همتك نعدل الكفة
314   مشاهدة  

المشهدية في ديوان “لا شيء إلا الفضول “

ديوان لاشيء إلا الفضول
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



المشهدية لوحة ملونة ترسم كل ما يمر في حياتنا اليومية من مشاهد وأحداث .. مشاعر وانفعالات .. فشل وانتصارات..  ترسم كل ما يؤثر فينا ونؤثر فيه، تلك المشهدية جسدها بكل انفعالاتها الشاعر المصري نور الدين زكي في ديوانه” لا شيء إلا الفضول”، استطاع أن يأخذنا بين جنبات نصوصه لعمق الصور الحياتية بدراما نصية متميزة، فيبدأ الديوان بسؤال من سيضئ المصباح؟ ، وينتهي بسؤال ماذا أفعل في هذا الليل؟ لنفتش معه عن تلك الإجابات من خلال قراءتنا للعمل.

الجالس في الغرفة

من اللوحات الدرامية التي رسمها الشاعر في ديوانه لوحة الجالس في الغرفة، تلك اللوحة التي تحاكي ظلمة الليل الحالك وسهد الأعين حينما يقفل ضوء المصباح استعدادًا للنوم ليعيش مع ليلة سوداوية حالكة بدون فجر أو نهاية، عنوانها الصمت والندم وجلد الذات .

إذ يأفل عنّا المصباح 

يخرج من بوق الليل 

يسرح في الغرفة أشياءه 

ويوزع فوق مخدّات الذكرى ماءه 

يتناقل نرد السهد من الأعين للأعين 

يوقظ صمت الندم

عرق العدم !

ينتهز الفرص الطقسية 

فالفجر الليلة دون صباح

وغطاء اللوم ثقيل، ثقل الأرواح 

من خبطة الرأس 

من خبطة الرأس ركض الشاعر بفضول نحو سلالم الشحن كما هي سرعة الحياة، لكنه انتقل بنا من سرعة الحياة التي يشعر بها ويبغضها إلى مواكبة إيقاع الغناء؛ الإيقاع الذي يبث الكراهيَة.. الحب.. البغضاء..  السخرية.. الفكاهة.. ، ومن خبطة رأسٍ جديدة غنى للفقراء غنى للحياة.. هكذا هي الحياة ببساطة .. التخبط الانتصار، الانتصار والتخبط ليست على حالة واحدة .

من خبطة الرأس 

خرجت في طريقي للمدرج الشهير 

والصياح يسبق الفضول في الركض 

على سلالم الشحن!

يقول الناس غنّ أو تلاش 

غنّ

جار خطوة الإيقاع 

غن الآن للسجاد 

وهو يحمل الأحذية المزركشة !

من خبطة الرأس

دخلت للحفاة

غنيت للحياة

في القاعة المهمشة!

بردية مجهولة

في قصيدة بردية مجهولة يرسم ” زكي” صورة كلية درامية مشهدية عن فكرة نزوله إلى النيل للبحث عن الهُوِيَّة المصرية المفقودة والأسئلة الوجودية التي تدور في العقل كما الطنين، والفضول القاتل اتجاه اكتشاف الحياة، والانجذاب نحو المدى واللانهاية لا شيئ أقوى من رؤى الإيقاع.

أنزل النهر في قارب 

يبحر على إيقاع الجدافين

وحزمة البوص على كتفي 

إنني راحل إلى منف 

وسوف أقول لرب الحقيقة:

أعطني جميلتي هذا المساء 

أرقص على المطر السريع 

خذ بيدها

وامنح القدم الجبانة حقها 

في القرب من خطوة الكعب الأنيقة 

سلطة الإيقاع أقوى حتى الآن 

مشهد في السايبر 

من القصائد المشهدية الواضحة في الديوان ” قصيدة في السايبر”؛ القصيدة التي حملت الواقعية والمشاهد ليومية في الحارة المصرية، ولم يكتفي فيها بتسطيح الكلمات بل جعل معانيها أعمق يمكن أن نؤلها بطرق سياسية واجتماعية عدة طبقا لما نراه في المشاهدات اليومية فالحرب في اللعبة داخل السيبر واستخدام آلات الحرب متاحة خلاف الواقع فالمدافع محظورة.

ثم يسقط الكلمات لتنبيه العقل وتوعيته، وكيف أن كرة القدم أصبحت وسيلة ملهاة أولى، مصحوبة بتعصب وسباب لاذع، ثم يرفع في هذه اللوحة شعار الإسقاطات الذاتية عن فقدان الصبر والجهد بل والصحة والعمر.

تضج حواسيبه في محلات رأسك 

حين يشق الصباح نداءات بعض الصبايا 

لتفتح قُفْل المحل 

وتبدأ ضبط المواقيت نصفًا ونصفًا ونصفًا 

إقرأ أيضا
رواية الإبراهيمية

فأعدادها هذي الصغار كبير على ساحة الحجز 

واضبط ضجيج الصباح على ساعو الذهن

فالكل يصرخ في لُعْبَة القتال :

بالبندقية 

أو بالمسدس 

والقنبلات/ الدُّخَان 

جمل لا يركب العربة 

في البَدْء صدّر الشاعر في قصيدة” جمل لا يركب العربة” إلى جدته، وهنا من الممكن أن يكون الشاعر أراد استخدام رمزية الجمل بصبره وتحمله لكل ما هو مأسوي في الحياة وإسقاطها على الجدة المرأة المصرية التي هي كما الجمل في قوته وشموخه، لكن الجدة أو الجمل رغم تحمله لكل تلك الصعاب والمآسي يرفض أن يموت على سرير فمن ذاق طعم الشقاء لن ينساه أبدًا.

رأيتهم يشنون الصراخ على هدوء جمل

وغارات العصا تنهال فوق صراخه في الليل 

والساطور في أيدي المعلم :

أيها الجمل المراوغ شب واصعد سلم العربة،

ولا يصعد 

يجرد من دفا أوباره والظل 

ويصفعه جريد النخل 

وأطفال الشوارع في الصفوف 

واقفون على سؤال واحتمالات 

وفي البلكون ترتقب البنات 

وزادت في الدجى الساعات 

إلى أن شاع في البلد الفضول !!

بعد عرض لبعض اللوحات المشهدية في قصائد ديوان لا شيء إلا الفضول يمكننا القول أن الشاعر استطاع بجدارة رسم صورة درامية شعرية متفردة في مجملها تشوبها بعض الصعوبة في تفسير معانيها بالنسبة للقارئ العادي بعيدًا عن النخبوية التي تقرأ وتفكر وتحلل وتؤول .

الكاتب

  • المشهدية مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان