همتك نعدل الكفة
47   مشاهدة  

الواشنطن بوست تصارع الجمهوريين لصالح كاميلا هاريس فلماذا مصر في مرمى الشباك؟

الواشنطن بوست
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لا تزال منافسات الانتخابات الأمريكية على أشدها بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس، لكنها اتخذت اليوم شكلاً آخر وهو صراع كلامي في حرب إعلامية، زُجَّ باسم مصر فيها.

هل إهانة ترامب لهاريس كانت المقدمة ؟

ترامب وكاميلا هاريس
ترامب وكاميلا هاريس

الحرب الكلامية بين هاريس وترامب، جعلت الأخير يقع في العنصرية إذ قال متسائلاً في لقاء بالأمس «هل هي هندية أم سوداء ؟ كانت هندية منذ البداية وفجأة تحولت وأصبحت سوداء».

هاريس علقت على كلام ترامب دون أن تقع في فخ الإهانة الشخصية، فقالت «الشعب الأميركي يستحق قائدًا يقول الحقيقة لا يرد بالعداء والغضب عندما يواجه بالحقائق، نستحق زعيمًا يفهم أن اختلافاتنا لا تفرقنا فهي مصدر أساسي لقوتنا».

إلا أن المناوشات الكلامية لا تمثل حربًا كلامية في حد ذاتها بقدر ما أنها محرك أساسي لتضليل إعلامي تقع فيه وسائل الإعلام الأمريكية خاصةً التي تتبع الديمقراطيين مثل صحيفة الواشنطن بوست التي ذكرت أن ترامب وحملته الإنتخابية تلقوا دعمًا مباشرًا من مصر على شكل مبلغ مالي وصل إلى 10 مليون دولار.

مغالطات واشنطن بوست التي تنسف القصة

مقر الواشنطن بوست
مقر الواشنطن بوست

وقع تقرير الواشنطن بوست في عدة مغالطات وأخطاء تنسف تلك القصة بشكل كامل، ولا يمكن حصر المغالطات في أن مصر أرسلت ال10 مليون دولار لدعمه بعد فوزه !! وتلك مغالطة تكفي لنسف الحكاية، إنما بسبب 4 مغالطات هي :- 

أولاً / توقيت الاتهام يشير إلى الواشنطن بوست انتهجت خدمة مصالح كامليا هاريس، فتلك القصة ظهرت في 2024م ولم يتكلم فيها أحد لا قبل انتخابات 2016م ولا بعدها، خاصةً وأن الولايات المتحدة عن طريق مكتب مدير الاستخبارات الوطنية ذكر في يناير 2017م وجود تدخل روسي، وفي الفترة من يونيو 2016م حتى مارس 2019م تم توجيه الاتهام ل26 روسيًا مع 3 منظمات من موسكو بدعم ترامب.

فإذا كانت مصر قد تورطت في دعم حملته الانتخابية فلماذا تأخر الاتهام 4 سنوات، ولما ظهر كان عن طريق صحيفة تمثل أعداء ترامب، بدلاً من صدور الاتهام عن جهة رسمية حكومية أمريكية بوثائق مثلما حدث مع روسيا بصرف النظر عن صدق قصص التدخل الروسي أم لا.

المغالطة الثانية أن ثروة ترامب تقدر بـ 2.8 مليار دولار كما ذكرت بلومبرج سنة 2018م أو 3.1 مليار دولار كما ذكرت مجلة فوربس سنة 2019م، بالتالي ماذا ستفعل ال10 مليون دولار من مصر في حملته الانتخابية، خصوصًا أنه لا يحتاج لهذا المبلغ وهو لا يذكر بجانب ثروته، فقد يكون تقصدًا لترامب في إطار حرب الانتخابات التي تشهدها أمريكا.

المغالطة الثالثة مرتبطة أيضًا بالتوقيت، أن نفس التهمة واجهتها دولة أخرى وهي روسيا قبل يوم من اتهام مصر، إذ قال تقرير للمخابرات الوطنية الأمريكية أن روسيا ستحاول التدخل في الانتخابات 2024م، فقام الكرملين عن طريق متحدثه الرسمي بالرد واعتبر أن تلك التهمة سخيفة لكون الجمهوريين والديمقراطيين يستغلون روسيا في صراعاتهم وهو استغلال يهدد بتدهور العلاقات بين البلدين؛ فهل الرد الرسمي من الكرملين أعطى للواشنطن بوست فرصةً لتأليف قصة جديدة تكون مصر طرفًا فيها ؟.

إقرأ أيضا
ورم

المغالطة الرابعة أنه وبغض النظر عن تجريم الولايات المتحدة للمال الأجنبي في دعم حملات المرشحين، إلا أن غياب الوثائق يضرب مصداقية الواشنطن بوست في مقتل، لأنه وعلى فرض أن الداخل الأمريكي لا يريد ترامب فلماذا لم تُنْشَر وثيقة تؤكد مزاعم الواشنطن بوست، كـ الوثيقة التي بموجبها تم اتهام روسيا بنفس التهمة.

وربما تكون بسبب العلاقات الدبلوماسية الجيدة التي حظيت بها علاقة الدولتين مصر والولايات المتحدة أثناء تولي ترامب الرئاسة وربما كانت وقودًا يشعل نار الانتخابات الأمريكية اللعبة التي تحب الولايات المتحدة مشاركتها للعالم، على كل حال لن نرحب باستخدامنا ضمن الأدوات وطالما سقطت أقنعة الديمقراطية والحريات العالمية فربما تضل كذبات الواشنطن بوست طريقها.

الكاتب

  • الواشنطن بوست وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان