النساء في حياة بن عربي الصوفي .. كيف كان الشيخ الأكبر يرى حب النساء ؟

مثلما أثارت حياة بن عربي الصوفية جدلاً لم ينقطع حتى الآن، فإن صلته بالجنس الآخر بها كثير من الاختلافات والخلافات بسبب فلسفته ورؤيته للمرأة.

الشيخ بن عربي كاره الجماع الذي تزوج 4 مرات

يعترف الشيخ بن عربي في كتاب الفتوحات المكية أنه كان يكره النساء والجماع وأي شيء له علاقة بـ الجنس في بداية دخوله الطريق الصوفي وبقي على ذلك ثمانية عشر عامًا، ولم يتزوج إلا في سن الثالثة والثلاثين.

تزوج بن عربي 3 مرات كانت الأولى مريم بنت محمد بن عبدون البجائي التي بقيت في عصمته حتى رحيله، أما الثانية هي فاطمة بنت يونس بن يوسف أمير الحرمين التي أنجب منها، بينما الثالثة فكانت ابنة قاضي قضاة المالكية بدمشق زين الدين أبي محمد عبد السلام بن علي بن عمر الزواوي المالكي، وله زوجة رابعة من بغداد تكلم عنها في كتاب محاضرة الأبرار قائلاً “وكان لنا أهلٌ تقرّ العين بها ففرّق الدهر بيني وبينها فتذكّرتها ومنزلها بالحلّة من بغداد”.

حب النساء في حياة بن عربي

تكلم الدكتور طه عبدالباقي سرور عن رؤية بن عربي لحب النساء فقال أن حب النساء عنده ميراث نبوي، وحب إلهي، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم “حُبِّب إِلَيَّ من دنياكم ثلاث: الطيب، والنساء، وقرَّة عيني في الصلاة”؛ فلم ينسب حبه فيهن إلا إلى الله  سبحانه وتعالى؛ ولهذا قال: “حُبِّب”، وكمال العارفين في هذه المحبة، فلا يجوز الإعراض عنهن زهدًا؛ لأنه لا يُحَبَّب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ما يبعده من ربه، بل حُبِّب إليه ما يقربه منه؛ ولهذا يؤجر الرجل على صلاته بامرأته.

اقرأ أيضًا
كتب التراث ونظرتها إلى بن عربي “هل تم تكفير الشيخ الأكبر من قِبَل العلماء”

إقرأ أيضا

هل كان مؤلف مسلسل أوبرا عايدة يقصد تبرئة الشخصية الحقيقية؟

واعتبر بن عربي حب النساء فريضة واقتداء بالرسول، كذلك فإن حنين الرجل إلى المرأة فطرة في النفس؛ فهو حنين الكل إلى الجزء، وما جاء الإسلام ليحارب الفطرة أو يقف في وجهها؛ فالدين هو الفطرة التي فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها؛ ولا يستقيم المزاج إذا تعارض مع الفطرة، وفي صلاح المزاج صلاح الدين، وفي صلاح الدين السعادة، بشرط خضوع الإنسان للميزان الإلهي الذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم.