكن تم القبض عليه بالفعل للمرة الثانية. التهمة؟ محاولة هروب من السجن.

في خريف عام 2009، تم العثور على ماثيو مع ماكينة حلاقة وحزام ومشبك معدني لفتح الأصفاد و 9.4 متر من الحبل المصنوع من ملاءات الأسرة. أقر بأنه مذنب بحيازة مواد مهربة في السجن وعرقلة سير العدالة. في يوليو 2010، حُكم على ماثيو بالسجن 14 شهرًا لمحاولته الهروب.

ماثيو اليوم

لم يتم تسليم ماثيو إلى كوستاريكا. في عام 2014، رفع دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة، متهمًا مكتب السجون بإصابة جسدية ونفسية خلال فترة وجوده في المركز الإصلاحي. استمرت القضية لعدة سنوات، ويبدو أن نتيجتها النهائية مخفية عن السجل العام.

لم يفاجأ أحد، لا يزال ماثيو غير مرتبط بمهن إخوته في صناعة الأفلام. كذلك لا يتحدث أيًا من أخويه عنه.