الواد سيد الشغال من البصارة إلى غضب الرقابة بسبب مشهد الخروج على النص

في كتابه الواد سيد الشغال الصادر عن دار الجهاد للنشر والتوزيع بعد عرض المسرحية الشهيرة بنحو 10 سنوات كتب سمير عبدالعظيم أن الفكرة جاءت من طباخ في مطعم بمنطقة السيدة زينب كان يرتاد عليه لتناول البصارة، فحين كان يقدم طبق البصارة لسمير عبدالعظيم كان العامل يتسم العامل بخفة الدم حين سخر من فقره وكانت البصارة رمزًا له.

ما بعد البصارة وغضب الرقابة بسبب الخروج عن النص

ألهمت شخصية هذا الطباخ سمير عبدالعظيم ليكتب مسرحيته الوحيدة وهي الواد سيد الشغال ويعرضها على الفنان عادل إمام وظل يقدمها لمدة 8 سنوات متصلة عام 1985 م ولم تخضع لأي تعديلات في الممثلين إلا مع سوسن بدر التي حلت محلها الممثلة مشيرة إسماعيل.

عُرِضَت مسرحية الواد شغال لأول مرة في 20 يوليو 1985 م وبعد 4 أشهر وبعض أيام واجه عادل إمام غضبًا من جهاز الرقابة وفوجئ بتقديم إنذار له.

في 15 ديسمبر من العام 1985 وجهت رقابة المصنفات الفنية إنذارًا رسميًا وتحذيرًا نهائيًا ـ بحسب التوصيف وقتها ـ للفنان عادل إمام بسبب خروجه عن النص في مسرحية الواد سيد الشغال، بالإضافة إلى التفوه بألفاظ وعبارات منافية للآداب العامة والسخرية من بعض الشخصيات الوظيفية والمسلسلات التلفزيونية الرمضانية والدينية.

اقرأ أيضًا 
العمدة فكري الحوفي وعادل إمام .. قصة أزمة الزعيم مع المحاكم بسبب فيلم المتسول

واجتمع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية في جلسة لشرح ممنوعات الرقابة وضمت عادل إمام بطل المسرحية وفاروق سالم مدير التفتيش وعضوي لجنة التفتيش جمال حسن ومنير منصور أحمد، ولم يغير هذا الاجتماع أي شيء مما قام به عادل إمام إذ استمر يواصل خروجه عن النص في كل عرض.

إقرأ أيضا

تاريخ الثانوية العامة وتعديل أنظمتها “ما أحدثته التغييرات فينا خلال 100 سنة”

لكن هناك موقفًا تضامنيًا اتخذته الصحفية آمال بكير حيث ذكرت أن المسرحية عرض جيد يعتمد على قدرات عادل إمام، وقالت في تعليقها على خبر الرقابة «ودون إضافة أحد المهاجمين لعادل إمام أهمس له بكل التقدير لفنه ومواهبه، أنه بعد المكانة الفنية والجماهيرية التي وصل لها بجهده المتواصل، يتعين عليه الآن يستثمر مكانته هذه لدى الجماهير والتي أحسها بوضوح في تقديم ألوان من الفن قد يحجم غيره على تقديمها فربما كان هو دون سواه القادر على تقديم الهدف النبيل الجيد إلى الجماهير العريضة من خلال البسمة التي هو من أقدر الفنانين المعاصرين على خلقها وهو بكل ما يتمتع به من قبول لدى الجمهور، يملك بالفعل القدرة على الارتقاء بالبسطاء منهم الذين هم في حاجة إلى أن يرتفع بهم الفن، كما أنه أقدر الفنانين على المغامرة بتقديم الجديد ويتعين عليه ألا يقبل مطلقًا أي دور لا يليق بموهبته أو مكانته التي تتيح له أن يشترط كل ما يمكنه لتقديم قدراته من خلال فن جيد مثمر يضيف للجمهور الذي وضعه في مكانه المتميز بين العديد من النجوم».