الموت يشغل صناع الأفلام القصيرة
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ستة أفلام تعرض بكل فترة من فترات عروض أفلام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، ثم يأخذ الجمهور استراحة ويشاهد ستة أفلام أخرين من جميع أنحاء العالم تقريبًا.
يستمتع الجمهور يوميًا بالمهرجان بمجموعة من الأفلام القصيرة المترجمة من الصين والمجر وفرنسا وألمانيا ومن الدول العربية أيضًا وغيرها من الدول.
وأجمل ما في هذا المهرجان أن الأفلام القصيرة منوعة بين الأفلام التسجيلية، الأفلام الروائية، وأفلام الرسوم المتحركة، فتراعي كل الأذواق وكذلك تهتم بمختلف أشكال الفيلم القصير.
ولكن يبدو أن المبدعين دائمًا يشغلهم الموت وفكرة ما وراء الموت في أعمالهم، وكان هذا جليًا هذا العام، ففي العام الماضي كانت الأفلام يغلب عليها طابعًا طفوليًا. أكثر من فيلم كان بطله طفلًا بهذا المهرجان بالعام الماضي، وهذا العام أكثر من فيلم يناقش ما بعد الموت وما بعد الفقد.
اقرأ أيضًا…عن الفقد قطتك لازم تروح
أزمة قلبية
أزمة قلبية فيلم سوري لعمرو علي عن الوحدة بعد تقدم العمر. فيدور الفيلم عن سيدة مسنة تعيش وحدها، وبمشاهد قليلة نتابع سير حياتها يوميًا مع الوحدة وانشغال ابنها بحياته.
لم يتعرض الفيلم لفكرة مناقشة ما يحدث بالعالم الآخر، ولكن انتهى بأزمة قلبية تعرضت لها السيدة بطلة الفيلم وموتها، فكان ضمن الأفلام التي ذكرت الموت.
التضحية المقدسة
جان كلود لوبلان من كندا مخرج تبنى فيلمًا فانتازيًا ويتسم بطابع الرعب أيضًا. أدخلنا في عالم ما بعد الموت وصوره بشكل مختلف عن بقية الأفلام التي ناقشت الفكرة وذكرت الجنة والنار، فصور لنا الفيلم العالم الآخر يحدث فيه صراعًا مختلفًا بين الموتى والموتى الأحياء.
وغالبا أفلام الموتى الأحياء تتعرض لتيمة ملاحقة الموتى الأحياء للأحياء، ولكن بهذا الفيلم يتعرض الموتى الأحياء للموتى الطيبين.
وكأن ما بعد الموت من كان شريرًا سيتحول لميت حي (لمسخ) ولكن شرهم سيتمد للعالم الآخر. الفيلم انتهى نهاية غير متوقعة بالمرة ولم يكن في نظري من أفضل أفلام المهرجان، ولكن رؤيته للموت مختلفة.
النصف فقط
فيلم من أفلام التحريك للمخرج خورخي مورايس باييه من أسبانيا. الفيلم مبهر من حيث الصورة والرسوم المتحركة، ولكن عابه مدته الزمنية التي امتدت ل24 دقيقة دون مبررًا دراميًا. وناقش الفيلم الموت بشكل مختلف أيضا، حيث يذهب بطل الفيلم للعالم الآخر ويظل بين الموت والحياة يصارع ذكرياته مع الطفولة وعقده التي اكتسبها من التربية.
نرى العالم الآخر بشكل مختلف مرعب بشكل غير متوقع عن العقد التي تصيبنا من الطفولة والتي تلاحقنا بكل عالم هنا وما بعد الحياة. كانت رؤية الفيلم ورسالته مختلفة رغم عدم وضوح ذلك أحيانا من مدة الفيلم والمشاهد غير المبررة، ولكن الرمزيات كانت في محلها جميعها.
وهذا كل شيء لعيد الميلاد
فيلم بلغاري لمدة 15 دقيقة عن الفقد وموت شريك الحياة، والمخرج بيتر فولتشيف لعب لعبة بالالوان الداكنة وتصوير الزوج الحي من بعيد وهو يتحدث الى زوجته في قبرها كي يضعنا في حالة من التوحد مع حالة البطل الذي فقد زوجته.
عاب الفيلم الحوار الطويل بالمقابر، بينما اجمالا يعد من الأفلام التي تعرضت لمشاعر الفقد بشكل جيد.
فيلم النداء الأخير
نهاية مفتوحة لفيلم انجيلزي للمخرج هاري هولاند بمفارقة درامية رائعة لسيدة تتحدث مع ابنها في مكان عام ويتضح أنها تحدثه بالعالم الآخر وأنها ملقاة على الأرض في الواقع والإسعاف يحاول إفاقتها.
ينتهي الفيلم دون أن نعرف مصير السيدة، ولكن تحتضن ابنها الذي فقدته والتي رأته بعدما غابت عن الوعي، فيما كان الحوار بينهما غاية في الواقعية عن ذكرياتهما سويا وأسلوب التربية ومشاعر الندم وغيرها من المشاعر الإنسانية.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال