1٬591 مشاهدة
المخبولون في الأرض4..عن تحرش مدرس بطالبات الإعدادية
التحرش ظاهرة أصبحت تشغل الناس بعد صراخ النساء بمواقع السوشيال ميديا، وربما كل سيدة أو فتاة تحكي تجاربها مع هذه الوقائع تساهم في أن يشعر الرجال بنا، ويساندونا مقابل ما نقابله من تحرش باختلاف أنواعه.
بدأت سلسلة بعنوان “المخبولون في الأرض” أحكي فيها عن المخبولين الذين قابلتهم بحياتي، وبالتأكيد لن تخلو هذه السلسلة من متحرش غير متوقع.
قبل أن تضرب كفًا بكف وتتسائل إن كان ينقصك مخبولين، فالغرض من هذه السلسلة توعيتك بأن تعرفهم بدري بدري وتهرب من وجوههم وعقولهم المختلفة.
لكل رجل يسأل الستات بتحس بإيه بعد التحرش
ولو عندك يا سيدي الفاضل ويا سيدتي الفاضلة قصة عن مخابيل كمخابيلي، شاركنا بتعليق، واعتبرها منافسة؛ لأنني أشك هناك من مر بكل هؤلاء المخبولين بزهرة شبابه بالعشرينات من عمره.
تحرش مدرس بداية صدماتي بالمراهقة
في المرحلة الإعدادية تظهر معالم أجسادنا نحن الفتيات، ونبدأ في التأقلم مع مرحلة من تغيرات هرمونية ومزاج سيء، وضغوط مجتمعية مفاجئة أن علينا الابتعاد عن التعامل مع الشباب، وعلينا تغيير ملابسنا من الملابس الطفولية لملابس تغطي كل مظاهر الأنوثة التي أعلنت عن حضورها الطاغي قبل أن نفهم ما يحدث لنا بالضبط.
لم تكن هذه مشكلاتي وفقط، كنت أواجه مشكلة أكبر بالمدرسة الحكومية التي كنت بها؛ وهي حصص اللغة العربية والتربية الدينية؛ نعم يا صديقي القارىء بحصص التربية الدينية أيضًا.
كان مدرس اللغة العربية والتربية الدينية ينتهي من إلقاء النكات والأسئلة ويزدرينا ويتهمنا بالجهل والفشل، ثم يدخن سيجارته _اه والله في قلب الحصة_ ويأخذ نفسًا عميقًا ثم يخرجه مع نظرات متحرش بائس لنا بالفصل.
ظننت أنني مجنونة، تخيلت أنه يسرح في الفضاء السرمدي ولا يسرح بصدورنا التي لم تعلن جميعها عن الظهور بعد، ولكن كان الموقف متكررًا.
كنت بالفصل الفتاة التي ترتدي ملابس فضفاضة ولا تسمع لها حسًا؛ هذه النوعية من الفتيات التي يضرب بها المثل في الحفاظ على السلوكيات الصحيحة بالمسطرة، وعمل واجبتها كاملة، والنظر في الأرض إذا تحرش بها أحدهم ظنًا أنني بالتأكيد ظالمة وفهمت الراجل غلط!
كان يحترمني هذا المدرس البائس ويستكمل نظراته المزعجة التي تجعل التوتر يسري في أعصابي، كان يحترمني لأنني أصمت مع كل نظرات تمثيل حمدي الوزير.
إلى عبد الله رشدي..لحوم العلماء مسمومة فماذا عن أجساد السيدات يا مولانا
لم تنجدني منه سوى الطالبة المتمردة بالفصل التي يكرهها المدرس عكسي تمامًا. وقفت الفتاة تسألنا عن نظراته بين الحصص، وتفاجئت أنه ينظر لنا جميعًا وأنا ضمن الفتيات الاتي يسبب لهن التوتر بنظراته الفجة التي تخرج منها رائحة الشهوة والتحرش والأذى.
عن أحمد بسام زكي والتحرش وفتيات التيك توك
كانت هذه الطالبة ترتدي ملابس ضيقة، وصاحبة أكبر تضاريس فينا؛ طول بعرض ولسان بنفس طولها ترد به على هذا المدرس تحديدًا الذي لا تحترمه. حكت عن مواقف أخرى للأخصائية بجلسة وحدها لم نعرف هل وصلت للتحرش الجسدي أم لا؟..اختارت الأخصائية أن تسمع القصة كاملة منها وحدها بعد شهادتنا جميعا.
ذهبنا تحت تشجيع هذه الطالبة للأخصائية النفسية وقالت لها الطالبة بصوت عالِ شجاع:
اهيه إسراء اسأليها، بيبص لها نظرات كدة مقرفة وهي بتلبس واسع غيري.
قلبت الطاولة على أي نظرية تقول أن المشكلة من الطالبات اللاتي يرتدين ملابس ضيقة، والمدرس يا حرام بريء لا يعرف كيف يغض بصره عن فتيات لم تكتمل أجسادهن بعد. تم إثبات واقعة تحرش مدرس اللغة العربية بشهادتنا جميعا بفضل الطالبة التي كان يكرهها.
دخل المدرس بعدها الفصل بمعاملة قاسية وجافة وأسوأ من معاملته الأولى لنا، ولكن توقف عن التحرش بنا بنظراته أثناء حصص اللغة العربية والتربية الدينية التي لم يعرفها كي يدرسها من الأساس.
كسبت البنت اللمضة كرامتها وكرامتنا، ولكن عودته للفصل لم تكن الحل الأمثل، أما عصبيته ودخانه المتزايد فكان دليلًا على انتصارنا ولو جزئيًا.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
