هل ابني غبي؟..عن المذاكرة والتحصيل الدراسي
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
مع بداية العام الدراسي الجديد يدور أولياء الأمور بين القلق من الكرونا، ومشكلات المذاكرة والتحصيل الدراسي مع أطفالهم؛ لذلك قررنا بموقع الميزان محاورة الأستاذة “رنا حسن” عن مشكلات الأطفال، وسنبدأ بمشكلات التحصيل الدراسي.
رنا حسن أخصائية نفسية للأطفال، وحاصلة على الماجستير من قسم علم النفس بجامعة الإسكندرية في علم النفس الاجتماعي، ودبلومة بالتربية العامة والخاصة من جامعة عين شمس. وكان الحوار كالأتي:
بعض الطلاب يذاكرون لساعات طويلة ولكن تكون حصيلة هذا المجهود بالامتحان عكس ما تمنوا، فما رأيك بهذا الأمر؟
يجب علينا أن نفهم أين يقع الطالب ضمن فئات الطلاب من مشكلات التعلم؛ فهناك ثلاثة فئات يقع فيها الطلاب:
طالب صعوبات التعلم: يكون مستوى الطالب منخفضًا في المواد الدراسية التي تتضمن مهارات تعلم أساسية مثل القراءة والإملاء والرياضيات.
طالب بطيء التعلم: يكون مستوى الطالب منخفضًا في كافة المواد الدراسية بشكل عام، وهو يعاني من عدم القدرة على الاستيعاب.
طالب التأخر الدراسي: هو طالب يعاني من مشكلات صحية متعددة مع انخفاض عام في مستواه التعليمي في كافة المواد الدراسية مصحوب بحالة من اللامبالاة والإهمال.
فحتى أتمكن كولي أمر من حل مشكلة سوء التحصيل الدراسي، فعلي اللجوء لمتخصص كي يحدد بأي فئة يقع الطالب حتى يتمكن من إعطاء خطوات صحيحة لعلاج المشكلة.
أما بوجه عام، فهناك عدة عوامل قد تؤثر في العملية التعليمية، كالعوامل النفسية والمشاكل الأسرية. على أولياء الأمور علاج المشكلات النفسية والاجتماعية التي تؤثر على الطالب قبل اللجوء لأي شيء آخر.
وبين الطلاب الصغار بالأخص تحدث مشكلة “الاندفاعية” وهي من المشكلات التي تؤثر على نتيجة الطلاب بنهاية العام. فيكون الطالب مندفعًا ويكتب الإجابة الخاطئة بدلًا من الصحيحة
اضربي ابنك واعدميه العافية..الفيس بوك ينصحك لتربية أولادك
ما أفضل الأوقات باليوم للمذاكرة؟
حسب ساعة الشخص البيولوجية؛ لأن العقل يضبط نفسه مع ساعتنا البيولوجية. فإذا كان يصحو بالنهار فهذا أفضل وقت للمذاكرة، بعدما يأخذ عقله فترة للراحة ويكون في قمة نشاطه لاستيعاب المعلومات، وبالتأكيد فترة النهار هي الأفضل؛ لأن النهار طويل، يتفق مع ساعتنا البيولوجية الفطرية، التركيز يكون به أعلى، ونستطيع تجزأته لمذاكرة أكثر من مادة والفصل بينهما بفترات للراحة.
أهم شيء أن يذاكر الإنسان قسطًا من الراحة وساعات كافية من النوم قبل المذاكرة مباشرة كي يحصل الإنسان تحصيلًا جيدًا للمعلومات. ويستطيع البعض المذاكرة ليلًا، ولكن السهر بوجه عام يزيد من معدل نوبات الاكتئاب.
يربط بعض الأهالي بين نتيجة الامتحان وذكاء أطفالهم، فما رأيك في هذا التصرف؟
لا يجب علينا الربط بين الذكاء ودرجات الامتحان. إذا تعامل الأهل مع الطفل الذي كتب كل ما تذكره من معلومات بورقة الامتحان بشكل صحيح وحصل على درجة جيدة على أنه ذكي، وتعاملنا مع طفل آخر لم يفعل مثل الطفل الأول أنه طفل غبي، فنحن بهذا السلوك نظلم الطفل الثاني.
هناك فروق فردية بين الناس، فلو خلقنا الله جميعًا بارعين في الرياضيات لأصبحنا جميعًا مهندسين، ولم يخرج للمجتمع المدرس والطبيب والفنان والشاعر.
هناك ثمانية أنواع من الذكاءات المتعددة والمختلفة، كالذكاء البصري والموسيقي والحركي. إن لم يكن الشخص عنده ذكاء بالتحصيل الدراسي، فربما لديه ذكاء من نوع آخر وبارع في شيء آخر، فالذكاء لا يقتصر فقط على القدرة على التحصيل الدراسي، وإذا فكرنا بهذا الشكل سنظلم الأطفال.
يجب على أولياء الأمور معرفة أنواع الذكاءات المتعددة، والسعي لاكتشاف أي نوع ذكاء يتسم به أطفالهم وتنميتها، حتى لا يصاب الطفل بالإحباط إن اجتهد وعمل ما بوسعه وكانت قدرته على التحصيل الدراسي محدودة.
بالنهاية سألت الأستاذة رنا حسن حول قلق ما قبل الامتحانات والمذاكرة والذي يؤثر على تحصيل الطلاب بالدراسة، وأسباب زيادة القلق عند الطلاب، والمؤثرات التي تزيده وكيفية التحكم فيه، وبالحوار القادم ستستفيض في الإجابة عن كل هذه الأسئلة بموضوع خاص عن قلق الطلاب، فانتظرونا.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال