رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
591   مشاهدة  

المهرجانات اكتساح .. اكتساح

المهرجانات اكتساح .. اكتساح


يقول البوصيري في بردته الشهيرة :

قَدْ تُنْكِرُ العَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمَدٍ

وَيُنْكِرُ الفَمُ طَعْمَ الماءِ مِنْ سَقَمِ.

او كما قال عدوية: مش عايز بيا تحس، إن كنت مش شايفني، إلبس نضاره وبص، علشان تبطل شك .

هكذا الحال للغير معترفين بوجود المهرجانات الشعبية .

قبل ثورة يناير 2011 بحوالي ثلاثي سنوات ظهرت موسيقى المهرجانات في الاحياء الشعبية بمصر
.في البداية على إستحياء ثم اخذت تطفو الى السطح وتنتشر وتستمر اإى أن اصبحت تريند.

من أسباب إنتشارها ونجاحها الفعلي هو تقديمها لشكل موسيقى مختلف عن السائد والمتعارف عليه ،

 اسلوب جديد وصادم في طرح الموضوعات وكلمات مختلفه وغير مستلكه بعيداً عن المعتاد فى الأغنيات.
الجمهور مل من التكرار المستمر فيما يقدمه المطربين منذ زمن طويل ،

 بحث عن المختلف ،

 فالشباب بطبعه ثائر طوال الوقت ، متمرد على القوالب الثابته
لذا وجد ضالته فى لون المهرجانات الشعبية.

المهرجانات لم تقفز السلم الى النجاح مرة واحدة
ولكنها تدرجت من المستمع سائق التوكتوك الى قاعات فنادق الفايف ستارز وافراح نجوم المجتمع.
المتابع لظاهرة المهرجان يستطيع ان يكتشف ان المهرجان مر بتطور منذ بدايته والى الأن وسيتطور فى السنوات القادمة .

 لن ابالغ ان قولت ان كبار النجوم سيخوضون تجربة موسيقى المهرجانات قريباً _ ان لم يكونوا قد خاضوها الأن بالفعل_ لانها موضه لها جمهور كبير وذوق موسيقى واسع الإنتشار بدليل ملايين المشاهدات.

اتذكر فى التسعينات حينما سألوا  الفنان الكبير على الحجار هل تعجبك موسيقى حميد الشاعرى  وهل من الممكن التعاون معه؟

اجاب بالرفض وانها موسيقى صاخبه وبعيده كل البعد عن الأصالة والتراث ،

 ويالا العجب انه بعد سيطرة حميد بموسيقاه الجديدة

 تعاون الحجار مع الشاعرى فى اغنية (الزين والزينة)

 وتعتبر الأغنية الوحيدة للحجار التى كانت يتم تشغيلها فى الأفراح والرقص عليها.

 بل انه جعل اغنيته مع حميد الثانية (يمامة) اسم البومه الذى طرحه عام 2006

حينما قرر نقيب الموسييقين الفنان هاني شاكر إصدار قرار بمنع وإيقاف مطربيين المهرجانات ضجت بعض الأصوات بالترحيب وقالت ان هذا إنتصار للفن الجميل ،
رغم ان القرار حبر على ورق لم ولن ينفذ
فالمهرجانات منتشره من قبل وبعد القرار ،

 ومؤديها يقيمون حفلاتهم وافراحهم وكأن شيىءً لم يكن.
كنت اتمنى بدلاً من لهجة التهديد ونبرة التعالى ان يتم إحتواء هؤلاء الشباب ، ومناقشتهم وتوجيه النصيحه لهم لكى يهتموا بالكلمات
فالحقيقة المؤكده انه لا توجد نوتة موسيقية مسفه ولكن توجد كلمه مسفه.

إذ بحثنا عن عدد المهرجانات التى يتم طرحها خلال عام

سنجدها حوالى 300 مهرجان لا ينجح منها سوى عشرة او عشرين على اكثر تقدير
فـ خلال 12 عام هى عمر المهرجان ان كان هناك 5000 مهرجان لن تجد منهم ناجح سوى 200 او 300 وهى نسبة بسيطه جداً

لا تدعوا للخوف
ولكن ما دعى للخوف هو سيطرة المهرجانات على إهتمام الجمهور وإنتشارها وإنتقالها للاعلام والسينما
وبدون دبلوماسية كشفت هشاشة نجومية بعض النجوم
مقارنة بملايين المشاهدات والإهتمام من قِبل المهرجانات

فى خلال العام الحالى تم طرح اكثر من (30) البوم غنائى لنجوم الغناء ولكن للأسف لم يحقق اى منهم نجاح يقارن بنجاح مهرجان واحد ،

 ومثال بسيط .. مهرجان (عايم فى بحر الغدر)

 قاربت على مئة مليون مشاهدة ( 100.000.000 ) خلال ستة اشهر فقط.

سيظل صراع الأجيال قائم ولن ينتهى
مثلما لم يتقبل الجمهور (عبدالحليم حافظ) فى بدايته حينما قدم أغنية صافيني مرة، وسخروا من غناءه وقالوا انه (غنا خواجاتى افرنجى) وطالبوه بالغناء مثل الموسيقار محمد عبد الوهاب.
وفى بداية التسعينات هاجموا حميد الشاعرى وجيله بالكامل وسخروا من اسلوبهم واطلقوا على اغانيهم الأغنية الشبابية

والأن نتندر على اغانى التسعينات

وحينما ظهر عدوية فى السبعينات ايضاً هاجموه وحاربوه
فى العلن واستمعوا له فى الخفاء
وعاش عدوية واصبح رمز من رموز الأغنيىة الشعبية

هكذا  ستصبح المهرجانات، يسخرون منها ويرقصون عليها فى افراحهم وينشرون كلماتها على صفحاتهم

فى النهاية نحن ضد الإسفاف والتجاوز ، وايضاً ضد قمع الحريات

وكبح جماح الإبداع .
الغناء حق للجميع وللجمهور حرية التذوق والإستماع بدون وصاية من احد.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
5
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان