المصري أفندي .. مقال تمهيدي
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ربما يكون أصدق ما يعبر عن حال المجتمع المصري الأن هو ما قاله الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور : كيف ترعرع في وادينا الطيب .. هذا القدر من السفلة و الأوغاد ؟”
كيف تحولنا من مجتمع مترابط متراحم راقي ومبدع إلى مجتمع مفكك كاره وغاضب وعاجز عن الإبداع، كيف وصلنا لهذه الحالة البائسة التي يبدو أثرها واضحاً في كل مناحي الحياة.
كيف نحلم بأن نبني وطناً أو مجتمعاً دون أن نبني الإنسان، كيف نعود كبلد للحياة ونحن كأفراد بلا حياة، وهل حقاً ما احتجناه كان ثورة اجتماعية أخلاقية لا ثورة سياسية لتغيير نظام والعفن والفساد يسكن جنبات المجتمع ويتمتع بالمواطنة المصرية.
لكل تلك الأسألة إجابات، سأحاول الإجابة عنها في سلسلة مقالات بعنوان “المصري أفندي” ، وأرصد معها كيف كنا وإلى ماذا تحولنا وما هي الأسباب التي أدت لهذا التحول وما هي طرق العلاج.
سنكتشف سوياً أن غياب الرضا أدى لوجود التاجر الجشع الذي لا يرحم، أدى لوجود الموظف الفاسد، غاب الرضا عن المجتمع فغابت البركة، انتزعها الله من رزقنا وحياتنا فتحولنا لمجموعة من المتصارعين في كل السبل حتى إشارات المرور.
سنكتشف سوياً أن غياب المثل الأعلى هو من أخرج لنا جيل من الشباب بلا هدف، يفضل السب والتخوين والتمرد على العمل والاحترام وتقبل الأخر، غاب المثل الأعلى فبحث البعض عن أي أمثلة قدمها من قدمها لغرض ما في نفسه ففقدنا جيلاً بأكمله.
سنكتشف سوياً انتشار القيود الذاتية والتنميط الذي خنق الإبداع، فخرجت الفنون السبعة مشوهة ناقصة فزادت في تشوه الإنسان المصري، سنكتشف تليما بلا مدرسين وطلاباً بلا متابعة وبيوتا بلا أباء وزوجات بلا عائل.
سنكتشف سوياً التحولات التي أصابت البيت المصري لتقدم لنا مجموعة من الرجال “الأنطاع” الذين يمتصون دماء زوجاتهم ليفسد البيت من الداخل ويخرج لنا أجيالاً غير سوية، لتفسد اللبنة الثانية في المجتمع – العائلة – وتساهم في فساد لبنته الأولى – الإنسان –
سأحاول طرح الحلول واستقبال تلك الحلول التي ترونها معي، دعونا نصنع ثورة إجتماعية تعود بالإنسان المصري لما كانه يوماً ما قبل ثورة ١٩٥٢، حين كان الفلاح البسيط – الفقير بالمناسبة – يدرك أنه بتعليم ولده سينتقل في السلم الإجتماعي لطبقة أرقى، وهذا الولد الأفندي بمجهوده وموهبته وقدراته – لا شكوته من الفقر والظلم – قادر على صناعة مستقبل باهر ولنا في عميد الأدب العربي طه حسين قدوة ومثلا.
المصري أفندي أمل شخصي أتمنى أن يصبح هدفاً مجتمعياً من أجل غد أفضل لنا ولأولادنا .
إقرأ أيضاً
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال