“المياه المعدنية في مصر” شائعة سببت في شهرة عين حلوان
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بدأ تاريخ المياه المعدنية في مصر عام 1939 م عندما انفجرت عين ماء معدني طبيعي في حلوان فصار أشهر العيون المائية المعدنية حتى الآن.
اقرأ أيضًا
كيف أدت استراتيجية حروب المياه في إنشاء القاهرة “الحلواني لم يبني العاصمة اعتباطًا”
بعد أشهر بدأت تساؤلات الناس عبر صفحات جريدة المقطم في أواخر أغسطس سنة 1940 م، حول جدوى المياه المعدنية في مصر، خاصةً وأن الجمهور من الذين اعتادوا شرب ماء فيشي وغيره من الماء المعدني الأجنبي المعبأ في زجاجات، وكانت زاوية سؤالهم: هل المياه المعدنية المكتشفة في مصر ستؤدي إلى حرمانهم من شربه بسبب الحالة الحاضرة.
ظهور سليمان باشا عزمي
طلبت جريدة المقطم من الأطباء الاختصاصين أن يجيبوا على السؤال: هل ماء عين حلوان لمعدني يحل محل الماء المجلوب من أوروبا وكان من المتخصصين سليمان عزمي باشا: والذي قال «لا شك أن ماء فيشي وكارلسباه وأفيان المعدني لا يمن الاستعاضة عنه بماء مصري معدني والذي يجب أن يكون مفهومًا هو أن هذه المياه لما قيمتها الصحية عندما تشرب من ينابيعها لا غير، أما بعد تعبئتها في زجاجات فإنها تفقد نحو أربعة أخماس فائدتها الصحية ومن هنا يجيء القول أن الأهمية التي نعلقها على المياه الأجنبية لا تنحصر في شربها في بلادنا بل تنحصر في شربها عند خروجها من ينبوعها».
تابع سليمان عزمي إجابته قائلاً «هذا فيما يختص بالمياه الأجنبية، أما فيما يختص بماء حلوان المعدني فقد تأكد نهائيًا فائدته لبعض أمراء المعدة والكبد وأصبح المرضى بهذين المرضين يشربونه لشفائهم من آلامهم، وقد شاهدت حالات الشفاء بنفسي من مرضاي الذين يترددون، ونصحيتي إلى الجمهور أن لا يحفظ هذا الماء في زجاجات أكثر من يومين لأنه بعد هذه المدة يفقد فائدته الصحية، ويجدر بأفراد الشعب أن يهتموا بهذا الأمر لأن الماء المعدني حي في ينابيعه ميت في زجاجاته».
سليمان عزمي والماء المعدني الأجنبي
سليمان باشا عزمي من مواليد 13 إبريل سنة 1882 م وأتيح له تعليم ممتاز حصل بعده على دبلوم الطب والجراحة والتوليد عام 1905 ولما انتهى من قضاء سنة الامتياز وقع اختيار أساتذته ليكون جراحًا لما أبداه من دقة أثناء تمرينة، ولكن الظروف الحسنة جاءته عندما تم سفره في بعثة إلى الخارج مدتها 3 سنوات وهناك صار طبيبًا للأمراض الباطنية بزمالة الكلية الملكية للأطباء في لندن بطب المناطق الحارة.
عمل سليمان عزمي في المستشفيات الأميرية في السويس وسيوة من سنة 1906 حتى سنة 1918 م بعدها صار مدرسًا مساعدًا لعلم وظائف الأعضاء في قصر العيني عام 1918 وبعد سنتين عمل مدرسًا للأمراض الباطنة، ثم نال درجة الأساتذة فصار أول أستاذ مصري في فرع الأمراض الباطنة.
من البصمات التي لا تنسى في مسيرة سليمان عزمي أنه قام بتكوين البعثات الطبية التي شاركت في حرب 1948 م ثم تم انتخابه رئيسًا للجمعية المصرية الطبية وظل في منصبه حتى رحيله.
المراجع
-
جريدة المقطم ـ عدد 1 سبتمبر سنة 1940 م
-
سلسلة أعلام العرب الكتاب 121 – الدكتور سليمان عزمي أول أطبائنا الباطنيين
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال